معرض واحد عمل واحد …إبداع واحد
خاص بوابة الشرق الأوسط الجديدة
في سعي من المركز الوطني للفنون البصرية في دمشق لتبني تجارب فنية شبابية مجتهدة ودعمها أقيم معرض في المركز تحت عنوان “معرض واحد عمل واحد” ضم ثلاثة فنانين موهوبين ترجموا أعمالهم بفن تشكيلي مختلف وخارج عن المألوف يحاكي الواقع المعاش يستطيع لمس روح من يراه وذلك بطريقة لم يعتد المشاهدون عليها، من خلال ثلاثة أعمال كبيرة بالحجم عميقة بالمضمون. قدم كل واحد منهم عمله بطريقة فنية جديدة بعيداً عن النمطية المعهودة إلا أنها و بطريقة ما مترابطة مع بعضها البعض بأعمال مشبعة بالإبداع و التفرد ، في تجربة جديدة من حيث العرض وطرح الفكرة التشكيلية قلما نجدها في المعارض التشكيلية العادية.
وعن المعرض صرح الدكتور “غياث الاخرس” رئيس مجلس إدارة المركز أن الفن قد تطور كثيراً في عصرنا وأصبحت هناك فنون جديدة مبتكرة، والفكرة التي طرحها الشباب موجهة للناس للإطلاع على فن جديد مميز متصل مع العصر ومع العالم والأحداث الحاصلة به، و كل فنان منهم عبر كما يريد وصّب كل ما في قلبه ووعيه و رؤيته في العمل الذي قام به بكامل حريته دون تقييد أو توجيه ، وكانت الأعمال قد أخذت من الشباب مدة أربع لخمسة أشهر للقيام بها .
وقدم الفنان “يعرب طلاع ” تكنيكاً جديداً عبر تقديمه فناً بصرياً سينمائياً ( فيديو آرت ) مدته تسع دقائق، وهو عبارة عن لوحات منفصلة متناغمة مع بعضها البعض رسمت بالأبيض و الأسود، داخلها أكثر من مشهد بعمل واحد، تروي سيناريو معين تترافق معها الموسيقا و مؤثرات صوتية لما لها، كما صرح، من أثر مهم بطرح مختلف وجديد للمتلقي الذي إعتاد على رؤية لوحات ثابتة، لتعطي إضافة مهمة للعمل. والفيديو بحد ذاته قائم على التكرار في لوحات غرافيكية بعمل مفاهيمي عن الأشياء التي لا تنتهي والحالة المعاشة والحرب التي مازالت آثارها تعيش داخلنا وكأننا في دوامة لا نهاية لها ، وأكد على أن الفن هو أداة لتفريغ الطاقة الكامنة داخل كل فنان بغض النظر عن التكنيك الذي يعتمده فهي تعتبر المساحة الواسعة للتعبير عنهم .
أما الفنان “صالح حريب” فقد قدم لوحة ضخمة، وهي عبارة عن عملين أحدهما جدارية والأخرى أرضية تشكل ظلاً للأولى ، وفيها تصوير لحالة الخراب التي مرت بها البلاد ، وحاول بتجربته التجريدية تقديم عمل له علاقة بالواقع الحقيقي بأسلوب تعبيري بطريقة بسيطة تجعل المتلقي يتفاعل معها، و حجم الصالة الكبير وطريقة العرض ساعداه على تقديم مثل هذا العمل الضخم ، وأكد بأنه يحاول دائما بأعماله الخروج عن المألوف وصنع شيئا مختلف بعيدا عن التقليد .
أما الفنان “خزيمة العايد” فقد قدم بدوره مجسماً تركيبياً ضخماً في دلالة على كونه ثقباً أسود و هو عبارة عن كرة حمراء التصقت بها أشياء كثيرة بمعنى أنها تبتلع كل ما يقترب منها .
يُعتبر المركز الدولي للفنون البصرية في دمشق، أكبر وأحدث مركز تخصصي في الشرق الأوسط يضم صالة عرض بمساحة 1300 م 2، وقاعة ورشات عمل بمساحة 1300 م 2 في الطابق السفلي من الصالة يقام فيها مختلف أنواع الورشات الفنية من نحت، وحفر، وتصوير زيتي، وفوتوغرافي، وفن البصريات، كما المسرح و تقوم على البحث عن المواهب بين الفنانين الشباب والعمل على تبنيهم ودعم ملكاتهم الفنية وتطويرها، وذلك بإلحاقهم بورشات العمل التابعة لنشاطات المركز ، ومعرض واحد عمل واحد يعد خير دليلٍ على ذلك .
بوابة الشرق الأوسط الجديدة