محللٌ عسكريٌّ إسرائيليٌّ: الجيش القويّ بالشرق الأوسط لا يتصرف هكذا لأنّه بثّ الهلع بغطاء وسائل الإعلام ونصر الله انتصر بالمعركة على الوعيْ وتل أبيب خضعت لمعادلته

 

نقلاً عن مصادر أمنيّةٍ وعسكريّةٍ واسعة الاطلاع في تل أبيب، قال مُحلّل الشؤون العسكريّة في صحيفة (هآرتس) العبريّة، صباح اليوم الجمعة، قال إنّ إسرائيل ما زالت في حالة تأهبٍ قصوى في انتظار “استيعاب” الردّ الذي سيقوم فيه حزب الله ثأرًا لقتل أحد أفراده في العدوان الإسرائيليّ على محيط مطار دمشق، مُشدّدًا على أنّ تأخر الردّ من قبل حزب الله ليس مرتبطًا، لا من قريبٍ ولا من بعيدٍ بالردع الإسرائيليّ، على حدّ تعبيره.

وشدّدّ المحلل على أنّ تصرف الحكومة الإسرائيليّة وجيش الاحتلال أثار العديد من النقاط غير المقبولة، إذْ أنّ المؤسستيْن، الحكومة والجيش، وافقتا على المعادلة التي وضعها نصر الله، الذي بعد 14 عامًا من وضع حرب لبنان الثانية في العام 2006 أوزارها، ما زال مستعدًا لفتح الجبهة الشماليّة أمام الأعمال العسكريّة، وعبّر المحلل عن استغرابه الشديد من المزاعم الإسرائيليّة التي أكّدت أنّها لم تقُم بقتل أفراد خلية حزب الله بأوامر من المُستوى السياسيّ وتركتهم يعودون من حيث أتوا، كاشفًا النقاب عن أنّهم وصلوا إلى بعد عشرات الأمتار من الموقع الذي كان فيه العديد من جنود الجيش الإسرائيليّ، على حدّ قوله.

في السياق عينه، أعرب العديد من الإعلاميين والمحللين بالإعلام العبريّ، المُنحاز لكيان الاحتلال، أعربوا عن شكوكهم في الرواية الرسمية الإسرائيلية عن حادثة مزارع شبعا والتضخيم في التعاطي مع ما حصل.

وعلى سبيل الذكر لا الحصر، قال معلق الشؤون العسكرية والأمنية في صحيفة “هآرتس” العبريّة، يوسي ميلمان، المعروف بعلاقاته الوطيدة مع قادة المنظومة الأمنيّة في إسرائيل، قال في تغريدة له على حسابه على “تويتر” إنّ تصرفات الجيش الإسرائيليّ مقلقة بشكل كافٍ، مُضيفًا في الوقت عينه أنّه يقوم بتقليل قوات في المواقع، يغلق طرقات، يُدخل حشودًا من القوات في حالة استنفار خشية هجوم من حزب الله على الحدود اللبنانية ردًا على قتل غير مقصود لعنصر من حزب الله في سوريّة، لافتًا إلى أنّ الجيش القوي في الشرق الأوسط لا يتصرف هكذا، وأنّه من المهم منع المسّ بجنودنا لكن الجيش بثّ الهلع بغطاء وسائل الإعلام، واختتم تغريدته بالقول إنّ حزب الله انتصر بالضغط على الوعي، على حدّ قوله.

أمّا روعي شارون، معلق الشؤون العسكرية في قناة “كان” بالتلفزيون العبريّ، وهي شبه رسميّة، فقد قال ليس لدي أي فكرة عن هذا الحادث، ولماذا رئيس الحكومة ووزير الأمن عقدا مؤتمرًا صحافيًا يتعلق فقط بخلية حاولت التسلل لإسرائيل، مضيفًا أنّ هذا الحادث تم منعه، وأوضح أنّ الدولة العبريّة نجحت في منعه، الجيش الإسرائيلي نجح في منعه، كل شيء صحيح، وحتى التهديدات ليس ضد لبنان بل ضد سوريّة. ونحن نتذكر أول تصريح لنتنياهو (وسط انعقاد جلسة كتلة الليكود في الكنيست)، وهو الذي تلقى تقارير أفضل وأسرع منّا وأكثر دقة في الوقت الحقيقي، حيث صرحّ، أيْ نتنياهو، “إنّنا داخل حادث أمني غير بسيط”.

وتابع المحلل قائلاً: أنتَ لا تقول حادثًا امنيًا غير بسيط عن خلية قام الجيش بإحباط عملية تسلّلها، وحتى أنّه لا يوجد مصابون في طرفنا ولا في الطرف الثاني، لذلك ليس لدي أيّ تفسير لهذا المؤتمر الصحفيّ، مُعتبرًا أنّ الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله حقّق إنجازًا خلال الأيام الماضية، وهو انجاز على الوعي لا يمكن تجاهله، حتى لو أردنا ذلك، فطوال الأيام الفائتة وحتى اللحظة، كانت وما زالت حالة تأهب مرتفعة جدًا في الجيش وفي المؤسسة الأمنية وفي المجتمع الإسرائيلي، مُشيرًا إلى أنّ الجنود تراجعوا إلى الخلف لكي لا يكونوا مكشوفين أمام حزب الله، وموضحًا أنّ معادلة ردع على الأقل، معادلة واضحة جدًا، حيث يتحرك المدنيون على الحافة بحرية على الحدود لأنّ نصر الله يريد المس بهدفٍ عسكريٍّ وليس مدنيًا، لكن جنود الجيش موجودون في الخلف، لذلك لا يجب الاستخفاف بهذه النقطة، لأنّ انجاز الوعي هو أمر لا يستخفون به في الشرق الأوسط، على حدّ قوله.

من جهته، قال محلل الشؤون العسكرية في القناة 12 بالتلفزيون العبريّ روني دانيئيل: “لقد سمعنا وصفًا لما حصل هناك، وحتى الآن هناك شيء ما لم استوعبه تمامًا، هذا يبدو حادثًا غريبًا جدًا من قبل حزب الله، 3 أوْ 4 أشخاص يسيرون إلى موقع، ماذا يفعلون بالضبط مع قوة كهذه؟ هذا غير منطقي بنظري”.

صحيفة رأي اليوم الألكترونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى