‘مرثيات وطن’ الأكثر جدلا عالميًا في 2020 قريبا بالعربية
تعد “مرثيات وطن” رواية السيرة الذاتية للكاتب الأميركي من جذور باكستانية الشهير أياد أختار من أكثر الأعمال التي حققت نجاحًا وشهرة وإثارة للجدل في الولايات المتحدة الأميركية عام 2020 إن لم تكن الأنجح على الإطلاق.
وقد تم اختيارها كأفضل كتاب في 2020 من قبل صحيفة “واشنطن بوست”، ومكتبة نيويورك العامة، بالإضافة إلى اختيارها ضمن قائمة صحيفة “نيويورك تايمز”، وصحيفة “بابلشر ويكلي”، وصحيفة “إنترتينمنت ويكلي”، ومجلة “تايم” لأفضل 10 كتب عام 2020، ووصلت إلى المرحلة النهائية لميدالية “أندرو كارنيجي” لعام 2021 للتميز في الرواية.
كما فازت الرواية بجائزة الكتاب الأميركية لعام 2021، وجائزة جمعية مكتبة “ويسكونسن” الأدبية لعام 2021 أيضًا.
وقال الكاتب دوايت جارنر الصحفي بجريدة “نيويورك تايمز” عن رواية أختار أن لها نفس أصداء “جاتسبي العظيم”.
هذا الاحتفاء الواسع بالرواية فضلا عن أن كاتبها أياد أختار حائز على جائزة “بوليتزر” للدراما عام 2013 عن مسرحيته “موصوم”، ومرشح بشكل كبير داخل الساحة الأدبية فوزه بها للمرة الثانية عن هذه الرواية “مرثيات وطن”، وقد فاز أيضا بجائزة الأكاديمية الأميركية للفنون والآداب كان دافعا لدار العربي للنشر إلى ترجمتها إلى العربية من خلال المترجم محمد عثمان خليفة وذلك استعدادا لإصدارها قريبا.
يتناول أختار في “مرثيات وطن” وضع المهاجرين من ذوي الأصول الإسلامية داخل الولايات المتحدة الأميركية، والمجتمع الغربي بشكل عام من بعد أحداث 11 سبتمبر وحتى الآن، خاصة مع صعود التيار اليميني المتطرف وانتشار نزعة القوميات بعد تولي دونالد ترامب لرئاسة الولايات المتحدة.
فمن خلال تجربته الشخصية ومواقف حياته بمراحلها المختلفة ينتقد أختار التعامل الأميركي والغربي مع قضية المهاجرين من ذوي الأصول الإسلامية، ويوضح رؤيته الشخصية وتساؤلاته حول مستقبلهم في مرحلة ما بعد ترامب.
ينتمي الكتاب إلى نوع “السير الذاتية الخرافية” يدمج فيه أياد أختار الحقيقة بالخيال، ليروي ملامح من رؤيته لحياته كابن لعائلة مسلمة مهاجرة من أصول باكستانية انتقلت للعيش في الولايات المتحدة الأميركية في نهاية الستينيات، لتجد نفسها بعد أحداث 11 سبتمبر وتصاعد الهجوم على المهاجرين، ونبذهم في مواجهة مباشرة مع واقع يفرض عليهم تحديات جديدة كأقلية يرفضها الآخرون، ومجموعة من الغرباء يضعهم المجتمع في محل اتهام دائم يستوجب عليهم الدفاع التلقائي عن النفس.
فمن مجتمع آمنوا بأنه من الممكن أن يكون وطن لهم إلى وطن يعيش المهاجرون داخله في خوف دائم، ويجعلهم في حيرة مستمرة، وبحث مضني عن معنى الهوية الأميركية المعقدة، والانتماء، وعلاقة الدين بالأرض.
ولا يقتصر الكتاب على رؤية أختار للداخل الأمريكي فقط، ولكن يتطرق أيضا إلى دورها الخارجي في بلد مثل أفغانستان ودور أجهزة الاستخبارات الأميركية في الحروب والصراعات المستمرة في هذا البلد منذ نحو 30 عاما. ودور أميركا في التكوين السياسي والاجتماعي لبلد جذوره باكستان التي تعاني من الفساد المالي والإداري على كافة الأصعدة.
ويعد ملف الأقلية المسلمة من المهاجرين في الغرب من أكثر الموضوعات مناقشةً واهتمامًا في الساحات الإعلامية، والفنية خلال العقدين الأخيرين على المستوى العالمي والمحلي، حيث يتقاطع فيه الاهتمام العربي والإسلامي والاهتمام الغربي. والتي تركز عليها أعمال أختار الروائية، والمسرحية بشكل خاص.
الكاتب أياد أختار ولد في مدينة نيويورك عام 1970، بدأ اهتمامه بالأدب من المرحلة الثانوية، درس في جامعة “براون” وتخصص في المسرح، والدين، وبدأ في تمثيل وإخراج المسرحيات الطلابية.
بعد التخرج درس التمثيل، وحصل على درجة الماجستير في الفنون الجميلة في الإخراج السينمائي من كلية الفنون بجامعة “كولومبيا”.
يعد واحد من أهم الكتاب والروائيين في الولايات المتحدة الأميركية، وأكثرهم شهرة عالميا.
نشر له رواية “الدرويش الأميركي” عام 2012 والتي تم ترجمتها إلى أكثر من 20 لغة حول العالم، كما عرض له العديد من العروض المسرحية “موصوم”، و”اليد الخفية”.