
أنقرة – لم يكن الفشل يوما نهاية العالم، فلكل حصان كبوة، لكن الإرادة والتحدي هما مفتاح النجاح، ففي رحلة الحياة تمر على الإنسان أيام سعيدة هنيئة تسكن الذاكرة وأخرى ذات غيوم سوداء مظلمة تعيسة لا تطاق يغلفها الحزن يصرخ فيها الوجع كأنين القصب تحت هجمات ريح صرصر في الليالي الحالكة تكاد اقتلاعها من جذورها لكنها تقاوم بإرادة وإصرار بانتظار نور الشمس وخيوطها الذهبية التي تلون ثمارها
إن الفشل هو السبب الرئيس للانكسار لكن الشمس لا تغيب إلا لتشرق من جديد تحمل معها شرارة النهوض فيترسخ التحدي متمردا على الفشل قاهرا للخوف بإرادة صلبة متسلحا بالإيمان والامل فيبني جسورا من العزيمة لعبور الصعاب والنهوض من جديد من اجل النجاح
يسبب الفشل حزنا إذا ما اشتد يتحول الى اكتئاب يرافقه الخوف يميل معه الإنسان الى دوامة الوحدة التي قد تقود للانتحار لكن التاريخ مليء بحالات النجاح بعد التعثر والفشل فالإرادة تحارب اليأس وتنتصر عليه فتكون فرصة جديدة للانطلاق مشحونة بالتحدي الذي هو ضرورة وليس رفاهية انه طاقة كامنة تدفع الإنسان لتحقيق ما يبدو مستحيلا يصبح الفشل على أثرها درسا اجتمعت فيه الأخطاء فيتعلم منها ويتحاشاها في المرات القادمة فليس هناك نجاح دون ثقة وإقدام
اشتهر خط ماجنو الذي حصنته فرنسا بمتانته ومناعته لصد أي هجوم ألماني محتمل لكن الذكاء العسكري الألماني قرر تحديه في الحرب العالمية الثانية فتعلم مما تفعله المياه في الأنهار حين يصادفها مرتفع فتلتف حوله وتشكل مجراها وهكذا التف الجنود الألمان حول الخط عبر بلجيكا واحتلوا العاصمة الفرنسية بإرادة قوية
الفشل خصم والخلاص منه يتطلب شجاعة وتحدي ببناء الذات والتحلي بالعزيمة والإصرار أما كيف نزرع روح التحدي في النفوس هنا يأتي دور المؤسسات التعليمية والإعلامية والثقافية بغرس القيم لإلهام الأجيال الجديدة.
بوابة الشرق الأوسط الجديدة