مصر | المشير يدخل القصر… محاصراً (أحمد جمال الدين)
أحمد جمال الدين
تبدو المعارك تحاصر الأيام الأولى للمشير عبد الفتاح السيسي، الذي يتوقع أن يعلن رسمياً فوزه بالانتخابات الرئاسية في الساعات الـ 48 المقبلة.
لا تبدو مهمة المشير الرئاسية سهلة، فالمشاكل بدأت تحاصره منذ إعلان فوزه، والخلافات الداخلية في حملته ازدادت تشعباً قبل أيام قليلة من إنهاء عملها رسمياً، وسعي عدد من أعضائها لمرافقته في القصر الجمهوري الذي بدأ عمال النظافة بتجميله ودهانه من الداخل والخارج استعداداً لاستقبال الرئيس المصري السابع.
المشير الذي أدلى بتصريحات لصحيفة «الجريدة» الكويتية، عادت حملته ونفتها، رغم أن ناشر التصريحات أحد أعضاء الحملة، إلا أن تمسك «الجريدة» بصدقيتها جعلها تقرر التقدم ببلاغ إلى جهات التحقيق ومقاضاة حملة المشير لتعمدها الإساءة لسمعة الصحيفة في بياناتها. التصريحات التي أدلى بها المشير لأحد أعضاء حملته أثارت زوبعة داخل الحملة بسبب الصراعات الموجودة حول الفريق المصاحب له في القصر الجمهوري، فيما ثار الغضب بسبب رغبة الحملة في اختيار الإطلالة الإعلامية الأولى للسيسي بعد نجاحه في الانتخابات، فضلاً عن الصراعات الموجودة بين الصحافيين العاملين في الحملة ومعظمهم من المحررين الذين ارتبطوا بالمؤسسة العسكرية في فترات سابقة.
الصراعات الموجودة بين شباب الحملة انعكست على تصرفاتهم خلال الأيام الماضية، فتجنبوا وسائل الإعلام مع بدء تجميع أغراضهم من مقري الحملة ولجنة الشباب، بينما حاول مؤسس حركة تمرد محمود بدر وعضو اللجنة الترويج لاختيار السيسي له كمساعد لرئيس الجمهورية لشؤون الشباب، وهو التسريب الذي طلب بدر من أصدقائه المقربين كتابته عبر صفحاتهم على موقع «الفايسبوك».
من جهته، أعلن منسق لجنة الشباب في حملة المشير، حازم عبد العظيم أنه لا يفكر في التفرغ لأي منصب سياسي خلال الفترة المقبلة، ولم يتطرق في حديثه مع المشير إلى تولي أي منصب في الدولة بعد فوزه، مؤكداً تفضيله العودة إلى الأعمال الحرة مرة أخرى بعد انتهاء دور اللجنة.
وأضاف عبد العظيم في تصريح إلى «الأخبار» إن أعضاء لجنة الشباب في الحملة يمكنهم أن يكونوا نواة جيدة يعتمد عليها المشير في الانتخابات البرلمانية والمحلية من خلال الاندماج في الأحزاب، مشيراً إلى أن تكليف حملة المشير لهم في اللجنة انتهى رسمياً، ويقومون حالياً بتسليم المقار وإجراء كشف الحساب الختامي لما تم إنفاقه خلال فترة الدعاية.
مقربون من المشير حذروه من اصطحاب شخصيات عسكرية متعددة معه إلى القصر الجمهوري، وخاصة مع تردد اسم اللواء عباس كامل مدير مكتب السيسي كرئيس لديوان رئيس الجمهورية والمتحدث العسكري العقيد أركان حرب أحمد محمد علي كمتحدث باسم الرئاسة، فيما يعكف المشير على اختيار الفريق الرئاسي المصاحب له بعد وصوله إلى السلطة، مع الإبقاء على بعض الشخصيات الموجودة في الرئاسة راهناً؛ ومن بينها مصطفى حجازي المستشار السياسي لرئيس الجمهورية.
كذلك، يواجه السيسي الذي يتوقع أن يؤدي اليمين الدستورية الأسبوع المقبل مشاكل مع كبار المستثمرين في البورصة الذين يرفضون تطبيق الضريبة التي أقرّتها الحكومة أخيراً بواقع10% على صافي الأرباح الرأسمالية، التي يحققها الأشخاص الطبيعيون في نهاية السنة الضريبية، حيث شهدت البورصة تراجعاً حاداً أدى إلى خسارتها 16 مليار جنيه مع نهاية تداولات يوم أمس.
ويواجه المشير أيضاً ضغوط من مالكي القنوات الفضائية الذي يصعدون ضغوطهم للمطالبة بإقالة وزيرة الإعلام درية شرف الدين من منصبها بسبب بروتوكول التعاون المتمسكة به مع مجموعة قنوات mbc، حيث بدأوا حملة إعلامية من أجل الضغط على الرئيس لإقالتها في التعديل الوزاري المقرر إجراؤه فور حلف السيسي اليمين الدستورية.
ورغم سعي السيسي لأن يتم إنجاز قانوني البرلمان ومباشرة الحقوق السياسية قبل توليه الرئاسة بتوقيع رئيس الجمهورية المؤقت عدلي منصور، إلا أن انتقادات الأحزاب والقوى السياسية للقانون ستجعل مطالبتهم بالتعديل أول اختبار سياسي للمشير في التعامل مع إدارة الأزمات وتحدد شكل علاقته بالقوى السياسية المختلفة.
من جهة أخرى (الأخبار، الأناضول، أ ف ب، رويترز)، قال الأمين العام للجنة، المستشار عبد العزيز سالمان، في تصريحات لوكالة «الأناضول»، إن «اللجنة ستقوم بإعلان النتائج النهائية للانتخابات الرئاسية إما يوم الثلاثاء أو الأربعاء المقبلين».
في إطار آخر، يتوقع أن يوقع الرئيس المؤقت عدلي منصور اليوم قانون الانتخابات البرلمانية بعدما أقره أمس مجلس الدولة، متجاهلاً مطالبات الأحزاب بإعادة تقسيم الدوائر الانتخابية والنسبة المخصصة للنظام الفردي والقائمة، مبقياً على إجراء الانتخابات لصالح نظام القوائم بنسبة 80%، في مقابل 20% للفردي.
في غضون ذلك، كشف وزير خارجية الإمارات، عبد الله بن زايد آل نهيان، أن الإمارات لديها خطة لإنعاش الاقتصاد المصري ووضعه على المسار الصحيح، متوقعاً أن تنعم مصر بمزيد من الاستقرار بعد فوز المشير عبد الفتاح السيسي بالرئاسة.
وقال بن زايد للصحافيين على هامش زيارة نظيره الألماني، فرانك شتاينماير، إن دولته تبحث «عن شركاء من كل أنحاء العالم، سواء شركاء كألمانيا… أو مؤسسات مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي».