متى ولماذا تخفي الزوجة الأسرار عن زوجها؟..ليس سراً، أن النساء تحتفظن بالأسرار دوماً، عن أصدقائهن وعائلاتهن وحتى عن أزواجهن. ذلك لأنهن يقمن اعتبارات عدة للأمور قد لا يراها الآخرون بسهولة، فطبيعة المرأة الحساسة والدقيقة والمتنبهة لكل شيء تجعلها أحياناً تتوقع تأثيرات بعض الأمور إن حدثت، وبالتالي، فهي تستبق ذلك بإخفاء ما قد يتجه نحو السلبية وإبراز ما يحتوي فقط على تأثير إيجابي ومفيد.
إذن ما هي الأسرار؟ ولماذا يختار أي شخص أن يعيش حياة مثقلة بالأعباء؟
أسرار ضمن المؤسسة الزوجية
إذا ما حددنا موضوعنا بالأسرار ضمن المؤسسة الزوجية نجد إذا ما سألنا عدداً من النساء من حولنا تشابهاً كبيراً في نوعية الأسرار التي يخفينها عن أزواجهن، وهي تتعلق دوماً بتشكيل حالة رضا لدى الطرف الآخر عن هذه العلاقة، وهي أسرار غالباً ما ترتبط بماض أليم أو مؤذ أو لا تحب المرأة تذكره، كذلك قد تكون أسراراً تتعلق بالأصدقاء من حولها وهي أسرار تعتبر أنها مؤتمنة عليها ولا يمكنها الإفصاح بها لأحد، وهناك أيضاً بعض المشاعر والانطباعات السلبية التي قد تشعر بها المرأة ضمن علاقتها مع الزوج لكنها لا ترغب بالإفصاح عنها حتى لا يهدد ذلك مسار العلاقة أو استقرارها، لا سيما إذا كانت تدرك أن الزوج لن يتقبل هذه المشاعر أو يتفهم الأسباب الكامنة وراءها أو يسعى لحلها.
أنا غير سعيدة في زواجي
أشعر بأنني غير مناسبة
مشاكل الماضي تلاحقني
قلقة بشأن الشؤون المالية
لا يعجبني مظهري
أصدقائي يزعجونني
صديقتي تعاني من الإدمان
عائلتك لا تحبني
الحكمة والبصيرة
الأخصائية الاجتماعية والأسرية والزوجية رهام عليط
في هذا المقال نغوص مع، الأخصائية رهام العليط، أخصائي اجتماعي أول، متخصصة بالإرشاد الأسري والعلاقات الزوجية والاستشارات الاجتماعية في مركز تعارفوا للإرشاد الأسري، في كافة تفاصيل هذا الموضوع، بدءاً من الأسباب ومروراً بالتأثيرات وصولاً إلى النصائح المفيدة للتعاطي مع هذا الأمر الذي يتطلب الحكمة والبصيرة للتخلص من عبء تلك الأسرار والانتقال بأمان إلى حياة هادئة وواضحة ومريحة.
واعتبرت الأخصائية أنه “ضمن مؤسسة الزواج يجوز احتفاظ أحد الزوجين بالأسرار عن الآخر، طالما أن هذا السر لا يمت للشريك بصلة، ما عدا ذلك فهما شريكان في منظومة الزواج ولا بد من أن يتشاركا ويتصارحا حول كل تفصيل يخص حياتهما الزوجية”.
ورداً على سؤال حول نوع الأسرار التي يمكن للزوجة إخفاؤها عن زوجها، قالت: “كل سر يتعلق بالآخرين ولا يتعلق فيه شخصياً يمكن، بل لا بد من إخفائه لأن من ائتمنها على هذا السر يتوقع منها ألا تفشيه أبداً.
وتابعت: “هناك أسباب أخرى كافية ومشروعة تجعل المرأة تخفي أمراً ما عن زوجها، فمثلاً إذا كان هناك أمر يهدد علاقتهما الزوجية ويؤثر عليها سلبياً”.
ما بين حماية العلاقة وفقدان الثقة
وأشارت الأخصائية إلى أن لكل فعل تأثيراته السلبية والإيجابية، مشيرة إلى أن التأثيرات والإيجابية لهذا الأمر، أي إخفاء بعض الأمور هو في الحفاظ على قوة العلاقة الزوجية وجودتها وحمايتها من الأمور التي قد تؤثر عليها سلباً، أما تأثيراته السلبية فيمكن اختصارها في فقدان الثقة بين الطرفين خاصة إذا اكتشف الزوج لاحقاً أن زوجته قد أخفت عنه أمراً ما”.
وعن كيفية تحديد الزوجة الوقت المناسب لكشف أي سر لزوجها، أشارت الأخصائية إلى أن: “المرأة هي الوحيدة التي تستطيع معرفة مفتاح زوجها ومعرفة الأوقات المناسبة لطرح حوار ما أو كشف سر أو فتح أي موضوع بشكل عام”.
الوقت المناسب والطريقة المناسبة
وأضافت: “طبيعة الرجال مختلفة عن النساء ومختلفة أيضاً بين رجل وآخر، ولكن يتفقون في أمور محددة، على النساء تفهمها وتفاديها، فمثلاً لا يمكن اختيار وقت العودة من العمل مباشرة أو عند النوم أو وقت الاستيقاظ لطرح مواضيع مهمة وحساسة، بل يجب اختيار وقت هادئ، ويمكن فيه مناقشة المواضيع بوضوح، كذلك يجب أن يتم ذلك بطريقة مناسبة لتفادي سوء فهم بعض الأمور ووقوع مشاكل بين الزوجين، خاصة أن لكل شخص سياسة خاصة يدركها الطرف الآخر، ومن خلالها يتعامل معه لضمان حوار مثمر وهادئ وإيجابي”.
وأشارت الأخصائية إلى أنه من المهم ضمن هذا الأمر كله أن يحترز الوالدان لجعل الولاد بعيدين عن كل ما يدور حولهم وربما يؤذيهم، ووجهت نصيحة للزوج في كيفية التعاطي مع هذا الأمر، قائلة: “عليك استيعاب فكرة أن الرجال من المريخ والنساء من الزهرة، أي أن لكل منكما طريقته في التفكير والتعبير والتعاطي مع الأمور، والمرأة أحياناً لا تستطيع إيصال مرادها بوضوح لأنها تضع أمامها اعتبارات واحتمالات كثيرة، فلا تسأل عن أشياء إن تبد لك تسؤك، وتجنب لوم المرأة إذا ما قررت إخفاء أمر ما عنك، ربما هي تدرك أنه من الأفضل إخفاؤه”.