رواية العراقي د.جمال حسين علي تلخص أوضاعا نعيشها وتفضح كيف تجري فيها الأمور في مجتمع سائر نحو الاضمحلال والتفكك والشلل والانهيار.
تلخص رواية “مقاصب الحياة.. رحلة الأوباسوت الأخيرة” للروائي العراقي د.جمال حسين علي، الأوضاع التي نعيشها وتفضح الكيفية التي تجري فيها الأمور في المجتمع السائر نحو الاضمحلال والتفكك والشلل والانهيار. فمن خلال قصة جلال الحميد نكتشف نهاية كبار السن كما في وديان الموت “الأوباسوت” الموجودة في اليابان القديمة، حيث يترك الأبناء آباءهم يموتون وحيدين في الجبال والوديان البعيدة عن القرى والبلدات. فالأوامر العليا تقضي بضرورة عدم إطعام الأفواه الزائدة، فيقضي كبار السن بعض الوقت في “محميّة الموت” معزولين، فيما تحوم العقبان والغربان حولهم بانتظار نفوقهم.. وهو ما يشبه “دور العجزة” في عالمنا المعاصر.
تدور أحداث الرواية حول جلال الحميد.. أو كما يعتقد هذا اسمه. متعهد وحيد، رجل بماض عريق وحافل بالعطاء والإنجازات لم يسبقه إليه إلا أشخاص يُعَدّون على أصابع اليد الواحدة، يعيش الآن بمفرده وسط مقبرة مع عشرات الجثث البشرية الحّية في مكان يطلقون عليه “دار العَجزة”، إنه ينسى اسمه أحياناً، ثم يعود فيتذكره ويسجله مراراً وفي أماكن مختلفة كي لا يضيع أثره.. يكتب رسائل لنفسه باسم أولاده حتى يبقى يعيش بينهم وربما كي لا ينساهم ويقنع نفسه بأنهم لا يزالون حوله.
هذا الشخص المسن يعرف القليل عن ماضيه، وعلى وجه الخصوص تلازمه صورة امرأة عجوز هي على الأرجح أمه. التي تأخذه صورتها إلى طفولته وشبابه، لكن لم يبق في رأسه سوى شظايا غير متماسكة من الوعي، وهو ما يلاحظه يومياً في دفتر ملاحظاته.
يذكر أن جمال حسين روائي وكاتب صحفي عراقي، ولد في العراق – مدينة البصرة. حصل على دكتوراه في الفيزياء والرياضيات من جامعة موسكو (1993). له أربع روايات منشورة أحدثها أموات بغداد، كما أصدر ثلاث مجموعات قصصية وكتباً مؤلفة ومترجمة في الأدب والريبورتاج الصحفي والسياسة. عمل في العديد من الصحف العالمية والعربية. حصل على جوائز في القصة والمسرح والصحافة.
صدرت روايته الأولى “صيف في الجنوب” عام 1983، وأتبعها – في فترة الثمانينات- بنشر روايتين هما “الفنارات” و “التوأم”، وفي عام 2018 تم إعادة نشر الرويات الثلاث عن دار السلاسل في الكويت تحت عنوان الذاكرة العراقية (ثلاثية روائية). وله أيضا ثلاث مجموعات للقصص القصيرة هي: “ظل متبخر” و”الضريح الحي” و”التويجات”. كما أن له مقالات وبحوث متعددة تعنى بالشؤون السياسية العراقية والروسية والإيرانية، وأخرى في السينما والأدب والعلوم والتكنولوجيا، فعلى سبيل المثال نشر في عام 2011 سلسلة مقالات بحثية تناول فيها الثقافة بعد انهيار الأنظمة الشمولية في رومانيا وبولندا والتشيك وروسيا.
ميدل إيست أونلاين