تحليلات سياسية

مفاوضات فيينا و أمن المنطقة : ماذا عن إسرائيل ؟؟!

 

إيران تقول أنه تم الإتفاق في فيينا على رفع ( أغلب ) العقوبات المفروضة على الكيانات و الأشخاص . بينما تنفي إدارة بايدن  التوصل لمثل هذا الإتفاق . و إسرائيل تهدد بأن أي إتفاق سيئ مع إيران ، سيدفع المنطقة إلى الحرب . و هكذا، بينما يسعى العالم ، عبر مباحثات فيينا للوصول إلى إتفاق نووي مع إيران، تهدد إسرائيل بالحرب، إن لم ينفذ العالم أجندتها بحرمان إيران من تطوير إمكاناتها النووية و الصاروخية .

إن كان ما قاله عباس عرقجي، نائب وزير الخارجية الإيراني  ورئيس الوفد المفاوض في فيينا، حول توصل الفرقاء إلى إتفاق على رفع  أغلب العقوبات الأميركية عن أشخاص و كيانات، إن كان هذا صحيحاً، فهذا يعني أن طهران أستطاعت فرض أغلب شروطها على الغرب وعلى أميركا للعودة إلى إتفاق  حول خطة العمل الشاملة المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني . أما إن كان نفي جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي الأميركي، لمثل هذا الإتفاق فإن هذا يعني  أن أميركا لا تريد التوصل إلى إتفاق . وإذا كان نفي سوليفان هدفه كسب الوقت وإتاحة الفرصة للدبلوماسية لإقناع حلفائها في المنطقة وخاصة الرافضين لأي إتفاق مع إيران يمنحها فرصة الحصول على الأموال ويطبع علاقاتها مع العالم . و ضمن هذه الدول الرافضة طبعاً إسرائيل التي تهدد بالحرب إن لم يعجبها الإتفاق، وهي تلمح إلى أن أي إتفاق لن يعجبها، وكما قال نتياهو ، لا يساوي ( قشرة ثوم )..

و هكذا، فإن على أميركا والغرب، وعلى روسيا والصين أن يحرصوا على تضمين أي إتفاق في فيينا ضمانات كافية للجم الجموح الإسرائيلي نحو الحرب ضد إيران .خاصة و أن جميع هذه الدول المشاركة في مباحثات فيينا لديها علاقات جيدة مع إسرائيل، و تملك مونة عليها تستوجب منها ترجمة هذه العلاقات والمونة بإجراءات مع إسرائيل تضمن عدم شنها أي حرب ضد إيران . وهذا صعب جداً نظراً لطبيعة الإيديولوجية الصهيونية اليمينية التي لا تأمن على نفسها  إلا بتدمير الآخرين إن بدت عليهم أي علائم للقوة أو الفعالية .

على مباحثات فيينا أن تفكر بحماية أي إتفاق تصل إليه من عدوانية  إسرائيل وخبثها في جر الأطراف إلى الحرب . . المطلوب أن يكون عنوان مباحثات فيينا ( إتفاق يحفظ أمن وسلام المنطقة وشعوبها ) . وإلا فإن ما يجري في فيينا لن يكون نهائياً .. . من هنا الخطورة المهددة للجميع ..

بوابة الشرق الأوسط الجديدة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى