مجلس النواب اللبناني يفشل مُجدّدًا في انتخابِ رئيسٍ للجمهورية.. و”حزب الله” يرد على اتّهام باسيل بعدم الصّدق بانعقاد جلسة للحكومة
أنهى مجلس النواب اللبناني جلسته التاسعة بدون انتخاب رئيس للجمهورية، فيما حدّد رئيس مجلس النواب نبيه بري جلسة أخرى قبل نهاية العام الحالي، مع دعوة بري الكتل النيابية الى حوار يسبق الجلسة كنوع من تحريك ملف شغور رئاسة الجمهورية وفشل المجلس حتى الان في التصويت على اسم مرشح لرئاسة الجمهورية.
لكن هذه الجلسة أتت مع مستجد يتعلق باهتزاز التحالف بين حزب الله والتيار الوطني الحر بعد الكلام الذي ادلى به زعيم التيار “جبران باسيل” اعتبر فيه أن حزب الله “دون ان يسميه” لم يكن صادقا بوعده بعدم تأمين النصاب لرئيس حكومة تصريف الاعمال “نجيب ميقاتي” لعقد جلسة لمجلس الوزراء. واعتبر باسيل ان عقد اجتماع لحكومة تصريف الاعمال في ظل شغور موقع رئاسة الجمهورية يعتبر سطوا على موقع الرئاسة يخالف الدستور والميثاقية.
وبعد الصمت المطبق من قبل حزب الله تجاه تصريحات باسيل، وعدد من نوابه الذين وجهوا اللوم لحزب الله ولوحوا بخيارات أخرى. جاء الرد من حزب الله اليوم عبر بيان صادر عن العلاقات الإعلامية في الحزب. وقال البيان “أنّ “الجميع في لبنان يعلم طريقة حزب الله في مقاربة المسائل التي يختلف فيها مع الأصدقاء والحلفاء، وهي حرصه على مناقشة الأمور معهم من خلال اللقاءات الخاصّة والمباشرة”.
وأضافت: “لأننا لا نريد أن ندخل في سجال مع أي من أصدقائنا، رغم أن الكثير مما ورد في كلام باسيل يحتاج الى نقاش، إلا أننا نجد أنفسنا معنيين بالتعليق على مسألتين لضرورة إيضاحهما للرأي العام”، مشدّدةً على أنّ “المسألة الأولى: حزب الله لم يقدّم وعداً لأحد بأنَّ حكومة تصريف الأعمال لن تجتمع إلا بعد اتفاق جميع مكوناتها على الاجتماع، حتى يعتبر باسيل أن اجتماع الحكومة الذي حصل هو نكث بالوعد”.
وذكر “حزب الله”، أنّ “ما قلناه بوضوح سابقاً وبعد التشاور والتوافق مع رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي هو التالي، أنّ حكومة تصريف الأعمال لن تجتمع إلا في حالات الضرورة والحاجة الملحّة، كما في حال اجتماعها فإن قراراتها ستؤخذ بإجماع مكوناتها، ولم نقل أن الحكومة لن تجتمع إلا بعد اتفاق مكوناتها، ومن جهة أخرى فإنَّ حزب الله لم يقدّم وعداً للتيار بأنه لن يحضر جلسات طارئة للحكومة إذا غاب عنها وزراء التيار”.
وأوضح أنّه “لذلك فإنَّ الصَّادقين لم ينكُثوا بوعد، وقد يكون التبسَ الأمر على باسيل فأخطأ عندما اتّهم الصَّادقين بما لم يرتكبوه”.
ولفت البيان إلى أنّ “المسألة الثانية: نحن دُعينا للمشاركة في جلسة الحكومة، وكان شرطنا أن يقتصر جدول الأعمال على المسائل الضّرورية والمُلحّة وغير القابلة للتأجيل والتي لا حلّ لها إلا بواسطة مجلس الوزراء وبعد التدقيق بالبنود وتعديلها، وبعد التأكد من قِبَلِنا بأن الطريقة الوحيدة لحل هذه المسائل المرتبطة بحاجات الناس الأكيدة هو في اجتماع الحكومة قررنا المشاركة وشاركنا. وكنا قد أخبَرَنا باسيل بأنه إذا شاركتم ورفضتم أي قرار في الجلسة سيتم احترام ذلك بناءً على أن القرار سيُتّخَذ بإجماع مكونات الحكومة، إلا أنه عبّر عن موقفه المبدئي من أصل انعقاد الجلسة لحكومة تصريف الأعمال”.
وأكّد “حزب الله”، أنَّ “إعطاء مشاركتنا في الجلسة تفسيرات سياسية على سبيل المثال رسالة ساخنة في قضية انتخاب الرئيس، أو الضغط على طرف سياسي في الانتخابات الرئاسية، أو لَيّ ذراع لأحد، أو استهداف الدور المسيحي أو أو… كلّها أوهام في أوهام، فحجم الموضوع بالنسبة إلينا هو ما ذكرناه أعلاه”.
وشدد على أن “مسارعة بعض أوساط التيار الى استخدام لغة التخوين والغدر والنكث خصوصاً بين الأصدقاء هو تصرّف غير حكيم وغير لائق. ويبقى حرصنا على الصَّداقة والأصدقاء هو الحاكم على تعاطينا مع أي رد فعل، خصوصاً أنَّ لبنان اليوم أحوج ما يكون إلى التواصل والحوار والنقاش الداخلي للخروج من الأزمات الصعبة التي يعانيها”.
ومع انطلاق الحديث في بيروت عن مصير الاتفاق الاستراتيجي بين التيار الوطني وحزب الله الموقع في كنسية” مار مخايل ” عام ٢٠٠٦ بين الأمين العام لحزب الله السيد “حسن نصر الله” وزعيم التيار ” ميشيل عون ” والمعروف باتفاق ” مارل مخايل”، خاصة مع ارتفاع اصوات في اوساط التيار الوطني الحر تتساءل عن جدوى استمرار «تفاهم مار مخايل» بعد مشاركة حزب الله في جلسة حكومة تصريف الأعمال. و تتحدث مصادر الطرفين عن توجيهات صدرت للأنصار بعدم التصعيد الإعلامي والاكتفاء بالكلام الذي ادلى به باسيل. وهذا يقرأ بان حزب الله والتيار الوطني لن يذهبا نحو التحلل من الاتفاق الثنائي.
كشف عضو تكتل “لبنان القوي” النائب غسان عطالله، أنّ “حزب الله وعد التيار الوطني الحر بأنه لن يشارك بالجلسة الحكومية وشارك بها، والذي حدث هو شيء خارج عن الدستور”.
وأشار في حديث تلفزيوني إلى أنّه “إذا اعتقد حزب الله أن هذا النوع من الجلسات قد يضغط على التيار الوطني الحر للذهاب بالأسماء المطروحة لرئاسة الجمهورية فهو أمر مُحزن، وقواعد التيار لا تتغيّر بالضغط”، لافتًا إلى أنّ “المرحلة تشبه إنقلاب عام 1990 واليوم كان يوجد محاولة لهذا الأمر وفشلت، ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي يؤدي ما كلّفه فيه الثنائي الشيعي ” حزب الله وحركة أمل”
كما اعتبر النائب جميل السيد، أنّه من الصحيح أنّ “موضوع الرئاسة عالق بين التيار الوطني الحر وحزب الله، لكن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي أجّج الوضع بعقد مجلس الوزراء خلافًا للدستور، بما لم يقم به قبْله أي رئيس حكومة مستقيلة”.
وسأل “هل كان ذلك غباء أم مؤامرة؟ ميقاتي هو دائمًا رئيس الصدفة، يلعب دورًا ويقبض مصلحةً، ومن بعده الطوفان! عدوٌّ واضح خيرٌ من صديق مُراوِغ”.
وتوقعت مصادر لبنانية ان يقوم نواب التيار الوطني بالرد على موقف حزب الله من جلسة الحكومة، بتغير تصويت النواب في جلسة اليوم في مجلس النواب لانتخاب رئيس للجمهورية. لكن نواب التيار لم يذهبوا بعيدا في التصويت للمرشح “ميشيل معوض” كما المحت بعض مصادر التيار قبل انعقاد الجلسة. ما يفتح الباب لاعادة الأمور الى ناصبها، ويعطي فرصة لاحتواء حزب الله غضب حليفه رئيس التيار جبران باسيل.
ولا يقتصر الخلاف بين حزب الله والتيار الوطني على عمل حكومة تصريف الاعمال، انما يتعداه الى ملف رئاسة الجمهورية حيث يرفض جبران باسيل دعم مرشح حزب الله ” سليمان فرنجية ” لرئاسة الجمهورية.