مصر تزيح الستار عن أول مرصد فلكي
أعلنت وزارة السياحة والآثار في مصر ، الجمعة، أن بعثة تابعة للمجلس الأعلى للآثار اكتشفت أول وأكبر مبنى لمرصد فلكي يعود تاريخه إلى القرن السادس قبل الميلاد خلال عملها في معبد بوتو بموقع تل الفراعين بمحافظة كفر الشيخ بمنطقة الدلتا.
الكشف في مصر عن أول مرصد فلكي من القرن السادس قبل الميلاد
وأفاد بيان الوزارة. بأن “البعثة الأثرية المصرية التابعة للمجلس الأعلى للآثار، والعاملة بمعبد بوتو بمحافظة كفر الشيخ. نجحت في الكشف عن أول وأكبر مبنى لمرصد فلكي من القرن السادس قبل الميلاد”.
وأوضح البيان. أن هذا المرصد بني من الطوب اللبن واستخدم “لرصد وتسجيل الأرصاد الفلكية وحركة الشمس والنجوم بالمعبد” في مدينة بوتو القديمة.
وبوتو كانت تعد عاصمة الوجه البحري في مصر قبل قيام الملك المصري القديم مينا بتوحيد قطري البلاد الشمالي والجنوبي. ويطلق عليها حديثا اسم “تل الفراعين” وتقع قرب مركز دسوق بمحافظة كفر الشيخ. وسبق وأن شهدت الإعلان عن العديد من الاكتشافات الأثرية.
مساحة المرصد الفلكي 850 مترا تقريبا.
ووصف رئيس قطاع الآثار المصرية بالمجلس الأعلى للآثار أيمن عشماوي مبنى المرصد الفلكي المكتشف في الركن الجنوبي لمنطقة المعابد بتل الفراعين. بأنه “أكبر مرصد فلكي يتم اكتشافه من القرن السادس قبل الميلاد، إذ بلغت مساحته 850 مترا تقريبا”.
كما وأشار إلى. أن تصميمه المعماري تكون من مدخل ناحية الشرق حيث شروق الشمس. وصالة أعمدة وسطى مفتوحة على شكل الحرف الإنكليزي (L) و يتقدمها جدار ضخم ومرتفع من الطوب اللبن أيضا.
وقال. إن البعثة عثرت أيضا على خمس غرف من الطوب اللبن من المرجح أنها كانت تستخدم لحفظ بعض الأدوات الخاصة بالمبنى، إضافة إلى أربع غرف صغيرة من الطوب اللبن، وغرفة حجرية صغيرة تمثل برج المرصد.
كما عثرت البعثة خلال أعمال الحفائر داخل المرصد على “ساعة شمسية حجرية منحدرة”. والتي تعتبر من أبرز أدوات قياس الوقت في العصور القديمة، وكتل حجرية لأخذ القياسات الخاصة بميول الشمس أيضا.
وذكر البيان أن المبنى الخاص بالساعة يتكون من مدماك مستقيم منتظم من بلاطات الحجر الجيري بطول 4.8 متر، يعلوه خمس كتل مستوية من الحجر الجيري، منها ثلاث كتل رأسية واثنتان أفقيتان، ويعتقد أنها كانت تحتوي على خطوط مائلة تستخدم لقياس ميول الشمس والظل ورصد حركة الشمس خلال النهار.
“البعثة الأثرية المصرية – العثور على عدد من التماثيل من بينها تمثال للكاهن “بسماتيك سمن”
وعثرت البعثة على عدد من التماثيل من بينها تمثال للكاهن “بسماتيك سمن” ويحمل تمثال المعبود أوزير من الغرانيت الرمادي يرجع إلى عصر الملك المصري “واح إيب رع” من الأسرة السادسة والعشرين في مصر القديمة.
ونقل البيان عن حسام غنيم المدير العام لمنطقة آثار كفر الشيخ ورئيس البعثة القول. إن التمثال للكاهن بسماتيك سمن، ويحمل تمثال المعبود أوزير ومدون عليه لقب “حامل الختم الملكي” إلى جانب تماثيل أخرى وأدوات قياس وبقايا لوحات حجرية عليها نقوش وبعض اللقى الأثرية من الفخار مختلفة الأحجام.
وثمن الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، محمد إسماعيل خالد، جهود ونجاح البعثة الأثرية المصرية في إزاحة الستار عن هذا الكشف الأثري الهام. الذي يؤكد براعة ومهارة المصري القديم في علوم الفلك منذ أقدم العصور. كما وكيفية تحديد التقويم الشمسي ومواعيد الشعائر الدينية والرسمية مثل تتويج الملوك والسنة الزراعية. بالإضافة إلى تسليط الضوء على التقنيات الفلكية التي استخدمها المصري القديم رغم بساطة الأدوات المستخدمة، إلى جانب تعزيز فهمنا للتطور العلمي والفلكي في العصور القديمة أيضا.
وكشفت مصر خلال الأعوام القليلة الماضية، عن اكتشافات أثرية عدة في مختلف أنحاء البلاد، وخصوصا في منطقة سقارة غرب القاهرة، وكان من أبرزها الكشف عن أكثر من 150 تابوتا أثريا في العام 2022 تعود إلى أكثر من 2500 عام.
ويرى بعض الخبراء. أن الإعلان عن تلك الاكتشافات من الحكومة المصرية قد يكون له وزن سياسي واقتصادي يضاف إلى القيمة العلمية لها. خصوصا وأن مصر تسعى إلى دفع قطاع السياحة الذي يعمل فيه نحو مليوني مصري.
وتأمل السلطات المصرية إلى جانب الاكتشافات الأثرية المعلنة. في افتتاح “المتحف المصري الكبير” رسميا قرب أهرامات الجيزة خلال العام الجاري.
ميدل إيست أون لاين
لزيارة موقع بوابة الشرق الاوسط الجديدة على الفيسبوك
لزيارة موقع بوابة الشرق الاوسط الجديدة على التويتر