مر من هنا!
في لحظات سماع خبر موت يصحو ضميرك .. فتزهد بالحياة .. وتعود لك إنسانيتك للحظات !!
في لحظات سماع خبر الموت !!
يمر شريط حياتك أمامك ..لتجد نفسك مكانه .. مستلقيا على فراش الموت .. والكل من حولك .. يبكوك ويودعوك !! وتتخيل كيف بالكفن وضعوك وبالتراب تحت الأرض دفنوك !! تتخيل من يحبوك كيف يبكون على فراقك ويرثوك .. تتخيل كم سيكونون حزينين عليك وكم سيشتاقوك ..
في لحظات سماع خبر الموت !!!
تشعر بالحنان .. بالحب .. بالدمع يغسل أثامك .. تشعر بطاقة حب غريبة وتعاطف شديد .. تعانق الجميع بسخاء وتعتذر من الجميع لأتفه الأسباب .. تقبل من حولك بنهم وكأنها قبلة الوداع .. و تمارس الوعود والعهود بأن تعود إنسانا من جديد .. وتصالح نفسك وحياتك وكل من حولك !!
في لحظات سماع الموت !!!
تصبح رحيما .. كريماً .. محباً .. طفلاً يبحث عن التعاطف وكلمات المديح والرثاء …
في لحظات سماع خبر موت .. تتذكر ان الحياة قصيرة جدا …وانه ما زال هناك الكثير الذي تتمنى أن تقوم به … وتعد نفسك والحياة بأنك ستصبح إنساناً حقيقياً .. وتولد من جديد ..
في لحظات الموت .. لحظات نادرة تكون فيها صادقا مع نفسك ومع كل من حولك ..!!
لتعود بعد الدفن .. وقد دفنت معه كل تلك المشاعر الإنسانية المجردة التي مرت للحظات .. وعدت كما انت ..!!! ونسيت كل العهود والوعود ، ونسيت ان العمر ينتهي بلحظة، وان قلبك يتوقف بلحظة، وحياتك تختفي بلحظة ، ولن يبقى منك الا بعض الذكريات ..وحوادث مضحكة وتصرفات غريبة تحكى عنك كلما مرت مناسبة .. أو عيد .. او حادثة ..!!!
ونسيت أنك ستصبح مجرد صور تُعلق على الحيطان من باب الوفاء وعدم الرغبة بالنسيان، وقد يقلبها البعض بحجة انها تذكرهم بك وبذكراك المؤلمة، وهم ما زالوا يشعرون بالحزن .. فيقلبوها او يخفوها في درج قديم !! لتصفر صورتك مع الوقت ويتآكلها الزمان وتنتهي في خزانة قديمة أنتيكة أو شنطة عتيقة مغبرة من الإهمال وعدم الرغبة في نبش ذكريات موجعة يفتحها فضولي بعد اجيال واجيال ليقول : لمن هذه الصورة ؟؟! فيأتيه صوت من بعيد !!
“مر من هنا .. !!!!”
لا .. لا تقبل أن يقولوا مر من هنا .. بل افعل كل ما بوسعك .. ليقولوا .. لولاه .. لما كنا هنا !!!!