منى واصف: نادين نجيم متواضعة وماجد المهندس «يذوّب قلبي» بصوته
ليس سهلاً وصف الفنانة منى واصف والكتابة عنها. هي «أم الدراما» كما يلقّبونها والتي جعلت من مسيرتها الفنية مدرسة يتعلّم منها كل وافد إلى عالم الدراما. لديها أكثر من 200 عمل فني ومازالت لغاية الآن تتلقّى أهم العروض الدرامية التي تعرض عليها رغم كثافة عدد الممثلين. منى واصف عنوان نجاح لأي عمل درامي تشارك فيه.
رغم شهرتها وخبرتها الدرامية، مازالت لغاية الآن تدرس دورها بشكل يومي وبمسؤولية عالية. لم تجر أي عملية تجميل حفاظاً منها على أدوارها. تعيش حياتها براحة، وعاشقة للسباحة والقراءة. دورها في مسلسل «الهيبة» جعلها تتربّع أكثر وأكثر على عرش الدراما العربية. اللقاء معها ينمّ عن ثقافة الفن وثقافة الحياة بمنطق واقعي. قالت لـ«سيدتي» التي زارتها في منزلها في دمشق ما لم تقله من قبل بكل صراحة والتزام واحترام للمهنة.
بعد هذه المسيرة الطويلة التي تنقّلت بها ما بين المسرح والسينما والإذاعة وكانت لك نجومية كبيرة في عالم الدراما، كيف استطعت الحفاظ على مسيرتك في هذا النجاح التصاعدي؟
هذا السؤال جميل ومهم جداً. عملي لفترة طويلة في المسرح وسّع دائرة ثقافتي وأعطاني ثقة في النفس، احترام العمل بالنسبة لي كان ومايزال فيه نوع من التصوّف. من بدايتي أخذت العمل الفني على محمل الجد. قبل جيلنا الفني، لم يكن هناك فن درامي في سوريا. ومع جيلنا بدأت الدراما السورية. احترمت عملي لكي أحصل على احترام الناس لي. أنا لم أدرس في المعهد العالي للمسرح، لكني عَلّمتُ نفسي ودرّبتها وطوّرتها من خلال عملي مع العديد من المخرجين والمؤلفين من مدراس أدبية عدّة (فرنسية، روسية وعربية). كل هذه الثقافة أعطتني حصانة فنية طوال مسيرتي.
من من ممثلات هذا الجيل يشبه مسيرتك الدرامية؟
ليست هناك ممثلة مثلي قدّمت أعمالاً فنية ومرّت بمراحل فنية مختلفة: مسرح، سينما، إذاعة وتلفزيون. لدينا ممثلات نجمات في الدراما مثل سلاف فواخرجي، سلافة معمار، كاريس بشار. كذلك هناك نجمات في الدراما من لبنان مثل نادين نجيم، فهي نجمة مجتهدة لم تعتمد على جمالها، وتقدّم مشاهدها بشكل طبيعي، وتتميّز بأنها تسمع النصيحة وتعمل بها ومتواضعة رغم نجاحها ونجوميتها. كذلك نادين الراسي وباميلا الكيك هما نجمتان في الدراما.
ما هي النصيحة التي وجّهتها للفنانة نادين نجيم؟ وهل تقبّلتها؟
نادين جداً ليّنة ومتواضعة وتتقبّل كل نصيحة وتعمل بها. لقد سبق ونصحتها في أداء بعض المشاهد في أحد المسلسلات التي اجتمعنا بها سوياً، وكانت متقبّلة جداً للنصيحة.
حصل تغيير في الجزء الثاني لمسلسل «الهيبة» وهو خروج الممثلة نادين نجيم منه ودخول كل من فاليري أبو شقرا ونيكول سابا إلى الجزء الثاني. ما رأيك بهذا التغيير؟
هذا الأمر حقيقة لا أتدخّل فيه، كل ما يهمّني هو دوري. هذا التغيير من مهام شركة الإنتاج. بالنتيجة، المسلسل حصد نجاحاً واسعاً والتغيير إضافة لا انتقاص.
لهذا فشل مسلسل «جريمة شغف»
كانت لك مشاركة في مسلسل «جريمة شغف» في رمضان 2016 ولم يحصل هذا المسلسل على نسبة نجاح، علماً أنك قلت إنك تدركين ما إذا كان
المسلسل جميلاً من قراءتك الأولى له. كيف لم تلحظي ذلك في مسلسل «جريمة شغف» مع أول قراءة لك؟
رغم عدم نجاح المسلسل إلا أن دوري الذي أدّيته كأم نجح مثل أي دور سبق لي ومثّلته في مسلسلات أخرى. مسلسل «جريمة شغف» لم يكن لديه الحظ في النجاح رغم أن الممثل قصي خولي هو البطل.
برأيك ما هي الأسباب وراء عدم نجاح مسلسل «جريمة شغف»؟
السيناريو ومشاهد «الفلاش باك» للأحداث التي تكلّموا عنها بغموض سبب رئيسي لعدم نجاحه. كان ممكناً أن يكون السيناريو أكثر وضوحاً. إضافة إلى أن البطل في النص أحبّه عدد من النساء، وهذا النمط من قصص الحب لا يحبها المشاهد.
مثّلت إلى جانب الفنانة جوليا بطرس في مسلسل «أوراق الزمن المر» عام 1996، كيف كانت هذه التجربة وهل مازلت على تواصل معها؟
إنها أجمل تجربة فنية في حياتي. الفنانة جوليا بطرس شخصية ملتزمة ومتّزنة ومهذّبة جداً. فهي على بالي دائماً.
شاركت الفنان تيم حسن في مسلسلي «صراع على الرمال» و«الهيبة»، بعد هذين التجربتين كيف ترى منى واصف تيم حسن كنجم دراما؟أول مرّة رأيت فيها تيم حسن كنت في فندق «الشيراتون» في الشام، وكان مسلسله في ذلك الوقت «ملوك الطوائف» ناجحاً. ناديته وهنّأته على نجاحه. كنت أرى فيه نجومية خاصة ولم تخذلني نظرتي له. تيم يتمتّع بـ كاريزما فذّة وهيبة قوية. لديه إخلاص والتزام في العمل. هو يبحث في عمق الدور الذي يمثّله ولا يعتمد أبداً على وسامته، وهذا سرّ نجوميته.
هل تفاجأت بخبر زواج الفنان تيم حسن من الإعلامية وفاء الكيلاني؟
لا لم أتفاجأ لأنه يكفي تيم حسن خمس سنوات عزوبية. زواجه نتيجة حب عقلاني. كلاهما، هو ووفاء مناسب للآخر بيئة وسناً.
هل الفنانة منى واصف تشدّد على قيمة أجرها ولا تساوم عليه قبل أن توافق على المشاركة في أي عمل؟
أنا أطلب أجراً معيناً، لكن إذا أحببت الدور قد أتفاوض على الأجر. لا أترك دوراً جميلاً يذهب مني من أجل الأجر.
هل شكّلت لنفسك ثروة تقيك غدر الزمان؟
الحمد لله لديّ مال يكفيني. لقد وصلت إلى عمر إذا أحببت فيه أن أمثّل، أفعل ذلك لكي أكون موجودة. الحمد لله وأنا في هذه السن تأتيني فرص درامية جميلة.
خبرتك في الحياة واسعة وشاملة. انطلاقاً من هنا، كيف تختار منى واصف صديقاتها؟
أهم شيء أن يكنّ كتومات ويشبهنني في الحياة وأن تكون لديهنّ الميول نفسها، يحببن السباحة، القراءة، والأهم أن يكنّ أصغر مني سناً. أنا من مواليد برج الدلو وأحب كثيراً المياه والشمس، فهل هناك أجمل من الشمس والمياه؟ القراءة تحت أشعة الشمس والسباحة عند الفجر متعة.
هل جعلتك السباحة تتمتّعين بصحة جيدة؟
الحمد لله صحتي جيدة، لكني أعاني من ضغط في الدم من صغري وهذا مرض المهنة.
كيف حافظت على حسن ذاكرتك، هل هناك حمية خاصة تقومين بها؟
أنا حريصة على القراءة. أحفظ الشعر. ذاكرتي مازالت قوية لأنني لم أتوقّف عن التمثيل. الذاكرة تضعف عندما نتوقّف عن استخدامها. أنا حريصة على تناول السمك والفواكه. وأتناول فيتامين أوميغا3.
هل مازلت تسكنين بمفردك في المنزل؟ وهل هذا يسبّب لك خوفاً؟
أنام بمفردي في البيت ولا أخاف أبداً ولا أفكّر بالسوء. عندما أنام أقول الحمد لله. وعندما أستيقظ صباحاً أقول الحمد لله. كلمة الحمد لله مهمة جداً في حياة الإنسان. لا أهتم لو أصابني أي مكروه طالما أنا في بلدي.
هل تخافين الموت؟
لا أخاف الموت إنما أزعل منه لأنه أخذ مني كل الذين أحبهم.
من يساعدك في تدبير منزلك، هل مازلت تقومين بذلك بمفردك؟
تأتيني سيدة يومياً تقوم بتنظيف المنزل، لكن أنا من يقوم بالطهو. مازلت أطهو كل شيء: فاصولياء خضراء، بامية بالزيت، سبانخ بالزيت، حراق إصبعو، وغيرها. أنا حريصة على تناول مأكولات بالزيت وأتناول الخضار بكثرة.
هل تقودين سيارتك بنفسك أو تستعينين بسائق؟
لدي سائق. أنا أشرد كثيراً والسائق يعرف أنني دائماً شاردة. عندما أركب السيارة أراقب الناس في الشوارع. وهذه المراقبة للناس تغذّي الحس الدرامي لديّ وهذا يفيدني في أدواري.
ما علاقة أغنية السيدة فيروز «شك الإلماس» مع كل إطلالة وتكريم لك وهل أزياؤك مرتبطة بهذه الأغنية؟
هذه الأغنية ارتبطت بي منذ فترة 35 عاماً عندما كنت أقدّم مسلسل «أسعد الوراق» بنسخته بالأبيض والأسود. وحينها كانت أغنية السيدة فيروز تصدح في الإذاعات. وكان نجاح مسلسل «أسعد الوراق» أيضاً صادحاً، فتمّ ربط هذه الأغنية بي من حينها. فأنا أحب كثيراً هذه الأغنية رغم أنني لا أرتدي الماس. ملابسي عبارة عن بنطلون وجاكيت، وهذه الأزياء تتطلّب إكسسوارات ولا تتطلّب الماس. كما أنني لا أرتدي فساتين إنما أرتاح بارتداء البنطلون والجاكيت. أحب الأزياء والأناقة، لكن في المقابل أحترم سني. أحب كثيراً حقائب اليد وأشتري منها كثيراً من كافة الألوان (أسود، بني، فيروزي، أبيض).
نعيش في زمن «السوشيال ميديا»، هل لديك نشاط على مواقع التواصل الاجتماعي؟
ليس لدي أي نشاط شخصي على أي وسيلة تواصل اجتماعي. محبّيني هم من يهتمّون بنشر أخباري. لست مع التكنولوجيا، ربما لأن وجودها يتزامن مع تقدّمي في السن. علاقتي بالورق علاقة قوية ومرتاحة بذلك..
هل ذوقك الغنائي مازال متعلّقاً بالماضي أو أنك متابعة للفن المعاصر؟
صحيح أنني أنتمي بذوقي الفني إلى زمن السيدة فيروز وعبد الحليم حافظ وأحبهما وكذلك أحب صباح فخري، ومحمد عبد الوهاب، وأم كلثوم، وماجدة الرومي، لكن أذني أيضاً معاصرة وتشبه هذا الزمن. فأنا أحب كثيراً أغنية «إنت معلم» لسعد المجرد. وأحب كثيراً صوت وائل كفوري والأغاني الصوفية لوائل جسار، لكن الفنان الذي يذيب قلبي هو الفنان ماجد المهندس «ملك الرومانسية» صوته «يذوبك ويذوب».
أحب قوة صوت نجوى كرم وأحب كثيراً صوت نانسي عجرم الرومانسي وجمالها. لديها شيء خاص يذيب القلب. الفنان ناصيف زيتون حالة خاصة وأعتزّ به كنجم شاب صوته جميل وأغنياته أيضاً..
لماذا لم تقومي بإجراء عمليات تجميل؟
لا أخاف التقدّم في السن ولا أخاف مرور الزمن. لم أجرِ أي عملية تجميل لأني أعيش لأدواري الدرامية لا لنفسي. أنا متصالحة مع نفسي ومقتنعة بأنني لو أجريت عمليات تجميل لن يتقبّلني المشاهد. هل هناك أجمل من أن تلتقي بأحد المشاهدين ويقول لك لقد كبرنا معك وكلانا من جيل واحد. من غير المنطقي أن الممثل يصغر والمشاهد يكبر.
مجلة سيدتي