من روائع حِكم النمل ( 2 ) !!
خاص بموقع ( بوابـة الشـرق الأوسـط الجديـدة )
كنت قد أنهيت المقال السابق بدراسة لجامعتي هارفاد وفلوريدا الأمريكيتين خلصوا فيها إلى أن وجود النمل على كوكب الأرض يعود إلى 130 مليون عام أي منذ وجود الديناصورات والسؤال المطروح …..
لماذا اِنقرضت الأخيرة بينما اِستمر عالم النمل ؟؟؟
كيف حافظوا على استمرار ممالكهم إلى الآن ؟؟
ها أنا ذا أدرج لكم بعض الحكم الذهبية التي ستجدون فيها الإجابة على هذه التساؤلات ؛ بل وسنستخلص منهم الكثير من العِبر !!
* التفكير في المصلحة العامة :
شاهدت فيلماً وثائقياً عن حياة النمل ورأيت كيف أن النملة تحمل أضعاف حجمها ثم تتعثر به وتقع ويقع من فمها ثم تعاود مجدداً ؛ ولربما اصطدمت بغيرها من النملات وذلك لانحجاب بصرها بسبب الحمولة التي تفوقها حجماً ؛ ثم بإرادة فولاذية يتم إيصال هذا الطعام لمملكتها.
لم تقل يوماً ما شأني ولماذا أتكبد كل هذا العناء من أجل غيري.
بعض النملات لها دور العناية باليرقات أو بالنمل حديثي الولادة ؛ هي لا تتنصل من ذلك بحجة أنها ليست يرقتها أو صغيرتها ؛ لكنه الترابط والتماسك والتكافل فيما بينها بل هي تفعل ذلك بكل رحابة صدر من أجل المصلحة العامة.
هل أخبركم إذن بأول أسرار قوة مملكة النمل واستمرارها ؟؟
“النملة لا تعيش لذاتها لقد أدركت أنها فرد من أمة فعاشت لهذه الأمة !!”
هل فكرت يوماً في أن تتكبد عناء ما في مجال ما لتسد ثغرة ما في وطنك فتكون لك يد في إعماره ونهضته.
* مبدأ ” نحن ننجح معاً ”
نظرت إلى مملكتهم وكم شدني روح الفريق الواحد وتكافلهم فيما بينهم وكيف أن الأنانية لا تعرف طريقاً لهم.
ومضة : لكي نبني مجتمع قوي متماسك تماماً كمملكة النمل علينا أن نتحلى بصفات الروح الجماعية البنّاءة.
* الدافع الذاتي في العمل :
على الرغم من وجود ملكة للنمل لكنها ليست بحاجة لإعطاء أوامر لهم بالعمل من أجل وطنهم وليست بحاجة أن تُعيّن رقيب يحمل سوطاً ويراقب من يقوم بعمله بإخلاص ومن لا يفعل !!
فعند النمل دوافع ذاتية رائعة جديرة بالتأمل وهي إدراكه بأنه جزء من مملكة ( وطن ) فعليه إذن العمل لأجله.
* التضحية من أجل الآخرين :
ما أدهشني خلال قراءتي عن آخر الدراسات في عالم النمل أنه في حال حدوث الفيضانات أو أي نوع من أنواع الكوارث تقوم مجموعة ضخمة من النملات بتشكيل جسر من أجسامهم لتعبر عليه الأخريات ولربما مات المئات منهم تحت أقدام النمل العابر لكنه المبدأ الرائع ودرس يقولون فيه : أموت أنا لتحيا أمتي.
* التكيف مع كافة البيئات والظروف :
فنحن نجد النمل في الصحراء والجبال والحقول والمنازل وعلى ضفاف الأنهار وفي كل مكان ومهما كانت الظروف البيئية فهي تتكيف معها وهذا سر استمرار مملكتها عبر ملايين السنين !!
* التخطيط للمستقبل :
لقد علمت النملة أن فصل الصيف لن يدوم وأن الشتاء القارس قادم لا محالة فقررت الحفاظ على حياة أمتها ولهذا قامت تعمل طوال فصل الصيف دون كلل أو ملل ؛ دون تذمر أو شكوى وماذاك إلا لأنه هناك مستقبلاً قد خططت له فهي لا تنتظر قدوم المجهول بل تعد له العدة.
فماذا خططت لمستقبلك وهل تسير وفق خطا مدروسة مرسومة ؟؟
وختاماً أحبابي إذا نظرتم فكل مافي الكون دروس وعِبر لنا بني البشر لكن المحظوظ فقط هو من نظر بحكمة وتعلّم وقام بالتطبيق.
لكم مني أجمل التحيات …
* مدربة تنمية بشرية
www.facebook.com/Lena.Mhd.Matteet