مهرجانات «وحدة الساحات» رسائل «الجهاد» العابرة للحدود
نظمت حركة «الجهاد الإسلامي» في فلسطين وجناحها العسكري «سرايا القدس» ، مهرجانات حملت عنوان «وحدة الساحات… الطريق إلى القدس» بالتزامن في خمس مناطق هي غزة ورفح وجنين، ودمشق وبيروت.
وشدد الأمين العام للحركة زياد النخالة، في كلمة ضمن المهرجان، على أن قوى المقاومة، بكافة مسمياتها وعناوينها هي وحدة واحدة في مواجهة العدو الصهيوني، مع إشارته إلى أن الأخير «حاول أن يبث سمومه، ويثير النعرات الحزبية والمناطقية في صفوف شعبنا».
وقال النخالة «إن طعن بعضنا بعضاً، بدوافع حزبية صغيرة، وبعصبيات قبلية، وتحول أنصار المقاومة وأبنائها إلى خصوم في ما بينهم، لهو أمر مستغرب ومرفوض، ولا أستثني طرفاً من الأطراف. وأقول للجميع، ومن موقع المسؤولية: يجب أن ننفض الوهم عن عقولنا، فشعبنا تحت الاحتلال، ونحن في سجن كبير، سجانه واحد، والقاتل واحد، ومعاناتنا باقية… فلنلتفت حولنا، ولنحذر الفتنة».
ونوّه إلى أن «العدو ما زال يتملص من التزاماته التي قطعها للراعي المصري، محملاً العدو الإسرائيلي المسؤولية الكاملة حيال ذلك».
وإلى جانب العناوين العريضة التي تحدث عنها النخالة في حديثه مثل القدس والأسرى والوحدة الوطنية، لم يفته التحذير من مخطط السلام الاقتصادي الذي يحاول الاحتلال تمريره عبر السماح للآلاف في العمل بالداخل المحتل، متسائلاً: «كم يجب أن ندفع من أرواحنا طوعاً، ليرضى عنا الاحتلال، ويسمح لنا أن نعمل خدماً وعبيداً لديه في أرضنا؟! وكم يجب علينا أن نقدم ضحايا للعدو من أبنائنا ونصمت، ليرضى عنا، ونصبح حائزين على جوائز وتصاريح للعمل في أرضنا المغتصبة؟!».
كما نوه النخالة إلى دلالة عقد المهرجانات بالتزامن بين الضفة الغربية وغزة ودول الطوق، بالقول: «وحدة الساحات فتحت آفاقاً لشعبنا الفلسطيني في الشتات، ليعمل حتى يكون جزءاً مهماً في المعارك القادمة مع العدو. كذلك كانت تعبيراً حقيقياً وصادقاً للشعارات التي نرفعها، بأن شعبنا واحد، ومصيرنا واحد، ومسؤوليتنا واحدة».
بدوره كشف أبو حمزة وهو الناطق الإعلامي باسم «سرايا القدس»، أن الأيام المقبلة ستثبت «حجم الذعر الذي استوطن جنود العدو الذين فروا كما الجرذان تحت ضربات مجاهدينا الأبرار من مواقعهم العسكرية كمن يتخبطه الموت».
ونوه إلى أن ما قامت به «سرايا القدس» في معركة «وحدة الساحات» هو «ضرورة شرعية ووطنية كسرت هيبة العدو وحطمت أحلام الاحتلال الرامية إلى فصل غزة عن الضفة الغربية».
وقال إن «رجال سرايا القدس الأبطال أبدعوا في مختلف الوحدات العسكرية بالرَّد على الغدرِ الصهيوني، مشيراً إلى أن «السرايا كانت قد أعدت نفسها ميدانياً للقتال في أصعب الظروف وأعقدها. كنا وما زلنا نمتلك نفساً طويلاً يتجاوز بأضعاف وأضعاف عمر المعركة التي استبسلنا فيها وكنا أصحاب الكلمة العليا».
وأضاف: «نقول لقادة العدو الذين يلوحون بالاغتيال مجدداً إن في جعبتنا ما يسوء وجوهكم ويجعلكم تندمون على اللحظة التي فكرتم فيها بالمساس بقيادة المقاومة التي ستبقى بإذن الله، وسيذهب عدونا وقادته كما أسلافهم يجرون ذيول الهزيمة والعار».
وأشار أبو حمزة إلى أن واحداً من أهداف المعركة كان ضرب العلاقة بين المقاومة وحاضنتها الشعبية، لكن الأخيرة استطاعت بوعيها إفشال المخطط الصهيوني.
وفي جنين، احتشد المئات من المواطنين وسط ظهور عسكري لافت، إذ أظهرت منصة الاحتفال قرابة 40 مسلحاً من عناصر «كتيبة جنين» وهو أكبر حضور عسكري يشهده المخيم منذ سنوات.
وقال متحدث باسم «كتيبة جنين» في كلمة له خلال المهرجان: «نحن أقوى من جميع الحدود التي يصنعونها بيننا، وطريقنا واحد ووحدة الساحات بيننا لا تتفرق، فجئنا لنؤكد أن معركة وحدة الساحات لم تنته (…) فجنين كغزة، حتى استعادة كامل الأرض، ونزف لكم نبأ مفرحاً، إذ أوقعنا جنود الاحتلال في كمين محكم، ورجع مجاهدونا إلى قواعدهم بسلام».