كتب

‘ملاحظات حول المقاومة’ يخطها تشومسكي

بين شرعية وجود مقاومة للشعوب، أياً كان موطنها، وبين عدم شرعيتها ورفضها، يقدم كتاب “ملاحظات حول المقاومة” “NOTES ON RESISTANCE”، (الدار العربية للعلوم ناشرون، 2022)، تشخيصاً مختلفاً، يعيد من خلاله – المفكر اليساري والناشط السياسي المعروف نُعوم تشومسكي ومحاوره الصحافي دَيڤد بارسّميان – المفهوم إلى نصابه العلمي الصحيح، ويكشف عما ينطوي عليه من إشكاليات عبر تسعة حوارات شيقة وغنية يطرح المحاور فيها الأسئلة التي ينبغي أن تُطرح، ويتولى المجيب الإجابة بعد أن يعيد تركيب المشهد العالمي خلال العقدين الأخيرين وعلى أكثر من صعيد.

في مسألة الميليشيا وحمل السلاح يرى تشومسكي أن المشكلة في أميركا هي في تفسير القوانين “لقد أصبح العنف ثقافة اجتماعية يحميها الدستور”، ويزوّد القارئ بمعلومات تقول “أن العبودية نمت بعد قيام الثورة الأميركية، وفي وقت الثورة كان هناك مئات الآلاف من العبيد”.

وأما عن المرحلة التي نعيشها فيسلّط المؤلف الضوء على المنافع التي تجنيها شركات التصنيع العسكري من خلال استمرار التوترات والتهديدات والحروب حول العالم. وفيما يخص الشأن الفلسطيني يتطرق الحوار إلى مسألة “تقدّميون باستثناء فلسطين PEP”، وينتقد كلّ الذين يدافعون عن سيادة القانون ويُعزّزون حقوق الإنسان ويُمجّدون مبدأ تقرير المصير ويدعون إلى الحريّة والعدالة في كلّ مكان، ما عدا فلسطين. وفي الشأن السوري يبرر المؤلف وجود القوات الأميركية الخاصة على الشريط الحدودي بين تركيا وسورية، بهدف حماية السوريين الأكراد من غزو الجيش التركي.

وفي الشأن الإيراني اعتبر أن اغتيال الجنرال قاسم سليماني، والعالِم محسن فخري زادة، يهدّد بشلّ جهود الرئيس جوزف بايدن لإحياء الاتفاق النووي الإيراني، ويكشف بالحوار ما تعمل الولايات المتحدة الآن على تعزيزه وهو ما يُسمّى التحالف الأمني الرباعي QUAD، وهو تحالف مناهض للصين يضمّ الهند وأستراليا واليابان والولايات المتحدة. وعندما سُأل عن احتمال حدوث مواجهة بين اسرائيل وإيران قال: “أن الخطوة الأولى قبل الصراع المباشر مع إيران ستكون جوهرها محو لبنان، أو أيّ شيء من هذا القبيل”.

وفي السياق انتقد المؤلف معاملة الصين للأقليات، ومثلهم الأقليات في الهند وما جرى في كشمير مؤخراً، “أصبحت كشمير واحدة من أكثر المناطق عسكرة في العالم” وكيف تواصل إدارة بايدن غضّ الطرف عن التفكك في الديمقراطية في الهند، كما ناقش المؤلف مع محاوره أحداث 6 كانون الثاني/يناير من عام 2021 وإمكانية انتشار الاضطرابات في الولايات المتحدة بسبب وجود الميليشيات المسلحة، إذ يسود قلق في هذه البلاد إزاء الاستقطاب الحادّ بين اليمين المحافظ واليسار الليبرالي. ولهذا أكد المؤلف على دور وسائل الإعلام المستقل والحركة العمالية، ودور التثقيف والتنظيم داخل المنظمات. وأخيراً عندما سُأل: ما الذي يمنح الأمل؟ أجاب بأنه يجب على الشعوب ألا تفقد الأمل وألا تستسلم، حتى لا يساعدوا في حدوث الأسوأ.

 

ميدل إيست أونلاين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى