مصادر رفيعة جدًا بواشنطن وتل أبيب عن صفقة القرن: جميع المُستوطنات الإسرائيليّة بالضفّة الغربيّة لن تُخلى وستبقى تحت سيادة الاحتلال بشكلٍ كاملٍ ونهائيٍّ
كشف مُراسِل الشؤون السياسيّة في القناة الـ12 بالتلفزيون العبريّ، في النشرة المسائيّة ليلة أمس الأحد، النقاب، نقلاً عن مصادر أمريكيّةٍ وإسرائيليّةٍ أكّد على أنّها واسعة الاطلاع وأنّها تعرف ماذا تشمل خطّة السلام الأمريكيّة، التي باتت تُعرف بـ”صفقة القرن”، كشف النقاب عن أنّ الخطّة تشمل بندًا مركزيًا مُهّمًا لكيان الاحتلال جاء فيه أنّ جميع المُستوطنات اليهوديّة-الإسرائيليّة، التي أُقيمت في الضفّة الغربيّة المُحتلّة، بعد عدوان حزيران (يونيو) من العام 1967 ستبقى في مكانها تحت السيادة الإسرائيليّة، لافتًا في الوقت عينه إلى أنّ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، لن يضطّر وفق هذا المسار إلى ضمّ الضفّة الغربيّة أوْ أجزاءٍ منها لسيادة الدولة العبريّة، لأنّه لن يُسمَح للسلطة الفلسطينيّة بالتدّخل بتاتًا فيما يجري على أرض الواقع في هذه المُستوطنات، علمًا أنّ عدد المُستوطنين بلغ في الضفة الغربيّة حوالي 60 ألف مستوطن.
وتابع المُراسِل، عاميت سيغال، هو ابن الإرهابيّ حجاي سيغال، تابع قائلاً إنّ الإدارة الأمريكيّة أبلغت الحكومة الإسرائيليّة أنّها لن تقوم بنشر الخطّة قبل أنْ ينتهي نتنياهو من تشكيل حكومته اليمينيّة، التي ستكون مُتطرفّةً أكثر من سابقتها، وأنّ لا علاقة بنشر “صفقة القرن” بشهر رمضان المُبارك، كما أكّدت المصادر في كلٍّ من واشنطن وتل أبيب.
وساق المُراسِل الإسرائيليّ قائلاً إنّ هذا البند يُسهّل على نتنياهو تشكيل الحكومة الجديدة، لأنّه يُرضي القوى اليمينيّة المُتطرفّة جدًا، والتي تُطالبه بضمّ الضفّة الغربيّة إلى السيادة الإسرائيليّة، مُشيرًا في الوقت عينه إلى أنّ الحكومة الإسرائيليّة ستقوم بسنّ قانونٍ بموجبه تكون السيطرة الفعليّة والعمليّة على المُستوطنات الصهيونيّة في الضفّة الغربيّة المُحتلّة، تابعة كليًّا للسيادة الإسرائيليّة، فيما ستبقى المجمعات الفلسطينيّة، وفقًا للمصادر ذاتها، تحت السيطرة الفلسطينيّة مثل رام الله، بيت لحم، البيرة، نابلس وجنين والقرى الأخرى.
عُلاوةً على ذلك، شدّدّت المصادر نفسها للتلفزيون العبريّ، كما أكّد المُراسِل سيغال، على أنّ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، كان قد صرحّ عشية الانتخابات العامّة الأخيرة في كيان الاحتلال، في مُقابلةٍ تلفزيونيّةٍ إنّ حكومته القادمة ستقوم بضمّ أجزاءٍ من الضفّة الغربيّة إلى سيادة الدولة العبريّة، لافتًا إلى أنّ حديث نتنياهو كان بضوءٍ أخضرٍ من كبار صُنّاع القرار في الولايات المُتحدّة الأمريكيّة، علمًا أنّ هذا التصريح جلب لحزب (ليكود)، الذي يترأسّه، عددًا إضافيًا من المقاعد في الكنيست الـ21. بكلماتٍ أخرى، إدارة الرئيس ترامب، كانت وما زالت معنيّةً بأنْ يبقى الصديق الصدوق، نتنياهو، رئيسًا للوزراء في دولة الاحتلال.
واللافت في التقرير الحصريّ للقناة الثانية عشرة أنّ الإدارة الأمريكيّة أوْ الحكومة الإسرائيليّة لم تقومان بالتعقيب على الخبر، أوْ التحفظ منه أوْ حتى نفيه، الأمر الذي يؤكّد على أنّ المصادر، التي اعتمد عليها المُراسِل سيغال كانت فعلاً واسعة الاطلاع، وتعرف جيّدًا خفايا وخبايا بنود خطّة السلام الأمريكيّة.
عُلاوةً على ذلك، أكّد المُراسِل، نقلاً عن مصادره في كلٍّ من واشنطن وتل أبيب، على أنّ الأحزاب اليمينيّة المُتطرّفة لن تجِد ما تعترض عليه، وبالإضافة إلى ذلك، فإنّ هذا البند الذي أورده في خبره الحصريّ، يُقلِّل جدًا عملية ابتزاز نتنياهو خلال عملية تشكيل الحكومة الجديدة، علمًا أنّه بدأ السنة الـ11 بتواصلٍ في منصبه كرئيس حكومة كيان الاحتلال.
وكانت هيئة البثّ العامّة الإسرائيليّة (كان)، شبه الرسميّة، نقلت عن مصادر سياسيّةٍ رفيعةٍ في كلٍّ من واشنطن وتل أبيب، نقلت عنها قولها إنّ التنسيق بين الرئيس الأمريكيّ، دونالد ترامب، ورئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو، وصل إلى القمّة، لافتةً في الوقت عينه إلى أنّ تصريح نتنياهو عشية الانتخابات العامّة بأنّه سيضُمّ الضفّة الغربيّة لسيادة كيان الاحتلال، ما كان ليصدر بدون الحصول على ضوءٍ أخضرٍ من الإدارة الأمريكيّة، مُضيفةً أنّ امتناع وزير الخارجيّة الأمريكيّة، مايك بومبيو، عن التعهّد بإقامة دولتين لشعبين، يؤكّد بالدليل القاطِع على عمق تأثير نتنياهو على ترامب، خصوصًا وأنّ منحه حتى اللحظة هديتين اثنتين: القدس عاصمةً لإسرائيل، والاعتراف بالسيادة الإسرائيليّة على الجزء المُحتّل من هضبة الجولان العربيّة-السوريّة.
من جهته، قال رئيس تحرير صحيفة (هآرتس) العبريّة، ألوف بن، أنّه سيكون لحكومة نتنياهو الجديدة هدفان رئيسيان. الأول، إزاحة لوائح الاتهام التي تُهدّده من الطريق، والثاني ضمّ المستوطنات لإسرائيل بالتنسيق مع إدارة ترامب، مُوضحًا أنّه يمكن إجمال هذين الهدفين بصيغة بسيطة مع نغمة: “الحصانة مقابل السيادة”، على حدّ تعبيره.
صحيفة رأي اليوم الألكترونية