من وقع الحياة… في زمن التشوهات
بالفرح …. تدعوهم .. وتدللهم .. وتحاول تقديم ما يسعدهم … ولكن .. بدل أن يفرحوا معك ويشاركونك سعادتك .. يستغيبوك .. ويتكلمون عليك وينتقدوك …(( الأكل قليل … الحفلة تافهة .. الكراسي غير مريحة .. بخيل .. الخ .. الخ ..الخ ))
بالحزن .. بدل أن يقفوا قربك .. يحتضنوا ألمك … يخففوا عنك ويواسونك … يبدأون بتقييم حزنك ويعدّون دموعك ويراقبوك ..ماذا لبست وماذا قلت .. وماذا فعلت .. وكيف ابتسمت أو بكيت أو بالغت بحزنك و مثلت … !!
بعلاقتك مع ربك … بدل أن يهتموا بأنفسهم ويعملون لربهم .. ويمارسون تعاليم دينهم … يقيمون ايمانك .. و يمنحوك شهادات بالمغفرة والكفر … وإلى جهنم يرسلوك .. !!
وعندما تكون مميزاً وناجحاً .. بدل أن يفرحوا لأجلك .. ويفخروا بك …. يتكلمون عليك ويحاولون أن يحطموك .. ويعزلوك عن الناس … !!
إنها مشكلة مجتمع كامل.
التقييم .. والنقد الهدام .. والسخافات والانتقادات … وتصنيف المشاعر والانفعالات … !!!
وبسبب الحرب واليأس والبطالة والفراغ .. نلاحظ أن الناس تغرق في ذلك أكتر فأكثر، وتنحدر الى مستوى الإساءة والتجريح …
فبدل أن ترتقي بانسانيتها وتحترم مشاعر من حولها وتقدر أوضاع الناس وتساندهم وتواسيهم وتدعمهم … تنحدر إلى درك النميمة والثرثرة والتشويه …
هذه إحدى منعكسات الحرب المدمرة التي تفكك المجتمع .. و تحبط محاولات النهوض به .. والتي تنساق إليها الغالبية ..
لذلك علينا دوماً الانتباه إلى عدم الانجرار إليها وتنبيه من حولنا … !!!
ففي كل عمل وفعل وشيء حولنا .. ناحية إيجابية … وناحية سلبية .. وفي أي عمل هناك نسبة خطأ .. لذلك علينا التركيز على النواحي الايجابية والاضاءة عليها … وإهمال السلبية وعدم تكبيرها ومحاولة إصالحها إن أمكن … خاصة في زمن الحرب لنحافظ ما أمكن على الحامل الاجتماعي الطيب والبناء … كركيزة لبناء مستقبل أفضل.
فعندما تتوقف هذه الحرب ..لا مكان للكلام .. فالجميع سيكون مشغولاً … بالبناء.