من برزة إلى الغوطة.. هل تنهار الهدنة؟

يقترب اتفاق وقف الأعمال العدائية من إتمام شهره الأول وسط حالة من التوتر تسود أجواء ريف دمشق، حيث تستعيد العمليات العسكرية سخونتها في بعض المناطق. أما جنوباً فما زال الاقتتال سيد المشهد بين أتباع «داعش» ومسلحي المجموعات الأخرى.

فمنذ بداية تطبيق اتفاق الهدنة في 27 شباط الماضي، تشهد الغوطة الشرقية عموماً هدوءاً نسبياً، انسحب على الواقع المعيشي وإدخال المساعدات وحملات تلقيح للأطفال في المنطقة، ولكن هذا الحال لا ينطبق على كامل المواقع في الريف الشرقي للعاصمة، إذ تشهد كل من مزارع بالا ومنطقة المرج استمراراً للعمليات العسكرية وتقدماً للجيش في مواقع عدة، مع استمرار القصف بالمدفعية والطيران الحربي.

ويشير مصدر ميداني معارض إلى أن الغاية الأساسية هي وصل مزارع بالا بالقنطرة، وبالتالي بطريق حرستا، أي فصل الغوطة إلى قطاعين شمالي وجنوبي، تعتبر حرستا الجهة الفاصلة بينهما.

ويأتي كل هذا في ظل حالة التوتر بين الفصائل المقاتلة بعد تشكيل «جيش الفسطاط»، من «جبهة النصرة» و «حركة أحرار الشام» و «لواء فجر الأمة»، وتزايد احتمالات الاشتباك مع «جيش الإسلام» الذي بدأ إعلاميون مقربون منه باتهام «فجر الأمة» بعقد صفقة مع غرفة عمليات حميميم الروسية، بحيث يقوم بإغلاق الأنفاق كافة مع برزة مقابل تحييد حرستا عن المعارك، مستدلين على ذلك بعودة ارتفاع أسعار المواد الغذائية.

وكانت «تنسيقيات» المعارضة نشرت صوراً تظهر اجتماع ضباط قالت إنهم روس بعناصر من «الجيش الحر» بهدف إتمام إجراءات المصالحة، وهو ما سارع المسلحون لنفيه، فيما لم يصدر أي تعليق من الجانب الروسي.

وعلى الضفة المقابلة في حي برزة شرق العاصمة يستمر إغلاق مداخل المنطقة للأسبوع الثاني على التوالي، مع إجراءات أمنية مشددة. وتقول مصادر محلية إن السبب يتعلق بخطف عسكريين من القوات السورية من قبل مسلحي برزة، حيث تتم اتصالات عدة بين مسؤولين ووجهاء من الحي، الخاضع لاتفاق مصالحة منذ أكثر من سنتين، بهدف تسوية الإشكال الحاصل، فيما نفت كل مصادر المعارضة علمها بما يجري، ورفض غالبية الإعلاميين التعليق على ما يحدث. وأشار آخرون إلى أن السبب هو محاولة الضغط لغلق كل الأنفاق التي يتم من خلالها التنقل بين برزة والغوطة الشرقية. وتعد الاتفاقية في برزة الأكثر قوة بين كل مواقع المصالحة، وسمح الهدوء في هذه المنطقة لكثير من المدنيين بالعودة وتفقد منازلهم، بالإضافة لعودة الحياة المدنية.

جنوباً تجدد هجوم «لواء شهداء اليرموك» و «حركة المثنى الإسلامية»، المواليين لتنظيم «داعش» على مواقع تابعة لـ «جبهة النصرة» و «الجيش الحر» في ريف درعا الغربي. وجدد «اللواء» و «المثنى» قصفهما بلدات تسيل وحيط وسحم الجولان التي استهدفت بسيارة مفخخة في محاولة لاقتحامها من قبل أنصار «داعش» الذين اضطروا للتراجع مع اشتداد المعارك في المنطقة التي تقع تحت سيطرة «جبهة النصرة»، بالتزامن مع سقوط عشرات قذائف الهاون على هذه المناطق وحركة نزوح إلى كل من نوى ودرعا المدينة.

وتحدث إعلامي في درعا عن انقسام في صفوف «حركة المثنى» التي أصدرت بياناً هاجمت فيه «محكمة دار العدل»، واصفة إياها بالدمى التي تحركها أياد خارجية، فيما أعلن عدد من عناصرها وضع أنفسهم تحت تصرف غرفة عمليات «البنيان المرصوص» التي تضم غالبية فصائل «الجيش الحر» في الجنوب.

ويشير الإعلامي إلى أن المواجهة الأشرس تتركز في حيط والشجرة وسحم الجولان حيث تسيطر «جبهة النصرة»، على اعتبار أن اقتحام هذه البلدات والقرى سيعني انكساراً لسلطة الجبهة لمصلحة «داعش»، بالإضافة للانتقام المتوقع، ذلك أن «النصرة» قد تبنت في وقت سابق عملية اغتيال القائد العام لـ «اللواء» أبو علي البريدي في تفجير سيارة مفخخة قبل أربعة أشهر في بلدة جملة بوادي اليرموك.

صحيفةالسفير اللبنانية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى