مختارات

“إذا لم يكن الخير موجوداً…يجب اختراعه”
_____________________________________________

ـ 1 ـ

كتب إدواردو غليانو:

“في العام 1938 يوم 4 آذار دوى الخبر العظيم: ستاندرد أويل كومباني اكتشفت بحراً من النفط تحت الرمال اللامتناهية في العربية السعودية.
تلك البلاد، حالياً، هي مصنع أشهر الإرهابيين، والأكثر خرقاً لحقوق الإنسان. ولكن القوى العظمى الغربية ،التي تكثر من الحديث عن الخطر العربي بزرع الرعب وإلقاء القنابل…تقيم أفضل العلاقات مع المملكة، ذات الخمسة آلاف أمير.

أيكون السبب أنها تبيع أكبر كميات بترول، وتشتري أكبر كميات أسلحة.

ـ 2 ـ

كلما رأيت شاباً في طريقه إلى الجنة، التي يظن أنه بالجهاد ذاهب إليها…أتطلع في أعماق عينيه الحزينتين ، وأقول له بإخلاص عميق:

“ابق بيننا”.

ـ 3 ـ

آن للسوريين أن يكونوا مبدعي سلام، مثلما كانوا منتجي عنف، والطريق صار واضحاً. هو الحل بالتراضي والتفاوض. ونحن نعلم أن الحروب في نهاياتها تكون أكثر قسوة، وضحاياها أكبر عدداً. ولكن تسهيل ولادة الحل، اليوم،هو واجب مقدس للوطنية السورية بأفضل تعريفاتها: نزف قطرة دم اضافيةأخرى ، من كل أنواع الشرايين السورية…مؤسف وجريمة !

ـ 4 ـ

إن المحرم هو الدعوة الأخلاقية (تحت الستار الأخلاقي) إلى السكوت عن الحرية. وقدلايكون عبثاوجود التشابه اللفظي بين هذه العائلة من الكلمات:الحريه ، المحرّم، والحرام، والمُحْرِم، والحريم، والحرملك، والاحمرار… أيضاً، بوصفه الخجل مما في أفعالنا من مخالفات ونحن في لذة الإرتكاب السري…للحرية.

ـ 5 ـ

النصر والهزيمة…يجب إعادة تعريفهما لتخليصهما من الالتباس.

عندما يحصل أحد على النصر بأي ثمن…فهو الهزيمة بعينها، واسمها “الدخول في الجثث” . وعندما تكون الهزيمة بلا قاع ، وساحقة وبأي ثمن… يصبح اسمها”الخروج من التاريخ “.

النصر في كفاح الشعوب…خطوات تراكمية مدروسة، وقيم متعددة ، وتكتيكات متنوعة، تعكس حيوية شعب من الشعوب وقدرته على إنجاز أهداف وسيطة. وكل هدف منجز يقصر الطريق إلى الهدف التالي.. ولا يجعل الوصول إليه عسيرا او مستحيلاً ً.

ـ 6 ـ

الشاعر الفرنسي رامبو قال في إحدى تحشيشاته:

“أيها العبيد…لا تلعنوا الحياة” وهي الجملة التي فضحت وظيفة الشاعر الأخرى: ” لقد كان آرثر رامبو تاجر عبيد “.

نيتشه يرى : “أن الشاعر ذئب يكتب أشعاره بين القبور”.

ومع ذلك سيبقى الشعراء هم حراس الحلم الإنساني.

ـ 7 ـ

أما الشاعر التركي ناظم حكمت فقد سجن 12 سنة. ويوم خروجه من السجن وذهابه إلى المنفى كتب قصيدة تحولت إلى أيقونة للمناضلين في سبيل الحرية:

أجمل البحار…تلك التي لم نزرها بعد.
أجمل الأطفال…أولئك الذين لم يولدوا بعد.
أجمل أيامنا…تلك التي لم نعشها بعد.
أجمل الكلمات… تلك التي لم نقلها بعد.

عاش ناظم حكمت في المنفى حياته كلها، وحتى آخر أيامه كان يقول: “لو وضعوا الشاعر في الجنة لصاح: “آه يا وطني”.

بعد نصف قرن من المنفى …عام 2009 تكرمت تركيا باعادة الجنسية التركية للشاعر. وهو لم يعد أبداً…

كان قد مات منذ زمن طويل .

ـ 8 ـ

يقول هربرت ماركوز: “إن المفكر يرفض إقامة تسويات مع المهيمنين… وإحدى مهمات المفكر جعل العالم أكثر قابلية للفهم.”

ثمة في التاريخ شيء اسمه “خيانة المثقفين”. وفي أيامنا يمشي الكثيرون تحت يافطات أنتجها لهم زملاء الثقافة تحت القباب الذهبية للقصور مثل : “العداء لأمريكا لا يعدو أن يكون “تقدمية الحمقى”، فالرأسمالية “نظام تأسس ليترسخ”. و “فقراء العالم مجرد أضرار جانبية لنظام لا بد منه”.

وفي أيامنا…أيضاً اقترب العديد من المثقفين من الحصن الإسرائيلي ليعلقوا على جدرانه وصفاتهم الطبية الخرقاء المأثورة، عن الأضرار الجانبية المقبولة لدواء المصالحة” بأي ثمن”… مع إسرائيل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى