‘مملكة الزيتون والرماد’ ينتزع حجرا من بنيان الاحتلال
أطلقت مجموعة من الروائيين المعروفين الاحد كتابا يسلط الضوء على خمسين عاما من الاحتلال الاسرائيلي للاراضي الفلسطينية، بهدف جمع تبرعات لمنظمة غير حكومية تواجه حملة شرسة من الحكومة الاسرائيلية. وساهم اكثر من عشرين كاتبا في الكتاب الذي اطلق عليه اسم “مملكة الزيتون والرماد”، وبينهم دايف ايغرز وكولم تويبين وجيرالدين بروكس، بينما قام الروائي الاميركي اليهودي الشهير مايكل شابون وزوجته الكاتبة الاسرائيلية ايليت والدمان بتحريره.
ولطالما ركز شابون على هويته اليهودية في أعماله الروائية، خصوصا مع روايته الحائزة في 2001 جائزة بوليتزر “مغامرات كافالير وكلاي العجيبة” التي تتحدث عن ابني عم يهوديين قبل وخلال وبعد الحرب العالمية الثانية، بالاضافة الى رواية “اتحاد الشرطة اليديشية” الصادرة في عام 2007.
واكد شابون ان الهدف من الكتاب هو بدء حوار حول الاحتلال لدى الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني.
وتحتل اسرائيل الاراضي الفلسطينية منذ يونيو/حزيران عام 1967.
وقال شابون الاحد قبل اطلاق الكتاب “شعرنا بأن علينا العثور على طريقة للفت انتباه الناس، او لفت انتباه مجموعة منهم”.
وعبر استخدام مؤلفين مشهورين، بينهم ثلاثة حازوا جائزة بوليتزر الادبية العريقة وكاتب حائز جائزة نوبل للآداب، سعى الزوجان شابون الى التأثير على الناس للفت انتباههم الى الاحتلال عبر “إنتاج كتاب رائع للغاية”.
وسيعود ريع الكتاب لصالح منظمة “كسر الصمت” الاسرائيلية غير الحكومية التي تعمل على كشف انتهاكات الجيش الاسرائيلي من خلال جمع شهادات لجنود اسرائيليين حول التجاوزات التي يرتكبونها خلال عملهم في الاراضي الفلسطينية المحتلة والتي تثير غضب المسؤولين الاسرائيليين.
وكان وزير الدفاع الاسرائيلي السابق موشيه يعالون اتهم في عام 2016 “كسر الصمت” بـ”الخيانة”. وأقرّت حكومة بنيامين نتانياهو الأكثر يمينية في تاريخ الدولة العبرية، عددا من القوانين التي تستهدف المنظمات التي تتهمها بمحاولة نزع الشرعية عن اسرائيل.
ونشر الكتاب باللغات الانكليزية والعربية والفرنسية والعبرية والاسبانية والايطالية، ووردت فيه فصول من كل كاتب حول زيارته الى اسرائيل والاراضي الفلسطينية المحتلة في العامين الاخيرين.
الاحتلال والحصار
وفي الفصل الذي كتبه شابون، تطرق الكاتب الشهير الى الطبيعة “التعسفية” للاحتلال في الضفة الغربية المحتلة، حيث يعلق الفلسطينيون بين البيروقراطية ومزاج الجنود الاسرائيليين وقادتهم. وبحسب شابون، فإن الهدف من ذلك هو “الاثبات للشعب الذي تحتله ان ليس لديه اي سيطرة ابدا على مصيره”.
وزار الروائي دايف ايغرز قطاع غزة وقام في الفصل الخاص به بالتحدث عن تفاصيل الحياة في الشريط الساحلي الضيق وكيف يحاول السكان العيش في أكبر سجن في العالم.
ويعيش مليونا فلسطيني في قطاع غزة الذي تحاصره اسرائيل جوا وبرا وبحرا منذ عشر سنوات، وتقوم مصر ايضا باغلاق معبر رفح، المنفذ للوحيد لقطاع غزة الى العالم الخارجي.
ويتحدث إيغرز عن حالة الاحباط السائدة في القطاع خصوصا مع سيطرة حركة حماس الاسلامية عليه والتي تمنع الحريات الثقافية.
وبالنسبة الى ايليت والدمان التي ولدت في القدس وتحمل الجنسية الاسرائيلية، فتقول انها شعرت بان عليها الحديث عن الاحتلال لانه يأتي بأسمها كيهودية. وتقول والدمان “الاحتلال بنيان وعلى المهتمين بالقضية العمل على تفتيته. هذا الكتاب هو بمثابة حجر ننتزعه من بنيان الاحتلال”. وتابعت “في نهاية المطاف، حجارة كافية من الصرح (الاحتلال) ستزول وسوف يسقط”.
ويقول شابون ووالدمان ان هناك هوة تتسع مؤخرا بين الاميركيين اليهود التقدميين وبين اسرائيل.
وتحرص اسرائيل على علاقاتها مع اليهود في الخارج كثيرا، وتطرح نفسها “كموطن لجميع اليهود” من كل انحاء العالم.
وقام 71% من اليهود الاميركيين بالتصويت لصالح هيلاري كلينتون في الانتخابات الرئاسية عام 2016 مقارنة بـ24% صوتوا لدونالد ترامب، على الرغم من تعهدات هذا الاخير بأنه سيكون اكثر الرؤساء الاميركيين تأييدا لاسرائيل.
وبحسب والدمان، “كان من الاسهل لليهود من جيل والدي وحتى من جيلي ان يكونوا اكثر تقدمية في جميع القضايا ما عدا اسرائيل”، مشيرة ان “اليهودي من جيل اطفالي، واليهود في الاربعينات والثلاثينات والعشرينات، لم يعودوا مستعدين لتقديم استثناءات لاسرائيل في نظرتهم الى العالم”. وتضيف “ليسوا مستعدين للانخراط في النفاق نفسه الذي قام به جيلي والاجيال التي سبقته”.
ميدل ايست أونلاين