«مسعى» دار نشر تقتحم مجالات جديدة… بحثا عن «النوعية»
أصدرت دار مسعى للنشر لصاحبها الشاعر محمد النبهان، عددا من الكتب الجديدة، ولعل المميز في هذا الكتب فرادة مواضيعها، وكونها ستسهم في توسيع آفاق القارئ والمهتم، وتثري المكتبة العربية، إذ تقدم بعض هذه الكتب مواضيع ربما تبدو جديدة على عالم النشر في الوطن العربي من ناحية، ومن ناحية ثانية غير مألوف الاشتغال عليها من الكتاب العرب، مثل أدب كرة القدم، الأمر الذي يمنح دار مسعى خصوصية ما، ويجعلها من دور النشر العربية القليلة التي تهتم بالبحث عن الجديد وأن تكون إصداراتها تتسم بالنوعية، وأن يكون لديها تصور دقيق لما تريد أن تقدمه إلى القارئ العربي.
وإضافة إلى كل ذلك، ما تحقق لهذه الدار على صعيد الهوية الفنية، التي ميزت إصداراتها بأغلفة جميلة كأنما هي لوحات أو نصوصا تستحق التأمل لوحدها بعيدا من النص. كل ذلك يجعل «مسعى» في مصاف كبار دور النشر، من ناحية الاحترافية والجهد المبذول في صناعة الكتاب، وإن كانت ما تزال دارا حديثة الولادة. من هذه الكتب التي أصدرتها «مسعى» حديثا: «أخف من الهواء» الحائزة على جائزة كلارين للرواية 2009 لفليديريكو جانمير، وترجمة محمد الفولي، و«الجلطة التي أنارت بصيرتي» للدكتورة جيلي بولتي تبلور وترجمة الدكتورة نجمة إدريس، «لماذا نلعب كرة القدم 11 ضد 11؟: مائة سؤال وجواب عن أسرار وتاريخ ولوائح كرة القدم» كتاب للوثيانو بيرنيكي، ترجمة محمد الفولي، و«حكاية عامل الغرف: مختارات من أدب كرة القدم الأرجتنيني»، اختيار وترجمة محمد الفولي، «أغرب الحكايات في تاريخ المونديال» للوثيانو بيرنيكي وترجمة محمد الفولي.
رواية «أخف من الهواء» الحائزة على جائزة كلارين للرواية 2009 لفليديريكو جانمير، وترجمة محمد الفولي. نقرأ في الغلاف: زيادة الثقة تؤدي إلى سقطة السارق، أو ربما اندفاع المراهقة، شاب في الرابعة عشرة يسطو على امرأة مسنة في الثالثة والتسعين من عمرها. من الناحية النظرية، لا يمكن أن يحدث شيء خاطئ. لكن ما حصل خطأ.
قبل أن يتمكن الشاب من إتمام مهمته يتم قفل باب الحمام عليه. سيكون عليه الآن أن يسمع قصة حياة تقترب من نهايتها، صوته لا يهم، لدق آن للعجوز أن تتحدث، ويجب عليه أن يستمع. «أخف من الهواء» رواية انقلاب كامل، يبني فيديريكو جانمير ببراعة مونولوجا لا ينسى، حادا ومثيرا ومبهرا. رواية رائعة تأخذك لمفاجآتها حتى الصفحة الأخيرة.
«الجلطة التي أنارت بصيرتي» للدكتورة جيلي بولتي تبلور وترجمة الدكتورة نجمة إدريس. نقرأ في الغلاف كلمة المؤلف: استنادا إلى تجربتي الشخصية بالاصابة في الفص الأيسر من المخ، فإنني أؤمن إيمانا قلبيا تاما بأن الشعور بالسلام الداخلي العميق هو عبارة عن دائرة عصبية تقع في القص الأيمن من المخ. وهذه الدائرة العصبية تظل تدور باستمرار، وتظل متاحة لنا لنعلق في إيقاعها.
الشعور بالسلام عبارة عن حالة تحدث في اللحظة الآنية، وليس شيئا نجلبه معنا من الماضي أو يتراءى لنا في المستقبل. الخطوة الأولى لتجريب السلام الداخلي تتمثل في الإصرار على أن تكون حاضرا هنا والآن.
وتقول المترجمة: هكذا تستكشف (جيل تيلور) آفاق المخ البشري من خلال الإصابة، وتدخل إلى مناطق بكر حول مكنونات الوعي الإنساني، وحول ما يقترحه الدماغ البشري من عوالم ما ورائية، أوسع بكثير من العالم المادي الصارم وقوانينه، ومحدوديته. هكذا تأخذنا المؤلفة في رحلتها الغرائبية، منذ صباح اليوم الذي حدثت فيه الجلطة، متتبعة معنا الأعراض والمشاعر والأجواء التي اختبرتها لحظة بلحظة ثم تستكمل السياق برحلة العلاج وأوجاعه، فمسيرة الاستشفاء ومنعطفات التغير في الشخصية والتفكير، ثم مكابدات التعلم والتأهل بعد أن عادت ـ عالمة المخ في جامعة هارفرد ـ طفلة عاجزة، كأنها لم تعلم من بعد علم شيئا».
«لماذا نلعب كرة القدم 11 ضد 11؟: مائة سؤال وجواب عن أسرار وتاريخ ولوائح كرة القدم» كتاب للوثيانو بيرنيكي، ترجمة محمد الفولي: هل سألت نفسك ذات مرة أين نشأت لعبة كرة القدم؟ أو لماذا يتكون كل فريق من أحد عشر لاعبا وليس تسعة لاعبين أو خمسة عشر لاعبا؟ كيف تقرر تعيين تسعين دقيقة لتصبح مدة المباراة؟ أو ربما ما هي أول مواجهة أدارها حكم؟ وماذا عن السبب وراء «اختراع» ركلات الجزاء أو شباك المرميين؟ يسعى هذا الكتاب لشرح مائة سر مرتبط بجذور وتطور أكثر الرياضيات شعبية، مائة لغز لن يستطيع القارئ حلها بسهولة عبر مصادر مثل «غوغل» أو «ويكبيديا» بل قل مائة حقيقة اكتشفت بعد بحث عميق ارتكز على استقصاء الصحف والكتب والمراجع ووثائق المكتبات العامة والخاصة في كل أنحاء العالم.
«حكاية عامل الغرف: مختارات من أدب كرة القدم الأرجتنيني»، اختيار وترجمة محمد الفولي: تستند هذه المجموعة المختارة بصورة كبيرة على أعمال ثلاثة أدباء: أوسبالدو سوريانو وله سبع روايات ومثلها من المجموعات القصصية، وإدواردو سانشيري، وروبيرتو فونتانا روسا. وتتنوع القصص التي يقدمها هذا الثلاثي، بين تجاربهم الشخصية مع الساحرة المستديرة التي تعكس مشاهد وأفكارا عن الحياة الأرجنتينية أو قصصا خيالية صرفة منغمسة في تجارب واقعية وحياتية ترتبط بالكرة، أو حكايات يبدو للوهلة الأولى أنها ترتبط بأرض الواقع، قبل أن تنقل القارئ بغتة إلى عالم الفانتازيا».
«أغرب الحكايات في تاريخ المونديال» للوثيانو بيرنيكي وترجمة محمد الفولي: جمع لوثيانو بيرنيكي في هذا الكتاب المفاجئ، أكثر القصص غرابة وفضولا وتسلية، القصص غير المألوفة التي حدثت خلال كأس العالم لكرة القدم منذ إصداره الأول وحتى اليوم. تلك الحكايات المرحة والسجلات والمآثر العاطفية التي تظهر الجانب البشري من الرياضية الأكثر شعبية في العالم».
صحيفة الحياة