مساعٍ لإحياء المفاوضات قريباً: «ثلاثيّ القاهرة» يحضّر أوراق «الـسلام»
يستقبل الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بينت، في مدينة شرم الشيخ الأسبوع المقبل، في زيارةٍ هي الأولى من نوعها لرئيس حكومة إسرائيلي منذ أكثر من عشر سنوات، تستهدف، بحسب ما يُروَّج لها مصريّاً، التمهيد لاستئناف المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيّين والإسرائيليّين خلال الفترة المقبلة. وستأتي الزيارة، التي جرى الإعلان عنها أخيراً خلال زيارة مدير المخابرات العامة عباس كامل إلى تل أبيب، بعد أيامٍ من القمّة الثلاثيّة التي عُقدت أوّل من أمس في القاهرة، بين السيسي وملك الأردن عبد الله الثاني ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، فيما بدا واضحاً وجود توافق على إبعاد الإمارات مؤقتاً عن هذا الملفّ، بعدما حاولت خلال الفترة الماضية إيجاد دور لها على خطّه.
وإذ خرجت القمّة، في شقّها المعلَن، بالبيانات الروتينية نفسها عن دعم إقامة دولة على حدود الرابع من حزيران 1967، تكون عاصمتها القدس الشرقية، تَوافق الأطراف الثلاثة على تقديم تصوّرات خلال الفترة المقبلة في شأن استئناف المفاوضات، على أن يتمّ بحثها في لقاء السيسي ــ بينت، ومن ثمّ استكمال مناقشتها على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة مع المسؤولين الأميركيين. وبحسب مصادر شاركت في جزء من اللقاءات الثلاثية التي تضمّنت جلسةً مغلقة، فإن السيسي سيعرض على بينت خطوطاً عريضة لاستئناف المفاوضات، بما يتناسب مع طبيعة التعقيدات التي تعتري الحكومة الإسرائيلية الحالية، وبما يسمح بتقبّلها داخل «الكنيست» أو حتى في الشارع. وعلى خطّ موازٍ، سيجري العمل على إحياء جهود تحقيق المصالحة الفلسطينية، مع تحديد موعد لاستئناف المباحثات في شأنها في القاهرة. وفي هذا الإطار، تعهّد عباس، كما سبق أن فعل في لقاءاته مع مسؤولي المخابرات المصرية، بتقديم التنازلات اللازمة لإتمام المصالحة، فيما اشترط الجانب المصري أن تكون خطوات حركة «فتح» جدّية وقابلة للتنفيذ، مقابل ضمان نيل التزامات مماثلة من حركة «حماس»، مشدّداً على ضرورة وضع جدولٍ زمني وإطار للتفاوض بين الحركتَين قبل انعقاد لقاءاتهما الثنائية في القاهرة.
من جهته، تطرّق ملك الأردن إلى الرؤية الأميركية التي لم تَعُد تعطي أولويّة للملفّ الفلسطيني، داعياً إلى استمرار الحشد الدّولي لدعم منظّمات الإغاثة، مؤكداً أن تحسين الأوضاع في غزة يمثّل أولوية مشتركة للقاهرة وعمّان. واعتبر عبد الله أن استئناف التفاوض المباشر بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي ستكون له آثار إيجابية، بما فيها إمكانية إجراء انتخابات فلسطينية في وقت قريب، من أجل تشكيل حكومة وحدة وطنية قادرة على التفاوض باسم الفلسطينيين، وهي الرؤية نفسها التي يدعمها السيسي. وتتطلّع مصر، أيضاً، إلى تثبيت الهدنة الحالية في قطاع غزة، تمهيداً للوصول إلى هدنةٍ طويلة الأمد معترَف بها دولياً، بما يسمح ببدء تنفيذ مشروعات تنمية مستدامة في القطاع، تأخذ القاهرة على عاتقها دعمها ورعايتها مباشرة. ووفق مصدر مصري تحدّث إلى «الأخبار»، فإن السيسي، الذي تعهّد بدعوة الحكومة الإسرائيلية إلى الانخراط في مفاوضات مباشرة قد تجري في شرم الشيخ قبل نهاية العام الحالي، يأمل في عقد «مؤتمر للسلام» في أقرب فرصة، سواءً بحضور أطراف عربية إلى جانب الولايات المتحدة، أو اقتصاره في مرحلة أولى على مصر والأردن، وهو أمر سيكون رهناً بمدى اهتمام واشنطن بحضور الجولات الأولى، فيما ستجري مناقشة الأمر مع الإماراتيين أيضاً، في لقاءات مرتقبة خلال الفترة المقبلة.