تحليلات سياسيةسلايد

مطالب مصرية تختبر مسار تطبيع العلاقات مع تركيا

تختبر مطالب مصرية متانة ومصير مسار المصالحة بين تركيا ومصر بعد المصافحة التاريخية بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره المصري عبدالفتاح السيسي في الدوحة على هامش افتتاح مونديال قطر والتي أسست على ما يبدو لمرحلة جديدة في العلاقات بين البلدين بعد سنوات من القطيعة والتوترات.

والمطالب محل الذكر تتمثل في مطالبة القاهرة تركيا بتسليمها مطلوبين للعدالة مقيمين على أراضيها حيث أمرت محكمة مصرية السلطات بإخطار الشرطة الدولية (الانتربول) بإدراج أربعة إعلاميين يقيمون في الأراضي التركية على قائمة النشرة الحمراء في أول إجراء قانوني منذ المصافحة بين أردوغان والسيسي على هامش افتتاح مونديال قطر وهو اللقاء الذي رتبت له الدوحة في سياق جهود مصالحة متعثرة بين البلدين.

والإعلاميون الأربعة هم معتز مطر ومحمد علي وعبدالله الشريف (مدون ويوتيوبر ومقدم برامج ساخرة) ومحمد ناصر وقد طلبت المحكمة بضبطهم وحبسهم على ذمة قضايا جنائية وتهم تتعلق بتولى قيادة جماعة إرهابية وارتكاب جريمة من جرائم تمويل الإرهاب.

وبحسب تقرير لقناة ‘روسيا اليوم’، أحالت نيابة أمن الدولة العليا معتز مطر وعبدالله الشريف ومحمد ناصر وحمزة زوبع و14 آخرين، إلى محكمة جنايات أمن الدولة العليا في قضية جديدة، لاتهامهم بارتكاب جريمة من جرائم تمويل الإرهاب.

ووجهت للمتهمين المقيمين في تركيا منذ عزل الجيش المصري للرئيس الاخواني محمد مرسي، اتهامات بالانضمام وتولى قيادة جماعة إرهابية أسست على خلاف أحكام القانون والدستور وحيازة طائرة للتصوير وأجهزة أخرى وارتكاب جريمة من جرائم تمويل الإرهاب.

وكانت تركيا في العام الماضي قد أمرت هؤلاء وكل المنصات الإعلامية التي تأسست في اسطنبول بصفة خاصة وتفرغت لمهاجمة النظام المصري والتحريض على الفوضى والعنف وقلب نظام الحكم، بالتوقف عن بث كل ما من شأنه أن يمس بالنظام المصري وذلك في خضم خطة أطلقها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لتصحيح مسار العلاقات الخارجية مع دول كان يناصبها العداء ومنها مصر.

وتستضيف اسطنبول منذ ما عرف بالربيع العربي، العديد من المؤسسات الإعلامية العربية المناهضة لحكوماتها وخصوصا تلك المصرية المرتبطة بالإخوان المسلمين.

ومنذ قررت تركيا تدشين مرحلة جديدة في العلاقات مع منافسين إقليميين بينهم مصر والإمارات والسعودية بعد سنوات من العداء والقطيعة، انكفأت المنصات التي لها علاقة بجماعة الإخوان المسلمين بطلب من السلطات التركية.

وفي العام الماضي أعلن مقدم البرامج المصري معتز مطر المعروف بانتقاده الحاد للنظام المصري والذي يتخذ من اسطنبول مقرا أنه “في إجازة مفتوحة”.

وقال مطر إنه “في إجازة مفتوحة. لم يجبرنا عليها كائن من كان، لا تركيا ولا قناة الشرق بطبيعة الحال، لكننا نرفع الحرج عن الجميع”، مضيفا “سأعود إلى قناة الشرق عندما أكون قادرا على أن أصدح بالحق كما أفعل دائما”.

وأكد مطر الذي أدين في مصر غيابيا عام 2018 بالسجن لعشرة أعوام بتهمتي “قلب نظام الحكم” و”نشر أخبار كاذبة”، أنه سيواصل تقديم برنامجه على شبكات التواصل الاجتماعي وحساباته في المنصات الإلكترونية الرئيسية التي يتابعها نحو 15 مليون شخص.

وأعلن في برنامجه “مع معتز” أن “تركيا تحملت ما لا تحمله الجبال طيلة 7 أعوام منذ استضافتنا”، مضيفا أنه “سيكون في إجازة لم يجبرنا عليها أبدا، لا تركيا، ولا قناة الشرق، ولكنه قرار لرفع الحرج عن الجميع، حتى لا نكون سببا في أي مشاكل من أي نوع لا لتركيا ولا للقناة، وسأعود إليها عندما أكون قادرا على الصدح بالحق، حينما لا أكون عبئا على أحد”.

وكان يشير بذلك إلى أنه لم يعد مسموحا له ببث برنامجه وبتوجيه أي انتقادات إلى مصر كما كان في السابق.

من جهته أكد صاحب تلفزيون ‘الشرق’ المعارض أيمن نور أنه “قبل طلب معتز بالدخول في إجازة مفتوحة”، مضيفا أن الأمر “إجازة حقا، فهو لم يستقل ولم يُقل”، معربا عن أمله في أن يستأنف المذيع برنامجه “في المستقبل القريب”.

وأكد نور أن القرار مرتبط بإذابة الجليد في مسار العلاقات بين مصر وتركيا، موضحا أن “بعض القواعد تغيّرت بسبب التطورات السياسية الأخيرة وفضّل في هذا السياق الانسحاب”، مشيرا إلى رغبة مطر في “تخفيف الضغط الذي تتعرض له القناة”.

وكان أيمن نور أفاد منتصف مارس من العام الماضي بأنه أجرى لقاء مع ممثلين للسلطات التركية أعلموه خلاله “رغبة تركيا في تخفيف حدة نبرة وسائل الإعلام هذه” حيال الرئيس المصري ونظامه.

وأفادت حينها مصادر من المعارضة المصرية في اسطنبول بأن السلطات التركية طلبت من بعض وسائل الإعلام “إلغاء بعض البرامج والتخلي عن بعض المقدّمين”.

وفي تدوينة له على صفحته الرسمية بفيسبوك كتب محمد ناصر مذيع قناة ‘مكملين’ (الذراع الإعلامية للإخوان) “جمهوري العزيز.. تعودنا على الشفافية معكم ومشاركتكم معنا في كل كبيرة وصغيرة، واستمرارا لهذا المبدأ أود أن أعلمكم بأني في إجازة خلال شهر رمضان آملا في العودة إليكم كما كنت دائما”.

وفي يناير/كانون الثاني من العام الماضي، ذكرت صحيفة ‘اليوم السابع’ المصرية (خاصة) أن عدد المدرجين على “قوائم الإرهاب” في مصر بلغ 6 آلاف و602 شخصا و8 جماعات، بينهم قيادات في المعارضة وجماعة الإخوان.

ويضع قانون الإدراج على قوائم الإرهاب مدة زمنية لتوصيف الشخص إرهابيا أو الجماعة إرهابية، مع إمكانية تكرارها ويترتب عليه إجراءات، بينها المنع من السفر ومصادرة الأموال.

وتأتي التطورات الأخيرة بحق تنظيم الإخوان في ظل جهود تركية حثيثة للتقارب مع مصر لكن القاهرة تطالب السلطات التركية بضرورة تسليم معارضين وإنهاء تواجد قيادات اخوانية على أراضيها.

وفعلا قامت تركيا كخطوة أولى بدعوة بعض القنوات الاخوانية إلى الكف عن التهجم على القيادة المصرية ولم يعد إعلاميون معروفون مثل معتز مطر يظهرون على وسائل إعلام عرفت بانتقادها للوضع في مصر.

 

 

ميدل إيست أون لاين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى