تحليلات سياسيةسلايد

محافل بالكيان: نصر الله يفهم اللعبة والمصالح العالميّة وإسرائيل استسلمت لـ(حزب الله) بترسيم الحدود…

على الرغم من انشغال دولة الاحتلال بالعدوان على غزّة، إلّا أنّ الخلاف على استخراج الغاز من حقل (كاريش) في البحر المُتوسّط والخلاف على ترسيم الحدود مع لبنان، ما زال محّط اهتمام صُنّاع القرار في تل أبيب وبطبيعة الحال الإعلام الإسرائيليّ.

وفي هذا السياق، قالت صحيفة (يسرائيل هايوم) العبريّة إنّه بعيد زيارة رئيس الوفد الأمريكيّ المفاوض، عاموس هوكشتاين، إلى لبنان، ارتفعت الأصوات المحتجة في الدولة العبريّة، والتي ترى أنّ إسرائيل مستمرة في تقديم التنازلات فيما يخص ملف ترسيم الحدود البحرية مع لبنان.

ونقلاً عن مصادر مطلعةٍ جدًا في تل أبيب لفتت الصحيفة العبريّة إلى أنّه “في الواقع الجغرافيّ السياسيّ العالميّ لعصرنا، واقع الحرب المستمرة بين روسيا وأوكرانيا وأزمة طاقة كبرى في أوروبا، فإنّ توريد الغاز من هذين الحقليْن المُتنازع عليهما مع لبنان (كريش) وـ(صيدا) كفيل بأنْ يجعل إسرائيل قوة عظمى ويرفعها إلى مكانة عالية في مصاف القوى الإستراتيجية في العالم، والكلّ يضغط قبيل الشتاء القادم وأزمة الطاقة الناشئة، دول أوروبا وكذلك الولايات المتحدة يضغطون للوصول إلى توافقٍ لاستخراج الغاز بالسرعة الممكنة من بطن البحر”، كما قالت.

الصحيفة رأت أنّ التقدم المهم في المفاوضات، طرأ لأنّ إسرائيل استسلمت مرة أخرى لـ”تنظيم الإرهاب، حزب الله”، لافتةً إلى أنّ المفاوضات تجري بهدوء تام، لكن إذا كان ما يسرب منها صحيحًا، فإنّ إسرائيل وافقت على إعطاء اللبنانيين مطلبهم الأصلي، بل وفائض صغير- كبير: تبادل للأراضي.

وأضافت: “نحو ربع حقل الغاز الذي هو موضع خلاف، صيدا- قانا، موجود بيقين في الأراضي الإسرائيليّة. وإسرائيل، وفقًا لتلك التقارير، وافقت على منح لبنان كل حقل غاز “قانا” بما في ذلك القسم الإسرائيليّ الطفيف، مقابل تبادل للأراضي. و”أنتم تعرفون ما قيمة تبادل الأراضي في البحر، إسرائيل تعطي أرضًا مع حقل غاز غني، وتتلقى أرضًا مع بحر”، على حدّ تعبيرها.

ومضت الصحيفة قائلةً:”قبل أسابيع اقتُبس عن نصر الله في أحاديث مغلقة حين قال إنّهم “يرفعون المستوى كي تستسلم إسرائيل في مسألة الغاز”. وكما يذكر، في بداية تموز (يوليو) الماضي أطلق “حزب الله” ثلاث مسيرات نحو طوافة الغاز كاريش، التي يفترض أنْ تبدأ إسرائيل إنتاج الغاز منها في أيلول (سبتمبر) المقبل”، لافتةً في ذات الوقت إلى أنّ “نصر الله يفهم اللعبة وخريطة المصالح العالمية، فقد قال إنّ “أهمية المعادلة اليوم تكمن في حاجة أوروبا للنفط والغاز، وإلّا فإن سكان القارة سيواجهون مصيبة حقيقية، وهم متعلقون بروسيا”.

و”عليه”، أوضحت الصحيفة، “بعث بتلك المسيرات في وقت تجثم فيه أوروبا على ركبتيها”، مُشدّدّةً على أنّ “نصر الله يدرك اللعبة بل ويتحكم بها أيضًا، يطلق تهديدات تحقق إنجازات سياسية واقتصادية، مثل “نأمل ألا نطلق رصاصة أوْ صاروخًا ويتراجع عدونا. ننتظر التطورات ومستعدون لكلّ شيءٍ”.

وخلُصت الصحيفة إلى القول إنّ “إسرائيل استسلمت، وستوقع على اتفاق محمل بالمصائر، يتعلّق على ما يبدو مع القانون الأساس، في حكومة انتقالية عديمة المسؤولية، مُضيفةً أنّه “في الشرق الأوسط المنفلت، بدلاً من أنْ تطالب أكثر، ها هي إسرائيل تستسلم للأحابيل اللبنانية في المفاوضات، وبدلاً من نصب حائط حديدي في وجه التهديدات ومحاولات المس اللبنانية، هربت وانثنت، وبدلاً من أنْ تحرص على المصالح الاقتصادية والسياسية في المدى البعيد، تُعزز قوة الوحش من الشمال”، على حدّ تعبيرها.

صحيفة رأي اليوم الألكترونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى