مصر لا تقطع الأمل: تفاؤل بهدنة في «الفطر»

مصر لا تقطع الأمل: تفاؤل بهدنة في «الفطر»… في ظل استمرار العمليات العسكرية في قطاع غزة، لا تزال المفاوضات الجارية في العاصمة القطرية الدوحة بشأن العودة إلى وقف إطلاق النار في القطاع، متعثّرة. ومردّ ذلك إلى التعنّت الإسرائيلي الذي يقف حائلاً دون إحداث اختراق في جدار المفاوضات، وتحقيق هدنة إنسانية تسهم في إدخال المساعدات بشكل فوري إلى غزة، وتخفيف الأزمة الإنسانية المتفاقمة هناك. وعلى رغم حالة الجمود تلك، يسود القاهرة تفاؤلٌ حذر بإمكانية تحقيق تقدّم في الساعات المقبلة. خصوصاً مع اقتراب عيد الفطر، والذي يسعى الوسطاء إلى إحلال «هدنة» خلاله. كمقدّمة لاتفاق أوسع.
مصر تعمل على «تذليل العقبات» التي تضعها تل أبيب
وتؤكد مصادر مصرية، في حديثها إلى «الأخبار». أن القاهرة تعمل على تسريع مسار المفاوضات من خلال تقديم مقترحات «واقعية تحظى بدعم أميركي وقطري». وهي تسعى إلى «تذليل العقبات» التي تضعها تل أبيب. وخصوصاً في ما يتعلق بآلية إدخال المساعدات والإفراج عن الأسرى الفلسطينيين أيضا. مشيرة إلى أن الحكومة الإسرائيلية لا تزال تناور عبر طرح شروط غير واقعية تعرقل التوصل إلى اتفاق.
هذا وبحسب مصادر مطّلعة على سير المفاوضات، فإن المقترح المصري يتضمّن «وقفاً مؤقتاً لإطلاق النار يمتد لنحو 50 يوماً، مقابل الإفراج عن خمسة أسرى إسرائيليين. كما وإطلاق عدد من الأسرى الفلسطينيين، مع تفعيل آلية إدخال المساعدات بكميات كافية، تشمل المواد الغذائية والطبية والمستلزمات الأساسية لإغاثة المدنيين». وعلى رغم أن حركة «حماس» لم تعلن رسمياً عن موقفها النهائي من هذا المقترح، تشير التسريبات إلى أنها «أبدت استعدادها للتجاوب مع الطروحات المصرية. والتي تشمل إطلاق سراح الرهينة الإسرائيلي – الأميركي، عيدان ألكسندر، استجابةً للطلب الأميركي، شريطة أن تكون هناك ضمانات بتنفيذ المرحلة الثانية التي تتعلق بوقف الحرب بشكل كامل، وهو ما تراه مصر مستحيلاً من دون ضغوط أميركية حقيقية غير متوافرة حتى الآن».
وتسود قناعة لدى القاهرة بأن الوصول إلى اتفاق يتطلّب تقديم ضمانات دولية واضحة تلزم إسرائيل بوقف العمليات العسكرية وعدم عرقلة تنفيذ الهدنة أيضا. ولذا، تسعى مصر لدى الولايات المتحدة لضمان «عدم إفشال جهود الوساطة». بحسب المصادر التي أشارت إلى أن موقف الإدارة الأميركية بات «أكثر انفتاحاً» حيال المقترح المصري.
«القاهرة تعمل لدفع إسرائيل نحو تقديم تنازلات تكفل التوصّل إلى اتفاق».
وبحسب مسؤول مصري بارز تحدّث إلى «الأخبار». فإن «القاهرة تسعى لدى الأطراف كافة. بما فيها واشنطن، لدفع إسرائيل نحو تقديم تنازلات حقيقية تكفل التوصّل إلى اتفاق». ويشير المسؤول. إلى أن «إطالة أمد الحرب تزيد الوضع الإنساني سوءاً. كما وتخلق تداعيات أمنية إقليمية لا يمكن احتواؤها بسهولة» أيضا. موضحاً أن تحركات بلاده شملت تكثيف الاتصالات مع عدد من الدول الفاعلة، بما في ذلك السعودية وتركيا أيضا. لضمان موقف عربي ــ إسلامي موحّد يدعم جهود وقف إطلاق النار.
وفي وقت لا تزال فيه مئات الشاحنات المحمّلة بالمساعدات عالقة عند معبر رفح، يقول المسؤول إن «مصر أبقت المعبر مفتوحاً من جانبها. فيما تل أبيب تواصل عرقلة وصول الإمدادات». مضيفاً أن «استمرار تعطيل إدخال المساعدات أمر غير مقبول، ويتعارض مع الاتفاقات التي يتم التفاوض بشأنها»أيضا. محذّراً من أن «الوضع في غزة يقترب من كارثة إنسانية حقيقية. وهو ما يستدعي تحركاً دولياً عاجلاً».
صحيفة الاخبار اللبنانية