ما يجب على كل شاب وشابة معرفته قبل اتخاذ قرار الزواج
إن اتخاذ قرار الزواج يُعَدُّ من أهم الخطوات في حياة الإنسان، وعلى كل إنسان قبل الإقدام على هذه الخطوة أن يفكر جيداً ويستعد لتلك الخطوة التي ستغير حياته؛ لذلك على المقبلين على الزواج، سواء فتيات أو شباب، معرفة العديد من الأمور التي يجب أن يكونوا على دراية بها، قبل الإقبال على حياتهما الجديدة؛ وذلك لضمان حياة زوجية سعيدة ومتناغمة. بالسياق التالي تعرفي إلى ما يجب على كل شاب وشابة معرفته قبل اتخاذ قرار الزواج.
من الضروري أن يتم اتخاذ هذا القرار بحكمة وتأنٍّ
تقول استشاري العلاقات الأسرية منال خليفة لـ”سيدتي”: لا شك أن قرار الزواج قرار مهم، وعلى أي إنسان مقبل عليه أن يفكر جيداً قبل اتخاذ قرار الزواج، وأن يكون على دراية به قبل الإقبال على تلك الخطوة التي ستغير الحياة بأكملها؛ لأنه يؤثر في جميع جوانب الحياة ويشكل المستقبل بشكل كبير، لذا فمن الضروري أن يتم اتخاذ هذا القرار بحكمة وتأنٍّ، ويجب أن يكون لدى المقبل عليه فهم عميق لما تعنيه هذه الحياة المشتركة؛ لذا ينبغي للطرفين الاستعداد لتحمل هذا النوع الجديد من المسئولية.
التكيف مع التحديات المحتملة
ينبغي للمقبلين على الزواج، سواء الفتاة أو الشاب، الإلمام بتفاصيل مهمة تتعلق بالاستعداد للحياة الزوجية، وأن يفكرا جيداً في تأثيرات الزواج في حياتهما المستقبلية حيث يترتب على هذا القرار بناء أسرة على أسس صحيحة، من خلال الاستعداد النفسي لدخول عالم جديد مختلف؛ فالزواج يحتاج إلى تحمل مسئولية ليست بسيطة، وفي مقدمتها وجود أطفال، وأيضاً التكيف مع التحديات المحتملة التي قد تواجههما، كما يجب على الطرفين أن يكونا على استعداد للتضحية والتكيف من أجل تحقيق السعادة الزوجية، ولا بُدَّ من فهم وقبول أنه سيكون هناك تغيير في الحياه الشخصية، وليس فقط في عنوان السكن أو الأشخاص، ولكنه تغيير كامل في نمط الحياة.
الحياة الزوجية ليست وردية
تختلف الحياة الزوجية في تفاصيلها عن حياتك خلال فترة الخطوبة أو حتى قبلها؛ فهي ليست وردية، كما يعتقد بعض الناس، ففيها الكثير من التحديات، لاختلاف الثقافات بين الطرفين، ولكن من المهم هو كيفية التعامل معها، فإما أن تمر بسلام أو تنهار العلاقة، خصوصاً في ظل وجود أبناء؛ لذلك كونا مستعدين لتحمل نوع جديد من المسئولية، وتحدثي مع زوجك بأن يشاركك فيها، فهي حياة زوجية مشتركية ستعيشونها معاً.
تجنب محاولات تغيير الآخر
بعد فترة من الزواج يبدأ كل طرف في العلاقة بالتعرف أكثر إلى طبيعة شخصية وصفات الآخر بوضوح، ومن الطبيعي أن يتسم الشريك ببعض الصفات التي لا تناسب شريكه تماماً، وهي عندما تحاول تغييره فإنه يشعر أنه غير مقبول عندها؛ لذا فيجب على الشريك أن يتقبلها حتى يستطيع المضي قدماً في حياته، مع التفكير في كيفية تقليل تأثير عيوب الطرف الآخر، وإيجاد حلول عملية، للتعايش مع العيوب، حتى تستقر العلاقة الزوجية ويتجنب الزوجان المشكلات والخلافات؛ فلا يوجد شخص تنطبق عليه كل المواصفات التي تريدها، وقبول حتمية التغيرات يخفف شعورك بالرفض والمفاجأة.
شريك حياتك ليس كل حياتك
زوجان يستمتعان بقضاء الوقت معاً فبعد فترة من الزواج يبدأ كل طرف بالتعرف إلى طبيعة شخصية وصفات الآخر بوضوح
بعد الزواج يُجبر الطرفان على إعادة ترتيب أولوياتهما من جديد، وقد تكون الحياة الحرة انتهت، وبدأت حياة تتطلب تفرغاً كبيراً؛ لذلك تنخفض العلاقات بالأصدقاء تبعاً لانشغال الزوجين بأمور أخرى، وتبدأ المشكلات في الظهور، بسبب إلغاء الشخص كل المحيطين به بحجة التفرغ لهذه العلاقة؛ لذلك ينتابه الشعور بالملل، والرتابة؛ فالزواج لا يعني أن تنقطع تماماً عن حياتك السابقة، بل يجب أن يكون لديك مجموعة أصدقاء للتواصل والتفاعل معهم، بالإضافة إلى هواياتك واهتماماتك الشخصية؛ فشريك حياتك جزء لا يتجزأ من حياتك، لكنه ليس الجزء الوحيد فيها.
معرفتك لشريكك غير مكتملة
قبل اتخاذ قرار الزواج لا بُدَّ من تقبل لفكرة أنك ليس لديك المعلومات الكافية لشريك حياتك، ولا بُدَّ من وضع احتمال أنك ستكتشفين أموراً كثيرة وجديدة ومختلفة عنه بعد الزواج، وكذلك الرجل قد يكتشف طباعاً وسلوكاً غير معتاد عليه من شريكته؛ لذلك كونا مستعدين لتقبل ذلك.
الزواج لا ينقذ العلاقة
ما يجب أن تعلماه قبل اتخاذ قرار الزواج، أن الزواج ليس هو طوق النجاة الذي سيضمن بقاء علاقتكما مع بعض واستمراريتها؛ فكم من علاقات كثيرة انتهت بعد أشهر من الزواج! فقد تجدين الشريك الذي تزوجته قد لا يتطابق تماماً مع توقعاتك، ولا أنت تطابقين الصورة المثالية المرسومة في خياله؛ لذا فلن ينقذ علاقتك بحبيبك أو شريكة حياتك ويحافظ عليها فعلاً، إلا مدى التفاهم والصدق والوضوح بينكما.
التخلي عن بعض الرغبات
في الزواج، يجب أن تعطي وتأخذ، وتقدم تنازلات وتضحيات، كذلك تتوقع من شريكك، حيث إن التنازلات المتبادلة هي التي تقف أمام مصاعب الحياة وتحدياتها المستمرة، كما أن التنازل هو التخلي عن شيء ما أو بعض الأشياء للوصول إلى طريقة للتفاهم مع الشريك خاصة خلال السنوات الأولى من الزواج، وسيضطر الشريكان إلى إجراء بعض التعديلات على نمط حياتهما؛ ليتمكنا من خلق حياة مشتركة، وقد يتخلى أحد الأطراف أو الطرفين عن تنفيذ بعض رغباتهما وأحلامهما من أجل الشريك، وتلبية بعض احتياجاته، وسيتضح أن لكل من الطرفين رغبات واحتياجات لا تتفق مع ما يريدها لآخر، سواء كان ذلك في المواقف الصغيرة أو الكبيرة؛ لذا فلا بُدَّ من التنازل من الطرفين أو أحد الأطراف للوصول لأفضل الحلول، ولتستمر الحياة.
القدرة على الاستقرار المالي الأسرة
لا شك أن الوضع المالي المستقر يسهم في خلق بيئة أسرية إيجابية، بينما يؤثر ضعف الوضع المالي سلباً في العلاقة؛ فيؤدي إلى توتر العلاقات وزيادة النزاعات داخل الأسرة، ومن ثَم فقبل اتخاذ قرار الزواج لا بُدَّ من تحقيق الاستقرار المالي، وهو ما يتطلب القدرة على توفير حياة مستقرة للشريك وللأسرة القادمة، كما يشمل ذلك القدرة على تلبية الاحتياجات الأساسية مثل السكن والغذاء والتعليم، بالإضافة إلى توفير أمان مالي للمستقبل، حتى تصبح الأسرة أكثر تماسكاً وأقل عرضة للخلافات؛ لذا يجب أن تتأكد أيضاً من قدرتك على توفير كل هذه الأمور.
مجلة سيدتي