من هم عرب هذا الزمان ؟!

أود فعلا ان أفهم لماذا يتخلى العرب عن عروبتهم حين نجدهم مبالغين في تقليد الأمريكان أو الفرنسيين أو الإيطاليين أو الإسبان وغيرهم . أما في الخليج فالظاهر أنهم أحرص على التحلي بخصوصياتهم في الملبس فقط والتعلق بالدين الحنيف وهدفي الحق مثلنا مقلدون لشعوب الدول الغربية في معظم مظاهرهم الثقافية والإجتماعية كسيادة قصيدة النثر مثلا لدى شعراء الأجيال الحديثة والتخلي نهائيا عن أنظمة التراث الشعري العربي العريق في عروضه وأوزانه التي لا مثيل لها في العالم أجمع إضافة لاختيار ناطحات السحاب مثلا على غرار سكان الولايات المتحدة الأمريكية في السكن و المؤسسات التجارية و ملاعب كرة القدم المبالغ في تفخيمها و إتساعها و غيرها من المظاهر الحضارية الغربية.

هكذا بات العرب عرباً بالإسم فقط وفرنجة بالمظاهر واللباس والمأكل والمشرب و الإحتفالات والثقافة والإبداع في الفنون الجميلة كالشعر والنثر والرسم التجريدي و طرائق المطاعم في الأكل والشرب والطقوس المختلفة مع أن اليابانيين والصينيين و الكوبيين و آخرين في شرق آسيا مازالوا محتفظين سواء في ثقافتهم الفنية أو الإجتماعية بكثير من تقاليدهم الجميلة العريقة في القدم إلا إخواننا العرب وعلى الأخص لدى النساء كإصرارهن مثلا منذ سنين على إرتداء بنطال”الجينز” الأمريكي المبالغ في ضيقه لإبراز تقاطيع جسد المرأة عضوا عضوا في حركاته و تقلصاته و نزعاته الحديثة مثلا في لبس هذا البنطلون ” الجينز” الأزرق خاصة ممزقا في بعض مساحاته حول الفخذ أو الساق أو البطن أحيانا مما يسمح بظهور واضح عبر هذه الفتحات الممزقة على طريقة رعاة الأبقار الأمريكان لأفخاذ و سيقان الأنثى المتباهية بهذه “الموضة الحضارية ” السخيفة !!

أهذه هي الحضارة التي نسعى للوصول إليها نحن العربان الذين ما يزالون متخلفين عن الغرب مئات السنين في التجديد والتحديث والإبتكار والإختراع في الصناعة والزراعة والأمور الفلكية والصحية وأدويتها وطرائق علاجها !!!

هذه هي النهاية المفجعة حقاً للأمم المتخلفة وفي طليعتها الأفارقة والدول العربية و بعض الأمم الأسيوية وهذا هو الغرب القائد المسيطر على مصائرنا  إلى يوم يبعثون و لا أمل بارق ضئيل في أية دولة عربية أنها مرشحة فعلاً لتصبح عضواً أساسياً في نادي التقدم الحضاري للعالم المتمدن في الغرب عموماً وبعض الدول الأسيوية كما في اليابان والصين وكوريا الجنوبية .

و أسفاه !… إلى متى سوف نعاني ونكتب ونحاول ثم نجد أنفسنا من جديد نتأسف و نحن الكتاب لا نملك غير أقلامنا وأوراقنا لنرفع فيها شكوانا وتحليلاتنا لظاهرة التخلف الحضاري للأمم العربية والإسلامية جمعاء حيث يسود الفساد والاستبداد والتعصب السخيف للجهالة و الضياع … و السجون العامرة بسجناء الرأي و المعتقلين من دون أية محاكمة عادلة !..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى