مصر لا تستبعد أي سيناريو للحفاظ على أمنها القومي على وقع توتر مع إسرائيل
أكد مصدر مصري رفيع المستوى أن احترام مصر لالتزاماتها ومعاهداتها الدولية لا يمنعها من استخدام كل السيناريوهات المتاحة للحفاظ على أمنها القومي والحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني، فيما يأتي هذا التطور في غمرة توتر بين القاهرة والدولة العبرية بسبب عمليتها العسكرية في رفح وسيطرتها على الجانب الفسطيني من المعبر.
مصر ترفض أي مخطط يهدف إلى دفع الفلسطينيين إلى الهجرة باتجاه أراضيها،
ومنذ اندلاع الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، شددت مصر رفضها القاطع لأي مخطط يهدف إلى دفع الفلسطينيين إلى الهجرة باتجاه أراضيها. معتبرة ذلك خطا أحمر لما يترتب على تلك الخطوة من تهديدات لأمن البلاد.
وكان الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي قد اعتبر في تصريح سابق أن “نقل المواطنين الفلسطينيين من القطاع إلى سيناء يعني نقل فكرة المقاومة والقتال من غزة إلى سيناء”، مشيرا إلى أن شبه الجزيرة المصرية “ستصبح بالتالي قاعدة لانطلاق عمليات إرهابية ضد إسرائيل التي من حقها الدفاع عن نفسها”.
وجدد المصدر ذاته. تأكيد مصر على أنه “لا صحة لما يتم تداوله بوسائل الإعلام الإسرائيلية بشأن وجود أي نوع من التنسيق المشترك مع إسرائيل بشأن عمليتها العسكرية في مدينة رفح الفلسطينية”.
القاهرة حذرت إسرائيل من تداعيات التصعيد في قطاع غزة
وشدد على أن مصر حذرت إسرائيل من تداعيات التصعيد في قطاع غزة ورفضت أي تنسيق معها بشأن معبر رفح. مشيرا إلى أن وسائل الإعلام الإسرائيلية تتعمد نشر أخبار غير صحيحة لصرف الأنظار عن حالة التخبط التي تعاني منها داخليًا.
ولفت إلى أن الموقف المصري ثابت تجاه العدوان الإسرائيلي على غزة منذ اللحظة الأولى. ويضع الأمن القومي المصري وحقوق الشعب الفلسطيني في مقدمة أولوياته”.
ووقعت إسرائيل ومصر معاهدة سلام عام 1979 وتعاونتا لسنوات عن كثب في مجال الأمن عبر حدودهما المشتركة وعلى الحدود بين غزة ومصر. لكن القاهرة حذرت من احتمال تضرر العلاقات بسبب الحملة الإسرائيلية في غزة.
وقبل أيام أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري أن بلاده ملتزمة بمعاهدة السلام مع إسرائيل. لكنها ترفض هجوم تل أبيب على مدينة رفح الفلسطينية.
ورفضت مصر التنسيق مع إسرائيل بشأن معبر رفح الحدودي بسبب التصعيد الإسرائيلي. محمّلة الدولة العبرية مسؤولية تفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع الفلسطيني.
القاهرة ترفض تمرير خطط لتهجير سكان غزة إلى مصر
كما عبرت القاهرة، في أكثر من مناسبة خلال الفترة الأخيرة. عن خشيتها من استغلال إسرائيل الحرب على غزة لمعالجة ما تعتبره معضلة سكانية فلسطينية عبر تمرير خطط لتهجير سكان غزة إلى مصر. وهو ما رفضته القاهرة باعتباره “خطا أحمر”.
ومنذ أكثر من 7 أشهر تشن إسرائيل حربا على غزة بدعم أميريكي مطلق خلفت أكثر من 115 ألفا بين قتيل وجريح من الفلسطينيين. معظمهم أطفال ونساء ونحو 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.
وفي إطار هذه الحرب. يواصل الجيش الإسرائيلي عمليته العسكرية في مدينة رفح، التي بدأها في 6 مايو/ أيار الجاري، متجاهلا تحذيرات إقليمية ودولية من تداعيات ذلك، في ظل وجود نحو 1.4 مليون نازح بالمدينة، دفعهم الجيش الإسرائيلي إليها بزعم أنها “آمنة”، ثم شن عليها لاحقا غارات أسفرت عن قتلى وجرحى.
ويأتي ذلك في وقت وصلت فيه مفاوضات إرساء هدنة في القطاع الفلسطيني إلى طريق مسدود. بينما تواصل إسرائيل عملياتها العسكرية رغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي بوقف القتال فورا. ورغم أن محكمة العدل الدولية طالبتها بتدابير فورية لمنع وقوع أعمال “إبادة جماعية” وتحسين الوضع الإنساني بغزة.
ميدل إيست أون لاين