تحليلات سياسيةسلايد

من يعد يصدّق سلطة عباس ومجلسها المركزي وقراراتها؟

نحن في هذه الصحيفة “راي اليوم” لا نؤمن بشرعية المجلس المركزي الفلسطيني، ولا بالقرارات التي تصدر عنه، ولا نصدّق أي كلمة تصدر عن المتحدثين بإسمه، ليس لأننا سمعنا وقرأنا هذه القرارات و”العنتريات” الفارغة التي احتوتها في ختام اجتماعات مماثلة، وانما لأننا على قناعة تامة، ومن خلال متابعة ما يجري على الأرض من ممارسات، ان منظمة “التحرير” الفلسطينية باتت “مخطوفة” وتحولت الى “أداة” في خدمة الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه.

نقول هذا الكلام، بمناسبة اختتام جلسة للمجلس المركزي اليوم الأربعاء وبعد الاطلاع على القرارات التي صدرت عنه، بـ”تعليق” الاعتراف بـ”إسرائيل” وانهاء التزامات السلطة بكافة الاتفاقات معها، الى حين اعترافها بدولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية، ووقف الاستيطان، وان المجلس قرر وقف التنسيق الأمني بأشكاله المختلفة.

لو كانت هذه القرارات جدية، وستطبق على ارض الواقع، لما سمحت دولة الاحتلال بعقد هذا المجلس من الأساس، ولأرسلت مجموعة من مجنديها ومجنداتها الى مقر الاجتماع، لوضع القيادة، والأعضاء بما فيهم الرئيس محمود عباس، في حافلات خضراء، و”كبتهم” خلف الجسر الى الحدود الأردنية وطالما انها لم تفعل، فهذا دليل على ما قلناه، وسنظل نقوله، بأن هذا المجلس مجرد مسرحية كاذبة من الفها الى يائها، وممثلون فاشلون، ونص مغرق في السخافة لدرجة العيب، ولهذا انفض الجمهور وقاطع العرض كليا.

الشعب الفلسطيني الذي خرج بالآلاف للمشاركة في جنازة شهداء نابلس الثلاثة، ادهم مبروكة، محمد الدخيل، اشرف المبسلط، الذين سقطوا بنيران الغدر الإسرائيلي يوم الثلاثاء، وشيعتهم امهاتهم بالزغاريد، وزملاؤهم بالرصاص الحي، هذا الشعب كان ينعي منظمة التحرير وسلطتها، وينحاز للشرفاء، ويؤسس لمرحلة جديدة من النضال لتحرير أراضيه المحتلة.

انتماء هؤلاء الشهداء الثلاثة الى كتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة “فتح” واتهامهم بالوقوف خلف هجمات استهدفت مستوطنين مسلحين في جوار مدينة جبل النار وضواحيها، يؤكد ان حركة “فتح” بدأت تعود الى ينابيعها النضالية الأولى، او جيل الشرفاء الجدد فيها، وهو جيل شاب جديد ليس له أي علاقة بقيادة هرمة مفلسة فاسدة مدمنة تنازلات للاحتلال مقابل بقائها.

هل قرأتم، او سمعتم،، او شاهدتم “حركة تحرير” في التاريخ بكل عصوره تجند 70 الف رجل أمن وتوظفهم جميعا في خدمة الاحتلال، مثل السلطة ورجالها في رام الله؟ ودون أي مقابل؟ وهل قرأتم وشاهدتم حركة تحرير تستدين قروضا من المحتل لدفع رواتب موظفيها، وتغطي نفقات رئيسها والمجموعة المحيطة به؟

كتائب شهداء الأقصى التي حلتّها قيادة منظمة التحرير وحزب السلطة، بعد توقيع اتفاقات العار في البيت الأبيض عام 1993، بدأت تعود وبقوة في نابلس جبل النار، والخليل وجنين والقدس المحتلة، وكل القرى والمدن الفلسطينية، وباتت الآن تمتلك السلاح وتصنعه، اليوم البنادق الرشاشة، وغدا الصواريخ في محاكاة لفصائل المقاومة في قطاع غزة.

عملية الاغتيال في نابلس للشهداء، وقبلها في جنين، اسدلت الستار على اكبر اكذوبة في التاريخ الفلسطيني اسمها “السلطة الفلسطينية” وكل ما انبثق عنها من اتفاقات ومؤسسات وعادت القضية الفلسطينية بقوة الى “المربع الأول” الى البدايات، الى المقاومة والانتفاضات ضد الاحتلال بأشكالها كافة.

 

صحيفة رأي اليوم الالكترونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى