مملكة النفط “تتضرع” للشمس
وفرة أشعة الشمس وكثرة الأراضي المتاحة والرمال عوامل مشجعة لمملكة النفط، العربية السعودية للتفكير في البديل مستقبلاً في إطار التحضير للاقتصاد العالمي في مرحلة ما بعد النفط.
فرغم أن السعودية تضخ كميات شبه قياسية من النفط غير أن تعزيز القيمة الخاصة بالطاقة المتجددة بات مطروحاً بشدة خاصة بعد تصريحات وزير البترول والثروة المعدنية السعودي علي النعيمي في مؤتمر برلين، 17 مارس/آذار، بأن أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم تسعى لرسم مستقبل اقتصاد يرتكز بالأساس على مصادر الطاقة الشمسية.
في غضون ذلك نشرت صحيفة “بلومبيرغ بيزنس” الأمريكية، تقريراً تناولت فيه خطة السعودية لمرحلة ما بعد النفط المتوقع أن تكون بعد أكثر من 50 عاما.وأشارت إلى وجود دراسات تجريها المملكة ودول أخرى بشأن الطاقة البديلة تنظر في سبل التحول من النفط والغاز إلى المصادر المتجددة للطاقة. وكان النعيمي قد أكد أنه من أشد المؤيدين للطاقة المتجددة وأكثرهم إيمانا بالدور الحيوي الذي تلعبه في المستقبل، باعتبارها أحد مكونات المزيج الكلي للطاقة، مسلطا الضوء على الدور الذي تضطلع به المملكة في مجال كفاءة استهلاك الطاقة والمصادر المتجددة.
ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي تتطرق فيها الدولة المسيطرة على منظمة الدول المصدرة للنفط “أوبك” إلى هذه المسألة حيث إنه بتعهد الحكومات الحد من ارتفاع درجات الحرارة عالميا، فإنها تتخذ خطوات للتحضير لعصر ما بعد النفط. وفي مؤتمر المناخ المنعقد في باريس في مايو/ أيار الماضي، قال النعيمي إن السعودية تعتزم “تصدير الطاقة الكهربائية” المولدة من الألواح الشمسية في العقود المقبلة. فالمملكة العربية السعودية تضطلع بدور بارز في تعزيز سلسلة القيمة الخاصة بالطاقة المتجددة، بما في ذلك البحوث والتطوير في الجامعات والمراكز والمدن العلمية. كما تخطو شركات القطاع الخاص السعودي، ومنها شركة “أكوا باور”، خطوات سريعة نحو الاضطلاع بدور بارز في أسواق الطاقة المتجددة على الصعيدين الإقليمي والعالمي .
إلى ذلك، زادت المقترحات بشأن بيع أسهم بعض أصول شركة النفط الحكومية السعودية “أرامكو”، والتي أعلنها ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في أوائل يناير/ كانون الثاني، التكهنات بشأن تراجع أسعار النفط الخام وتكثيف خطط السعودية لتنويع اقتصادها. وتسعى السعودية لإنتاج 54 جيجا وات من الطاقة النظيفة بحلول عام 2040، وحسب موقع “بلومبارغ”، فإن استهلاك الطاقة المتجددة يقدر حاليا بنحو 14% من الاستهلاك العالمي، وسوف يرتفع إلى 19% بحلول عام 2040، وفقا لوكالة الطاقة الدولية التي تتخذ من باريس مقرا لها.
لعل مثل هذا القرار المفاجئ لا تستطيع إلا دول قليلة جدا في العالم أن تتخذه والسعودية منهم.. إذ إن التحول من الاعتماد على الفحم إلى الطاقة الشمسية ومنها إلى الطاقة النووية بين عشية وضحاها أمر بالغ الأهمية والصعوبة في الآن ذاته.
صحيفة بلومبيرغ بيزنس الأمريكية