محليّات نجيب محفوظ وعالمية جائزة نوبل وعالميتنا الفيسبوكية!
عام 1988 منحت جائزة نوبل للاداب للروائي المصري نجيب محفوظ وهو اول عربي ينال هذه الجائزة العالمية الرفيعة ، نجيب محفوظ اناب ابنتاه فاطمة وام كلثوم للسفر الى اوسلو لاستلام الجائزة والقى كلمته نيابة عنه موظف كبير في وزارة الثقافة المصرية ويومها تعددت الاراء حول دواعي واسباب منح نوبل لمحفوظ فعزا بعض النقاد السبب الى قرب نجيب محفوظ من مؤسسة الرئاسة المصرية التي وقعت اتفاقية كامب ديفيد رغم الفارق الزمني الذي يمتد الى عقد من الزمن بين كامب ديفيد ونوبل محفوظ ! فيما قال اخرون ان اسباب منح نوبل لنجيب محفوظ رغم ان رواياته موغلة في المحلية الضيقة (الحارة والزقاق) فاغلب ماكتبه محفوظ تدور احداثه في الازقة والحارات لكنها محلية قادته الى العالمية لانها كشفت الشخصية المصرية و(فهلوتها) للآخرين بمافيهم اسرائيل لذلك كوفيئ بنوبل الاداب !
صحيح ان روايات نجيب محفوظ كشفت للعالم كيفية تفكير العقل المصري ومنعرجات هذا العقل وتموجاته مما يتيح للاخرين التلاعب بهذا العقل عن قرب او عن بعد و توجيهه وفقاً لانماط تفكيره بما يحقق للعدو امكانية تفتيته وتشظيته وقيادته نحو التدمير الذاتي دون تكاليف باهظة تبذلها مراكز الابحاث والدراسات المهتمة بالشعوب ودراستها وتهيئتها ذهنياً للهيمنة والتشتت والضياع ،وقد نتفق اونختلف حول نجيب محفوظ واسباب منحه تلك الجائزة لكننا لانختلف على كونه روائي كبير بل رائد الرواية العربية كما كان يوصف قبل منحه الجائزة اما بعدها فقد ثبت ان رواياته اعانت اسرائيل على مصر !!!
لِمَ لَمْ يكتشف احد من النقاد والباحثين ما ادّاه نجيب محفوظ من خدمة لاسرائيل قبل (عالميته)؟؟ لماذا ظهر الحرص على مصر وامنها القومي لدى نقاد الادب بعد منح محفوظ تلك الجائزة؟؟ الجواب ببساطة لان الجائزة ذهبت لمن استحقها فقط وتركت للاخرين ان يحلموا بها اما خدمته لاسرائيل فان سفارتها في القاهرة وتغلغلها في المجتمعات العربية تغنيها عن خدمات نجيب محفوظ وغيره ونحن في العالم العربي لانسمح لاحدنا بالتفوق والتفكير خارج النمط المألوف وان فكّر فانه حتماً عميل او ان افكاره خاطئة ! ومثل نجيب محفوظ في مصر ، الجواهري والسياب في العراق، فالجواهري شاعر كبير لكنه بنظر بعض النقاد لايستحق مكانته التي يشغلها لانه لم يأت بجديد في اغراض الشعر وكشاعر لدينا من امثاله المئات منذ عصر المتنبي والى عصرنا الحاضر !وكذلك السياب فليس الا شاعراً دمّر الارث الشعري العربي وموسيقى القصيدة العربية العمودية وربما اتاحت له احاطته باداب اللغة الانكليزية ان يسرق نصوصاً شعرية انكليزية ويترجمها الى العربية وينتحلها دون ان يعرف احد ذلك الانتحال !!! حتى قصيدته ( انشودة المطر)؟ وحتى (خطاب الى يزيد)؟؟؟
هذا النقد الهدّام منشأه الكراهية والحقد على الابداع الذي يعجز الكسالى عن مجاراته فلايجدون سبيلاً للحط منه غير توهينه والحقد والكراهية في عالمنا لاتحتاج اسباباً ودوافعاً لها انما تحتاج الموضوعية والمحبة الى اسباب ترسخها وتركزها في المجتمع ومن اهم هذه الاسباب الثقافة والوعي بالذات وبالاخر واحترام كل فرد لامكاناته الفكرية والعقلية والعلمية وهي محددات تمنعه عن الخوض فيما يجهله ولايعلمه ، واذا شئنا ان نأخذ بقول المنتقدين لنجيب محفوظ وما قدّمه من خدمة لاسرائيل في رواياته ونطبق ذلك المعيار على العراق فسنجد ان الكثير من العراقيين يستحقون جائزة نوبل نظراً لما يقدمونه من خدمة لاعداء العراق بكشفهم طريقة تفكير الفرد العراقي وانماطه السلوكية وتغلغل الحقد والكراهية وتفشي التقديس والخطوط الحمر وتاج الراس وغيرها من اوصاف لاواقع لها ولاقيمة الا في اذهان من يطلقها ومن ينعت بها سيد عقله وروحه معتقدا ان مايسطره على الفيس بوك من حماقات ستأخذ طريقها الى مكتبة الكونغرس الاميريكي او مجلس العموم في بريطانيا او مراكز المعرفة والبحث العلمي لتعيد النظر فيما تنتجه من معارف ، ورحم الله امرءعرف قدر نفسه .
صحيفة رأي اليوم الألكترونية