معركة السوريين مع طابور البنزين !

 

خاص بوابة الشرق الأوسط الجديدة

ليست هذه الطوابير التي تمتد طويلاً أمام محطات الوقود جديدة في حياة السوريين ، فقد عاشوها كثيراً خلال الحرب التي بدأت عام 2011، ولم تنته حتى الآن . كان هناك طوابير مماثلة  كثيرة مختلفة الأنواع، وأغرب تلك الطوابير كانت طوابير الحصول على الماء والمازوت وجوازات سفر، فالحرب أرغمت مئات الألوف على التفكير في الهجرة، وإن كانت الهجرة الآن باتجاه العودة بدأت تزداد !

وصل طابور البنزين إلى مسافة كبيرة يحتاج تحريك آخر سيارة من الطابور لتصل إلى محطة الوقود خمس ماسيناله السائق من حصة، وخاصة الطوابير التي كانت تتجه صعودا ، ومع ذلك رتب أصحاب السيارات الدور بطريقة غريبة، فالطابور يلف كالأفعى في الشوارع والحارات وأحيانا لايمكن معرفة نهايته ..

ومع ذلك تمر الأمور ، بحكم الضرورة، ثم تتحول إلى عادة، فالجميع يعتقدون أن الحل بالطابور والنظام ، ولم تكن تحصل أي مشكلة أمام المحطات إلا عندما تجري محاولات بعض الفوضويين بالحصول على البنزين دون دور !

في الفترة الأخيرة ، برزت طرائف كثيرة في ظروف انتظار الوصول إلى المحطة، فأنت أمام أكثر من احتمال :

أولا : يمكنك أن تحصل على دور قريب إذا كانت لديك القدرة على النوم في الطابور الليلي الذي ينتظر افتتاح المحطة الساعة السابعة صباحا .

ثانيا : يمكنك الشروع بأحاديث جانبية مع الآخرين تتعلق بالحرب والسلم وظروف الحياة فيها، وخاصة عندما يكون الطابور على خطين . ومن السهل في هذه الحالة حصول التعارف  بين الناس.

ثالثا : يمكنك إذا كنت مثقفا قراءة رواية من الحجم المتوسط ريثما تصل إلى النهاية، ويمكنك تسجيل ملاحظات على الهامش .

رابعا : ينبغي أن تأتي بتموين من الفواكه وأحيانا من السندويش كزوادة تحتاج إليها في ساعات الانتظار .

خامسا : يمكنك اصطحاب أسرتك للتسلية أفضل من البقاء في البيت والكهرباء مقطوعة .

سادسا : اشترى بعض المواطنين أدوارا قريبة بخمسة آلاف ليرة .

سابعا :   هناك من أتى بأركيلته وكرسيه ليجلس بجوار الدور .

ثامنا : هناك من ابتكر وسيلة للرزق ببيع الشاي أو النسكافيه للمنتظرين بكاسات من الكرتون .

وعلى مدار الأيام الأخيرة عرضت قنوات التلفزيون السوري لقطات طريفة من أجواء الانتظار، لكن النقطة الأبرز التي جرى الشغل عليه هي تحميل الرئيس الأمريكي ترامب مسؤولية معاناة السوريين ، ورغم الشعبية الكبيرة التي تتمتع بها زوجته وابنته لجمالهما في العالم العربي، فإن شعبية ترامب تنخفض يوما بعد يوم ، والسوريون يعتبرونه عدوا وإن كانوا لايغضون الطرف عن الصور التي تعرض لأسرته !

وهذه نقطة على غاية الأهمية، ففي بعض الطوابير كان ترامب موجوداً ، مما فتح المجال لحوارات سياسية تتعلق بالوضع في العالم واحتمالات المرحلة القادمة، وهناك من يقول : إن كل هذه التفاصيل خففت الضغط على الحكومة السورية التي بدت خلال هذه الأزمة الخانقة الحالية للبنزين، وكأنها تأكل السفرجل، والسوريون يعرفون ماذا يعني أن تأكل سفرجلا لأن هناك مثلا يقول : شو بدي أتذكر منك ياسفرجل كل عضة بغصة !

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى