مسلسل باب الحارة : معركة بين بسام الملا ومروان قاووق ..التوفيق من الله !
خاص :
يتوقع المشاهدون المتابعون لمسلسل (( باب الحارة )) هذا الموسم دفعة جديدة من الأجزاء بعد انتزاع حقوق الإنتاج من المخرج بسام الملا وعودتها إلى صاحب المشروع الأصلي الكاتب مروان قاووق والشركة المتعاقد معها..
والقرار القضائي الذي صدر هو خطوة مهمة على صعيد حقوق الملكية الفكرية في سورية، التي أفردت لها وزارة الثقافة السورية ديوانا خاصاً بمستوى مديرية، وقالت صحيفة الوطن السورية إن القرار القطعي الذي صدر مؤخرا في حسم الخلاف الدائر بين المخرج «بسام الملا» وشركة «قبنض» من المحكمة المدنيّة في دمشق يقضي بمنح شركة «قبنض» الحقّ في إنتاج مسلسل «باب الحارة» في جزئه الجديد وأجزائه التالية من بعده حسب رغبتها. القرار صدر عن محمكة البداية المدنيّة 17 بدمشق برقم 151222 /311 بتاريخ 22 /9/ 2015.
ويلحظ القرار تفاصيل مهنية تغلق الباب على أي تداخلات أخرى، فقضى ، كما كتب الصحفي عامر فؤاد عامر، من حيث النتيجة شراء النصّ مع جميع حقوق التأليف من الشركة الجديدة، وكذلك حماية ملكية الاسم – باب الحارة – وأسماء الشخصيات والكركترات كاملةً، ولا تستطيع أي جهة استثمارها غير شركة «قبنض» للإنتاج والتوزيع الفني. وبذلك القرار تكون حقوق ملكيّة باب الحارة الجديد أو الجزء الثامن من مسلسل «باب الحارة» من أحقيّة شركة «قبنض» والتي عيّنت بدورها مخرجاً جديداً لهذا الجزء، هو المخرج «محمد وقاف»، مع حماية لحقوق ملكيّة النص الذي ألّفه الكاتب الدرامي «محمد مروان قاووق»..
وقد رد المخرج بسام الملا في اليوم التالي يحتج على صحيفة الوطن لهذه الخطوة في النشر، ويقول عبر رد شركة ميسلون التي يملكها عن قرار المحكمة إنه (( لم يحسم أي خلاف قانوني، ولم ينزع حقوق الملكية لمسلسل «باب الحارة» من شركة «ميسلون» ممثلة بصاحبها المخرج بسام الملا. بل لم يكن هناك أي ذكر لشركة «ميسلون» والمخرج بسّام الملا من أصله في موضوع الدعوى، إنما هي دعوى إقرارية رفعت من المنتج محمد قبنّض على الكاتب مروان قاووق)) .
ما الذي يعنيه هذا الإجراء القضائي فيما لو تم على صعيد الدراما التلفزيونية السورية، في إطار الملفات الفنية الشهيرة في سورية؟
لقد ظهرت الدراما التلفزيونية لأول مرة في سورية من خلال مشاهد درامية عرضها التلفزيون العربي السوري إثر إطلاق بثه في عام 1960، والمشاهد كانت من ضمن توليفة برنامج الإجازة السعيدة الذي أعده خلدون المالح وشارك فيه الفنان دريد لحام وأطلق مسيرة طويلة من صناعة على غاية الأهمية هي صناعة الدراما التلفزيونية..
والغريب أن هذه الصناعة رغم أهميتها، ورغم الآثار التي تركتها في المجتمع السوري لم تنتج بعد منظمتها الخاصة كصناعة، فكتاب السيناريو لا يعترف بهم كأعضاء في اتحاد الكتاب، وليس لهم من حقوق سوى تلك التي يصونها حق الملكية الفكرية، ويمكن لكاتب سها عن وضع نصه في مديرية حقوق الملكية أن يسرق نصه من شركة أو كاتب أو حتى من المخرج، وإضافة إلى ذلك ليس هناك من نواظم تتعلق بحق المخرج حذف أو إضافة فقرات أو مشاهد أو حتى شخصيات وأحداث على النص الدرامي، فالمسألة محصورة في الشركة المنتجة سيدة الموقف والجهة العارضة التي تقوم بإيصال المسلسل للجمهور .. وبالعودة إلى باب الحارة يروي الكاتب (( مروان قاووق)) في إحدى لقاءاته ، كيف جرت ((طبخة)) باب الحارة مع المخرج بسام الملا الذي جعله يغير العنوان عدة مرات ويغير الأحداث والسياق ليأتي العمل بالشكل الذي يريده ، فهل كانت الكتابة غبر الطلب ؟!
لكن لابد من الاعتراف أن مسلسل ((باب الحارة)) نجح ((بتوفيق من الله سبحانه وتعالى))، وذلك لأن الوسط الفني والنقدي يتداول عبارة مضمونها أن المخرج بسام الملا (( وهو فنان قدير مهما قيل عن مشاكله مع الكتاب والممثلين)) رجل محظوظ، فما أن يضع يده في مسألة حتى تحقق نجاحا ويبنى عليها في صناعة الدراما ، فهكذا حصل في مسلسل ((أيام شامية)) الذي لم يكن أحد يتوقع أن ينال تلك الشهرة ويسمى بنموذج بيئة شامية في وقت شاهد فيه السوريون أهم مسلسل على هذا الصعيد قبله هو ((أبو كامل)) والسبب هو غياب الدراما عن أيام شامية ، وهذه قصة غريبة فعلا !
كذلك حصل مع مسلسل (( العبابيد)) للكاتب الراحل رياض سفلو فأخرجه بسام الملا من إطار ((البدوية)) إلى إطار التاريخية . أما عندما ظهر باب الحارة كان يفترض أن ينتهي الجزء الأول على فضيحة نقدية تتعلق بالبنية الدرامية والبيئة الشامية وحتى الحقائق المتعلقة بالأحداث والشخصيات . لكن توفيق الله وحظ بسام الملا جعله ينتج سيلا من الأجزاء جنت من ورائه المحطات أموالا إعلانية كبيرة ، ونالت شهرته الأفاق !
يدخل الآن مسلسل((باب الحارة)) متاهة جديدة، فهل ستكون شركة ((قبنض)) ومروان قاووق والمخرج محمد وقاف محظوظين كبسام الملا أم أن بسام الملا سيفاجئ المشاهدين بعمل له سحر الحظ والصنعة معا ؟!