مذكرات

“من مفردات الزمن الجميل أغاني فريد الأطرش”
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

كنا نعيش في “مستوطنة” وليس في وطن.

رأيت في النوم دنيانا مزخرفة مثل العروس تبدّت في المقاصير
فقلتُ جودي. فقالت على عجل إذا تفلّتُ من أيدي الخنازير

كتبتُ هذا النكد في 31 آذار 2011 أي بعد 15 يوماً من “الثورة” فجاءت ردود غريبة، من بينها اتهامي بالعدمية ونقص في حب الوطن. وكان ردي:

هذا النص لا يعني أنني عدمي ولا أحب سورية. ولكن من الضروري عدم خداع النفس:

نحن لم نكن متساوين، ولا متفاعلين، ولا مندمجين، ولا متحابين. وحيث يفرّق الدين لا تجمع الوطنية، وحين تشنّجت الطوائف هبت العواصف،. وحيث يوجد الفساد والاستبداد يتدهور إلى الحضيض الدموي العباد والبلاد.

أنا لا أعرف إن كان بوسع الأجيال، الآن، ومن يليهم، أو يستطيعون فهم الذي حدث، بصورة تساعدهم على بناء وطن دمّره أسلافهم بسهولة. ذلك لأن جيلي لا يملك العمر للمساهمة في هندسة الإعمار…

نحن اختصاص خراب!

ـ 2 ـ

كتب لي صديقي المهندس الكاتب “علي محمد” على بريدي الخاص قبل رحيله المعلن ـ المؤجل والذي حدث بعد أشهر:

“أنا فعلاً يا عادل لا يرمش لي طرف من السرطان. سألعب مع ياسمين “حفيدته”. وسأحكي لها عشر حكايا، ولك واحدة، هذه لك:

“صرخ سائق الميكرو الذي أجلس بجانبه بسائق ميكرو آخر قائلاً: “ياحمار إعطِ طريق”، فانصاع الآخر لما طلبه فوراً.

قلت للشاب الذي يجلس إلى جواري: يبدو أن “ياحمار” في هذه البلاد حلت محل “افتح ياسمسم”.

هز الشاب رأسه مؤكداً” “إنه زمن جديد يا صديقي”.

ـ 3 ـ

جواب سؤال عن الأدب في زمن الحرب 12/4/2016

“ما حدث في سورية كارثي إلى درجة يعجز عن إحصائها الإحصاء، وحصر أضرارها علم الاقتصاد، وعلم النفس، وعلم الاجتماع، والعلم العسكري أيضاً…

فكيف حال الأدب وهو يرى ما يعجز عن تصوره الخيال.

لم أقرأ حتى الآن، لا في الشعر ولا الرواية شيئاً بمستوى السر العميق البعيد الفصيح الدقيق لما حدث. وهذا طبيعي لأن الأدب يتمهل ولا يهمل، ويحتاج إلى مسافة أزمنة وأمكنة لتجليات الحرب وكوارثها غير المعلومة…

إنه شيء شبيه بمقبرة جماعية… نعرف، بعد نبشها، أين كانت هذه الكمية من الحياة؟”

ـ 4 ـ

فوق مخيم الزعتري السوري في عمان، ذات شتاء، مرّ سرب من طيور اللقالق والبجع ومالك الحزين، وطيور ماء أخرى، ورمت حمولتها من الطعام والماء الذي حملته لصغارها، فوق المخيم.

في الأسبوع التالي:

حاولت طائرات الأمم المتحدة إسقاط أغذية وماء وأدوية إلى مناطق محاصرة في سورية. سقطت بعض الكرتونات في منطقة المحاصرين، وبعضها في منطقة المسلحين.

الطرفان تاجرا بالسكر وبسعر خمسة آلاف ليرة للكيلو الواحد.

ـ 5 ـ

تحتفل القبيلة بولادة شاعر، أما أنا فأدعوكم إلى منع موته.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى