“الهدف أكبر من مجرد القضاء على حماس” بتلك الصيحة حذر خبراء ومحللون مصريون من مخطط دولة الاحتلال وداعميها الرامي إلى تفريغ الأرض من سكانها بالترغيب والترهيب وبالتهجير لمصر والأردن ومناطق أخري ثم توسيع حدود الدولة الحلم من البحر للنهر.
الحركة المدنية الديمقراطية طالبت الجيش المصري بتأمين دخول دائم للإغاثة عبر معبر رفح والتصدي لمن يمنعها، و منع سفن داعمي العدوان من المرور في قناة السويس . ودعت الحركة في مؤتمر صحفي بالقاهرة إلى طرد سفير العدوان وسحب سفيرنا والإفراج الفوري عن متظاهري دعم غزة.
محللون مصريون: القادم أخطر وأصعب وأسوأ.. لا بديل عن المواجهة..
في ذات السياق قال السياسي المصري زهدي الشامي. إن استمرار وجود سفير حكومة قتلة الأطفال والنساء فى القاهرة عار. مشيرا إلى أن كل ذرائع بقائه مجرد تبريرات لموقف رخو غير صلب. ولايرتقى لمستوى الجريمة الكبرى ضد الإنسانية التى تقوم بها تلك الحكومة اليمينية العنصرية الفاشية الأشد تطرفا فى تاريخ المنطقة والعالم.
وأضاف الشامي:
“نقول لهؤلاء المبرراتية تذكروا انه حتى حسنى مبارك الذى خلعناه والذى قالوا عنه فى إسرائيل انه كنز استراتيجى ، سبق له سحب السفير بسبب اعتداءات إسرائيلية لا ترتقي إلى واحد فى المئة من مستوى العدوان الحالى، واستمر فى مصر لأكثر من عامين.
ونقول لهم إن هندوراس البعيدة فى أمريكا اللاتينية انضمت اليوم لدولها التى سحبت سفرائها احتجاجا على العدوان الإسرائيلى ؛ كولومبيا وشيلى و بوليفيا ، بالإضافة للدول الشقيقة الأردن والبحرين”.
واختتم مؤكدا أنه لا يصح أن يظل موقف الشقيقة الكبرى بهذا الضعف والرخاوة.
من المحللون المصريون أيضا السفير محمد مرسي :
الذي قال إنه لا يدري سبباً لرفع سقف توقعاتنا من خطاب حسن نصر الله . وبدا الأمر وكأننا ننتظر القائد المنقذ أو عودة الإمام الغائب ليقود مسيرة البائسين. بعد أن خلت ساحتنا العربية الآن من الرجال الذين يعرفون والقادرين علي إنجاز الحد الأدني من التنسيق. والتعاون ورد الفعل الجماعي المدروس أمام حرب. وخطر داهم تقوده أمريكا وأوربا وإسرائيل ولا تستطيع دولة أو دولتان أو حتي ثلاث مواجهته منفردين.
وأضاف أن حسن نصر الله واجهة رئيسية لمقاومة المعسكر الأمريكي. ويمثل جبهة الممانعة بقيادة إيران التي لها أيضاً حساباتها الخاصة . تماماً كما لحزب الله حساباته الخاصة. بتأثير دخول الحرب بشكل كامل علي لبنان التي تعاني بشدة حتي من قبل السابع من أكتوبر.
وأضاف أنه وفق حسابات المنطق والأمر الواقع والاعتبارات القومية والعقائدية فإن حزب الله لم يقدم حتي الآن ما هو متوقع منه بشكل كامل.
وتابع متسائلا: “وهل التزمت باقي الدول العربية والإسلامية الكبري أيضاً بتقديم ما هو مطلوب منها بشكل كامل أو مناسب أو حتي بشكل جزئي؟”.
وأجاب قائلا: كلا.
وأوضح أن الجميع. يعلم أن الحكاية ليست حماس .فهناك مسارات معلنة لتغيير كامل لشكل المنطقة تعود بداياتها إلي بروتوكولات حكماء صهيون. وأن حماس ليست سوي حلقة في هذا المسلسل القديم الجديد.
وأكد أن الهدف كان ولا يزال وسيبقي تفريغ الأرض من سكانها بالترغيب والترهيب. وبالتهجير لمصر والأردن ومناطق أخري . ثم توسيع حدود الدولة الحلم من البحر للنهر . وهي حدود ليست بالضرورة حدوداً جغرافية بل هي أيضا حدود نفوذ وحدود سياسية واقتصادية وثقافية.
وقال السفير مرسي:
إن دعمنا للمقاومة حتي بقيادة حماس لا يعني بالضرورة قبولنا لكل ممارساتها أو توجهاتها . ولكنه يعني الدفاع عن الحق وعن قضية العرب المركزية وعن مصالحنا القومية قبل ذلك.
وتابع قائلا: “قبيل طوفان الأقصي أعلن نتنياهو بكل غرور وفخر تدشين بدء إنشاء خط التجارة الجديد. الذي يبدأ من الهند مروراً بالخليج العربي وإسرائيل وانتهاء بأوروبا.
وتحمس الكثيرون لهذا المشروع الضخم الطموح الذي ينافس طريق الحرير الصيني العملاق والذي تعتبر قناة السويس أحد أهم محاوره.
بل إن نتنياهو وبعد أن نجحت إسرائيل في بيع مشروع الديانة الإبراهيمية وتنفيذه جزئياً. وبعد أن نجحت في ترتيب استراتيجية جديدة لغاز المتوسط لضرب الغاز الروسي ومشروع نورد استريم الروسي الأوربي بشّرنا بقرب التطبيع مع السعودية. وبما يعني إغلاق ملف القضية الفلسطينية إلي الأبد ، وتنفيذ طريق التجارة الجديد الذي يضرب مصر في مقتل .”.
وقال إن طوفان الأقصي جاء ليجمد كل ذلك ولو بشكل مرحلي ربما يمنحنا بعض فرصة لالتقاط الأنفاس وإعادة النظر في سبل مواجهة الخريطة الجديدة للمنطقة والمرسومة لنا والتي علينا تنفيذها .
وخلص إلى أن الأمر أكبر كثيراً من مجرد مواجهة بين حماس ذات المرجعية الإسلامية وبين إسرائيل، مؤكدا أن الأمر يرتبط بشكل عضوي مباشر بالأمن القومي المصري بكل جوانبه وأبعاده ، وكذا بالأمن القومي العربي إن صح هذا التعبير الآن.
واختتم مؤكدا أن القادم أخطر وأصعب وأسوأ ومخططات هدم الثوابت وزعزعة العقائد وخلق مناخ من الغموض وإضعاف الثقة واليأس وبث روح الفتنة والانقسام تسير بشكل ممتاز وكما هو مخطط لها تماماً .
نصرة المظلوم
من جانبه قال الناقد د.محمد عبد الباسط عيد إن نصرة المظلوم فطرة إنسانية، نصرة الضعفاء والأبرياء دين، نصرة المقاومين حق يؤكده المنطق والقانون، ويفرضه علينا الدين.
وأضاف أنه لا يوجد أوضح من هذه المعركة الشريفة، مؤكدا أنه لا عذر لأحد، فليعرف كلٌّ موقعه ويلزمه.
عباس شومان وكيل الأزهر السابق قال إن بداية استعادة الوعي نراها الآن حين يسأل طفل في الحضانة عن مشروب عصير قُدّم له :دا معانا ولا علينا؟ حدث بالفعل (في إشارة لمبدأ المقاطعة لإسرائيل وداعميها).