مسؤول: اللبنانيون لا يموتون بكورونا … بل بفساد الطبقة السياسية!!
خاص باب الشرق
بعد جلسة مجلس الوزراء اللبناني يوم الجمعة، والتي كانت مخصصة لبحث قضية تدهور سعر صرف الليرة اللبنانية وارتفاع أسعار المواد الأساسية بشكل جنوني. بعد هذه الجلسة، نقل عن أحد الوزراء اللبنانيين قوله ، حول ما جرى في الجلسة، ( تبين أن اللبنانيين لا يموتون بسبب كورونا , الحمد لله ) وما لم يقله الوزير أن اللبنانيين يموتون بسبب سياسات الطبقة الحاكمة منذ عشرات السنين، والتي بفسادها أفقرت الوطن ، و نهبت الدولة، و دمرت مقومات حياة الشعب.
رئيس الجمهورية اللبنانية العماد عون، يقول في بداية الجلسة ( بعد الرجوع إلى الخبراء، تبين أن من الطبيعي أن يرتفع الدولار بهذه الطريقة، وهذا يعني أن لبنان يتعرض لمخطط يستهدف عملته ولقمة عيش شعبه ) وما لم يقله الرئيس عون هو أن هذه الخطط أصلها ومنطلقها خارجي، كما قال براين هوك، أن إجراءات إدارته الأميركية بالضغط على حزب الله، هو ما أدى إلى هذه الصعوبات الإقتصادية. كذلك لم يقل العماد عون أن من يساند ويكمل هذا العمل الأميركي العدواني ضد لبنان، ما هو إلا الطبقة السياسية الفاسدة التي تعمل على إبقاء لبنان بحالة هشة، من خلال إفقار وتجويع شعبه. وما لم يقله الوزير أو الرئيس عون قاله رئيس الحكومة حسان دياب، متهماً الطبقة السياسية الفاسدة التي خربت البلد وتهرب من المسؤولية..
و رغم أن الحكومة في إجتماعها الجمعة، أقرت ما تم الإتفاق عليه بين الرؤساء عون و بري و دياب، و أصدرت قراراتها باعتماد إجراءات تؤدي إلى خفض سعر صرف الدولار وعدم إمكانية تهريبه خارج لبنان، بحيث يحتكر المصرف المركزي دولار الحوالات مقابل سعرصرف قريب من سعر السوق، والسماح للمستوردين بالحصول على الدولار لتمويل مستورداتهم، شريطة تقديم ثبوتيات هذه المستوردات، كما سمح للمواطنين الحصول على الدولار لتمويل دراسة أولادهم في الخارج أو دفع مستحقاتهم بشرط تقديم ما يثبت هذه الحاجات، أما من يريد الدولار من المواطنين بعيداً عن الإستيراد أو تمويل الأولاد في الخارج، فقد سمح بمائتي دولار لكل مواطن. ورغم وضوح ودقة الإجراءات وضوابطها في منع أي إمكانية لتهريب الدولار، فإن ماكينة إعلامية سياسية انطلقت لترويج أن هذه الإجراءات لا تهدف إلا لتهريب الدولار إلى سورية. والهدف واضح وهو إدامة الأزمة بالتشويش على الإجراءات وبشيطنة الدور السوري بدل التعاون معها خاصة وأن الاستهداف يطال البلدين معاً.
وإن كان تحريك الشارع اللبناني لم يعد صافياً ونقياً كما كان عند انطلاقه في تشرين، فإن الإفقار والتجويع كمقدمات مسببة للإضطراب، يأتي بهدف استكمال تهيئة المنطقة لحلول سياسية تستهدف حزب الله والمقاومة، وهي حلول باتت ضرورية لمتطلبات الانتخابات الرئاسية الأميركية، بعد كل الإهتزازات التي تعرض لها ترامب. وهكذا، فإن تجويع لبنان، وإشعال الفتنة، مقدمة للدخول في حلول تشمل العراق وسورية وفلسطين، وكلا السلاحين التجويع والفتنة تحركهما القوى الخارجية، و تنفذهما الطبقة السياسية الفاسدة.
وبذلك فإن هذه الطبقة الفاسدة هي ذراع للقوى المثيرة للفتنة والمسببة للجوع، تقتل وتميت الشعب أكثر من كورونا، لا في لبنان فقط بل في كل بلد ..
باب الشرق