ظهور مناف طلاس يفتح باب التكهنات حول دور محتمل في سوريا

مناف طلاس نفى قيامه بأي اتصالات سرية مع النظام الجديد، مؤكدا أن كل تحركاته “وطنية وعلنية” وسيزور سوريا قريبا “من أجل العمل“.
أعلن العميد مناف طلاس المنشق عن نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد، إنه على تواصل مع 10 آلاف ضابط سابق لتشكيل “مجلس عسكري وطني” يهدف إلى توحيد كل القوى المسلحة في سوريا تحت قيادة وطنية واحدة.
ويُعد طلاس من أبرز الضباط الذين شغلوا مواقع حساسة في النظام السوري السابق، حيث قاد اللواء 105 في الحرس الجمهوري، وهو نجل مصطفى طلاس، الذي شغل منصب وزير الدفاع لأكثر من ثلاثة عقود، وكان أحد أقرب المقربين من الرئيس الراحل حافظ الأسد، كما يعتبر صديق الطفولة للرئيس السابق بشار الأسد قبل انشقاقه.
وفتح ظهور طلاس في مثل هذا التوقيت التكهنات حول دوره المستقبلي في السياسة السورية كجزء من الحكم أو المعارضة.
وقدم طلاس في لقاء نظمه معهد العلوم السياسية في باريس، قراءة معمّقة للتطورات التي شهدتها سوريا خلال السنوات الماضية، متناولاً أسباب ما وصفه بـ”فشل الثورة”، ونتائج استمرار الصراع، مع عرض رؤيته حول بناء مستقبل سياسي وعسكري جديد للبلاد.
وقال طلاس إن سقوط النظام، كان بفعل خلل في الاتفاقيات الدولية، وليس نتيجة انتصار داخلي، مشيرا إلى دور تركيا في تسريع الانهيار.
وأكد أن الثورة السورية لم تكن تهدف إلى تغيير شخص، بل إلى بناء دولة ومؤسسات حقيقية، ولم يكن هدفها الدخول إلى السلطة، قائلا “قدمت سوريا مليون شهيد للدخول في الدولة وبناء المؤسسات وليس لتغيير شخص، وكذلك لعدم العودة للمشهد القديم، والمطلوب من السلطة الحالية من الرئيس الشرع الدخول إلى الدولة وليس إلى السلطة السياسية.”
وانشق مناف عن النظام في عام 2012 بعد رفضه المشاركة في قمع الاحتجاجات الشعبية، وتشير بعض الروايات إلى أن قراره كان احتجاجًا على الحملة العسكرية التي استهدفت مسقط رأسه مدينة الرستن، بينما ترجّح روايات أخرى أن القطيعة الحقيقية بدأت مع هجوم النظام على حي بابا عمرو في حمص، عندما رفض طلاس قيادة العملية العسكرية هناك.
ودعا طلاس إلى تشكيل مجلس عسكري وطني يوحد كل القوى المسلحة، من قوات سوريا الديمقراطية إلى فصائل السويداء والساحل، تحت قيادة وطنية واحدة. وشدد على أن الجيش الجديد يجب أن يكون جيشا وطنيا وعلمانيا، وليس جيشا دينيا أو طائفيا، مشيرا إلى أن المهمة الأساسية للجيش هي حماية المرحلة الانتقالية وضمان الأمان والعدل.
وأضاف “أتمنى النجاح للرئيس الجديد أحمد الشرع”، لكنه حذر من أن “النجاح الحقيقي يكون ببناء الدولة وليس بالتفرد بالسلطة”.
ونفى طلاس قيامه بأي اتصالات سرية مع النظام الجديد، مؤكدا أن كل تحركاته “وطنية وعلنية”، فيما سيزور سوريا قريبا، وفق قوله، “من أجل العمل”.
وأجاب على سؤال “لماذا تعود الآن؟” بأنه لم يغب، ومنذ انشقاقه حاول الحفاظ على المؤسسة العسكرية، وأقام عامين في أنقرة وساهم بانشقاقات كبيرة في صفوف ضباط الأسد، بمن فيهم ضباط علويون.
وقال “مسؤوليتي كانت الحفاظ على الجيش السوري، ولكن لم أستطع بسبب التدخل الدولي في الملف السوري والتبعية وتدوير الزوايا بين مصالح الدول ومبعوثي الأمم المتحدة”.
وأضاف أنه لم يستطع التأثير على بشار الأسد وطلب منه القيام بالانقلاب من الداخل والأخذ بالتغيير السلمي، لكن بشار كان يخاف من ذلك.
وعن القراءة العسكرية لسقوط نظام بشار الأسد، قال طلاس، إن النظام كان متماسكا نتيجة اتفاقات دولية وسقط نتيجة خلل في هذه الاتفاقات.
وكشف طلاس أنه كان في تركيا لحظة سقوط بشار الأسد وأوضح أن الأتراك “هم من رعى هذا السقوط، وأن الدولة التركية كان لها دور في ذلك مع شعورهم بتنامي مشروع انفصال شمال شرق سوريا، فسرعوا بهذا الانقلاب، وبعدها أصبح هناك تبن دولي ومحاولة استيعاب هذا الانهيار”.
وأشار إلى أن الثورة فشلت منذ بدايتها بسبب التدخلات الخارجية وتدويل الأزمة، إضافة إلى التفاهمات الدولية التي جرت عام 2012، والتي سمحت للنظام بالصمود لفترة أطول.
وكانت تقارير إعلامية، بينها المرصد السوري لحقوق الإنسان، قد ذكرت أن باريس رفضت طلبًا من وزارة الخارجية السورية لمنع إقامة المحاضرة، التي رخصتها جمعية طلابية لبنانية غير سياسية، ما يؤكد أن تنظيمها لم يتم تحت إشراف حكومي فرنسي.
ميدل إيست أونلاين