مسؤول رفيع جدًا في وزارة الأمن الإسرائيليّة: قواتنا غيرُ مُستعدّةٍ للقتال وسندفع ثمنًا رهيبًا في أيّ حربٍ قادمةٍ

 

هل الجيش الإسرائيليّ بات مُستعّدًا لخوض حربٍ؟ هذا السؤال يُثير في هذه الأيام نقاشًا وجدالاً في الإعلام العبريّ، الذي يعتمد على المصادر السياسيّة والأمنيّة في الدولة العبريّة. وفي هذا السياق، نقل الموقع الالكترونيّ لصحيفة (هآرتس) العبريّة، مقالاً نُشِر في مجلة “ذا ايكونوميست”، التي توقّفت في تقريرٍ لها عند الورقة السريّة التي أعدّها رئيس ما يسمى بـ”ديوان المظالم” بجيش الاحتلال الإسرائيليّ الجنرال في الاحتياط اسحق بريك، والتي يُحذّر فيها من عدم جهوزية الجيش لخوض حربٍ واسعةٍ، ودعا فيها إلى تشكيل لجنة تحقيقٍ خارجيّةٍ.

هذه الورقة، التي تمّ تسريبها ونشرها في الإعلام العبريّ أثارت عاصفةً لدى صنّاع القرار في تل أبيب، وأججت النقاش الذي كان دائرًا حول جهوزية الجيش، خصوصًا فيما يتعلّق بسلاح البريّة، التي اعترف قادة الجيش بأنّه يُعاني من ثغراتٍ عديدةٍ يجب رأبها سريعًا، الأمر الذي دفع حكومة بنيامين نتنياهو إلى تخصيص ميزانيّةٍ كبيرةٍ لتحضير جيش البريّة للحرب المُقبلة، اعتمادًا على النظريّة الإسرائيليّة الجديدة بأنّ تفوّق سلاح الجوّ التابع لجيش الاحتلال لن يتمكّن من حسم المعركة القادمة، وبالتالي لن يكون مفرًا من اللجوء إلى جيش البريّة، وهو السيناريو الذي يقُضّ مضاجع الإسرائيليين، قيادةً وشعبًا.

إلى ذلك، صرح مسؤول بارز في وزارة الدفاع الإسرائيلية، حول مدى استعداد قوات جيش الاحتلال لخوض أيّ جولةٍ قتاليّةٍ بريّةٍ في أيّ حربٍ قادمةٍ. وقال المسؤول الإسرائيليّ في تصريحاتٍ نقلتها إذاعة جيش الاحتلال، إنّ استعداد القوات البريّة للقتال هو في أدنى مستوياته السفلية التي نشهدها منذ سنوات، والجمهور يجب أنْ يكون على معرفة أنّ الثمن الذي ندفعه سيكون رهيبًا، وفق تعبيره، مُضيفًا أنّ الكثير من اللوم يقع على بيني غانتس رئيس أركان جيش الاحتلال السابق الذي أهمل إعادة ترميم الجيش بعد الفشل في لبنان عام 2006.

في السياق عينه، وصف جنرال إسرائيليّ رفيع المستوى، أوضاع قواته العسكريّة، بأنّها الأسوأ منذ 54 عامًا، وبأنّ إسرائيل ستكون في ورطةٍ في أيّ حربٍ قادمةٍ، لافتقادها لجهوزية الحرب.

وأفاد موقع “0404”، الإخباريّ-العبريّ، ​عن لسان الجنرال السابق في الجيش الإسرائيليّ، والمسؤول عن شكاوى الجنود، يتسحاق بريك: إنّ وضع الجيش الإسرائيليّ في تدهور، وأنّه منذ 1965 لم يشهد الجيش مثل هذا التراجع، وطلبت بتشكيل لجنة تحقيق خاصة بذلك، دون جدوى.

وأورد الموقع العبري أنّ هذه التصريحات جاءت خلال اجتماع عقدته لجنة مراقبة الدولة في الكنيست الإسرائيليّ، وتم خلاله مناقشة استعداد الجيش للحرب، وقال بريك: هناك فجوات حرجة في الجيش، وهو في حالة تدهور، وأصبحت الثقافة التنظيميّة في أسوأ حالاتها، وفي الحرب القادمة سنكون في ورطةٍ، على حدّ تعبيره.

وسبق للجنرال يتسحاق بريك، أنْ نشر تقريرًا مُهّمًا في هذا الصدد، في شهر تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، أكّد من خلاله عدم جاهزية الجيش الإسرائيليّ للحرب، مُتهمًا قادة وضباط الجيش، بتضليل الرأي العام والجمهور الإسرائيليّ بشأن جهوزية الجيش للحرب.

وأشار بريك إلى أنّ الجيش الإسرائيليّ يُعاني من ضعفٍ وخللٍ كبيرين، لكنّ القيادة العسكريّة في تل أبيب تُخفي الواقع الحقيقيّ للأمر، ويُعلّق بريك على ذلك، قائلاً إنّ قادة الجيش لا يقولون الحقيقة في كلّ ما يتصل بالخلل في الجيش.

وقد تطرّق التقرير إلى منظّمة حزب الله اللبنانيّة فوصفها بأنّها عدو الدولة العبريّة المركزيّ والأساسيّ على حدودها، وتابع قائلاً إنّ الحزب يملك ترسانة أسلحة اكبر ممّا تمتلكه الكثير من الدول، مُضيفًا أنّ الحزب يشارِك في الحرب السوريّة منذ سبعة أعوام، ما يُشكّل عامل خوف بالنسبة لضباط إسرائيليين لكونه اكتسب خبرةً قتاليةً اكبر من خبرة القوات الإسرائيليّة.

علاوةً على ذلك، شدّدّ التقرير على أنّ القلق الأكبر بالنسبة للدولة العبريّة هو عدم قدرة القوات البريّة الإسرائيليّة على تحقيق نصرٍ سريعٍ ضدّ حزب الله، وبالتالي انجرار الكتائب المُدرعة المُحتلة إلى حرب استنزافٍ دمويةٍ، وفق تعبير التقرير.

وخلُص التقرير إلى القول إنّ الخلاف الحاصل بين الجنرالات الإسرائيليين من غير من المرجح أنْ ينتهي قريبًا، وأنّ الإنفاق على القوات الجويّة وفرع الاستخبارات في جيش الاحتلال الإسرائيليّ، دائمًا سيحتّل أولويةً على القوات البريّة، كما أكّدت للموقع مصادر رفيعة في المؤسسة الأمنيّة في تل أبيب.

صحيفة رأي اليوم الألكترونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى