
موجة غضب عارمة في مصر بعد أن كشف ترامب المستور، وأبان على الملأ نيته الإجرامية في تهجير الفلسطينيين.
الأنباء المتواردة تقول إن العدد المقترح علي مصر قبوله من الفلسطينيين هو نصف مليون سينتشرون في الداخل ولايتركزون في سيناء، وهو الأمر الذي أثار موجة عارمة من الاستياء والترقب.
فكيف كانت الردود؟
عبد الناصر سلامة رئيس تحرير الأهرام الأسبق قال تعليقا على الأنباء الجديدة إن مبارك رفض من قبلُ أرضاً بديلة في النقب مقابل توطين الفلسطينيين في سيناء.
وأبدى سلامة استياءه من العرض الذي بات بلا مقابل.
طلب ترامب علنا قبول أعداد أكبر من الفلسطينيين في الأردن ومصر أقام الدنيا ولم يقعدها.
السياسي المصري سيد مشرف خاطب ترامب بقوله: “الزم حدودك وبطل الهبل علي الشيطنة مصر كبيرة وإلا ستصاب وحليفك في تل أبيب بشواظ من نار ونحاس فلا تنتصران”.
توجه خطير
في ذات السياق وصف السفير فوزي العشماوي مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق تصريح ترامب بأنه توجه خطير من أمريكا وإن كان غير مستغرب أو مستبعد من ترمب بعقليته التجارية المباشرة مصحوبة بدعمه الكبير ودعم أركان إدارته الجديدة لإسرائيل.
ويضيف أن المهم سماع صوت عربي ومصري قوي رافض لتصفية القضية من خلال تفريغ الأرض من أصحابها وتهيئتها للمستوطنين الصهاينة، ورافض رفضا باتا لأن تكون مصر (والاردن) أوطانا بديلة للشعب الفلسطيني.
ويوضح العشماوي أن على العرب أن يعلموا أن محاولة إرضاء ترامب لن تؤدي إلا إلي زيادة طمعه وزيادة تمكين المشروع الصهيوني وهيمنة إسرائيل علي المنطقة، مؤكدًا أن الأولي والأصح أن تتحرك إدارة ترمب في اتجاه الحل النهائي والحاسم للقضية إما بتطبيق حل الدولتين او الانتقال لحل الدولة الواحدة الديمقراطية العلمانية التي تسع اليهود والفلسطينيين والتي ترفضها إسرائيل!
من جهته دعا المؤرخ الفلسطيني اليساري عبد القادر ياسين الفلسطينيين لإعادة النظر في نقاط ضعفنا قبل أن يتغنوا بنقاط قوتهم.
ويضيف لـ”رأي اليوم” أن أهلنا الطيبين يقولون: “القوي عايب!”، لافتا إلى أننا يمكن أن نضيف أن قسطا كبيرا من قوة هذا العايب، عدم وجود تضامن عربي مع فلسطين، فضلا عن افتقار وجود قيادة نصبّها الأعداء تقبع في رام الله.
وقال ياسين إن علينا ألا ننسى أن غياب الوحدة الوطنية الفسطينية أدى إلى تراجع الاهتمام بالقضية، مفرقا بين بين وحدة الصف الفلسطيني (وطني وغير وطني)، وبين الضرورة القصوى لكل ما هو وطني فلسطيني مع استبعاد كل المتواطئين معه والخاضعين له.
ويختتم مؤكدا أن الطريق لم يزل طويلا أمامنا حتى نوقف هذا التدهور المتسارع في خط قضيتنا الوطنية.
وعن رأيه في إبعاد عشرات الأسرى إلى مصر، قال ياسين إن المقاومة لم يكن لها خيار في ذلك الأمر.
وعن إبعاد الأسرى إلى مصر، يقول الكاتب الصحفي كارم يحيى إننا عندما نفكر في كيف تم مفاجأتنا بإبعاد 70 أسيرا فلسطينيا لمصر كمحطة عبور أمس، فإن علينا الخشية مما هو أكبر وأخطر على ضوء تصريح ترامب.
ويضيف أن علينا تذكر كيف كان إبعاد أبطال التحصن بكنيسة المهد منذ نحو العقدين ليس بالسهل وكان مثارا في الاعلام والأخذ والرد بين السلطات العربية، ولم يكن بالسهل أو المقبول وكان محل صراع كبير.
ولفت إلى أنه كان هناك إبعاد لمرج الزهور بجنوب لبنان 1992 وجرت مقاومته بشدة.
اللافت في ردود الأفعال على تصريحات ترامب كان في الإجماع على أن مصر بحاجة إلى رد علي تصريحاته بشكل واضح وقاطع برفضها لمثل تلك الخطط، وأن تكون حازمة في موقفها ،وأن مثل تلك التصريحات تهدد الأمن القومي المصري وتصفي القضية الفلسطينية تماما.
من جهته قال السياسي المصري حمدين صباحي إن التصريحات العدوانية الخرقاء لترامب الواهم المتغطرس عن تهجير الفلسطينيين تستحق الإدانة والاستنكار مع الرفض العلني الشعبي والرسمي.
صحيفة رأي اليوم الألكترونية