ملاحظات تتعلق بجائزة توتول للرواية !
خاص:
على مدار ثلاث سنوات شاركتُ في احتفالية توزيع جائزة توتول للرواية في سورية، وذلك لأنها باعتقادي خطوة نادرة في لغة دور النشر الخاصة، فكما نعرف هناك جوائز لوزارة الثقافة واتحاد الكتاب العرب، وهناك جوائز خاصة بأسماء كجائزة نبيل طعمة وغيرها.
في الدورة الأولى والثانية لجائزة توتول تم اعتماد مبدأ أن الدار معنية بنشر الروايات الفائزة مجانا، مع شهادات بالدرجة التي فاز بها الكاتب، لكن الدورة الثالثة تميزت بمسألتين هامتين هما فتح باب المشاركة للكتاب العرب، وكما فهمت وردت مشاركات من مصر وتونس والجزائر، وفازت الكاتبة الجزائرية بن منصور إلهام بالجائزة الثالثة مناصفة عن روايتها إجهاض القلوب، وكان يمكن لكاتب عربي آخر أن ينال جائزة لولا الموانع الأخلاقية التي اتسمت بها موضوعات روايته، وهذا يعني أن اهتماماً عربيا ملحوظا حازت عليه الجائزة السورية.
والمسألة الثانية هي إضافة جوائز مالية إضافة إلى نشر الرواية للفائزين، ورغم أن القيمة المالية متواضعة في العرف العربي ، لكنها المشاركين احترموا الحالة السورية على أرضية هوية الجائزة السورية لا قيمتها بالمقارنة مع جوائز عشرات الأوف من الدولارات ..
هذا يعني أن جائزة توتول التي يرعاها الروائي السوري المغترب مقبل الميلع تتطور بين سنة وأخرى، وحماسته لإظهار وتبني التجربة السورية الروائية واضحة في أكثر من تصريح له ، إلى الدرجة التي يسافر من غربته إلى سورية متحملا أعباء السفر من أجل الجائزة .
وأعتقد أن أهم خطوة كان ينبغي أن تخطوها إدارة الجائزة هي استضافة الكاتبة الجزائرية في دمشق، وفي ذلك خطوة هامة ينبغي الاتجاه نحوها في هذه الظروف التي تحيط ببلادنا، حتى ولو تبنت الجهات المختصة تكاليفها.
وهنا تبرز الأهمية الخاصة للتعاون مع اتحاد الكتاب العرب، حيث شجع الاتحاد الجائزة عبر كل المراحل وكان اهتمام رئيس الاتحاد واضحاً ومبدئياً وشارك في احتفاليتها عبر عضو المكتب التنفيذي السيد الأرقم الزعبي الذي ألقى كلمة حملت مضامين تتعلق بتشجيع الثقافة السورية والعربية وخاصة الكتاب الشباب.
الملاحظ هنا هو غياب وزارة الثقافة السورية ، فحضورها يعني اكتمال الخطوة ، واحتضانها باعتبار أن الوزارة هي الحاضنة الأم للثقافة السورية .
وهنا لابد من التنويه إلى أنه وفي أغلب الأنشطة التي أطلقتها دار توتول كان الجمهور واسعاً، إلى الدرجة أن رواية (القطار الأزرق) التي صدرت عنها وكانت أول رواية تشاركية عربية يكتبها سبعة كتاب بأسلوب واحد تمكنت من ملء قاعة المحاضرات الكبرى في مكتبة الأسد في العام الماضي، وهذا لم يحصل حتى في احتفالية جائزة حنا مينة .
بقيت الحاجة الماسة لميثاق خاص بجائزة توتول يحدد هويتها والمعايير المطلوبة في أدوات المشاركة بها ، وهي معايير لابد وأن تتفق مع معايير النشر في سورية المتعلقة بالأدب السوري ودوره ورسالته .