مهرجان لسينما الشباب في دمشق وعرض الفيلم الجديد لعبداللطيف عبدالحميد
على رغم استعار آلة الحرب الممتدة منذ أكثر من خمس سنوات على معظم الأرض السورية، لتدمر وتخرب وتهجر وتقتل الملايين من الشعب السوري، لا تزال عجلة الإنتاج السينمائي تسير لإنتاج أفلام سينمائية طويلة وقصيرة ووثائقية، ولا يزال كثر من السينمائيين يحلمون بالسينما والحياة، ولا يزال هناك شباب يغامرون بحلمهم البسيط في السينما بغض النظر عــن المستوى والتطور والجودة، وعلى رغم ذلك أيضاً لا تزال المؤسسة العامة للسينما تنظم المهرجانات الصغيرة وتنتج أفلاماً.
وضمن هذا الإطار السينمائي، أقيم في دار الأوبرا السورية مساء الثلثاء الماضي، حفل اختتام مهرجان سينما الشباب والأفلام القصيرة في دورته الثالثة، في حضور العديد من الفنانين السوريين والضيوف والمشاركين في المهرجان، الذي استمرّ لأربعة أيام عُرضت خلالها الأفلام القصيرة التي أُنتجت عام 2015، ضمن مشروع دعم سينما الشباب للأفلام القصيرة، والتي بلغ عددها ثلاثين فيلماً قصيراً تفاوتت مستوياتها الفنية والفكرية والسينمائية في شكل لافت، إضافة الى عرض فيلمين قصيرين من إنتاج المؤسسة العامة للسينما، تم إنتاجهما بداية العام 2016، وهما «كبسة زر» لأيهم عرسان، و «تساقط» لعلي العقباني، ومجموعة من الأفلام العالمية الجديدة والوثائقية والروائية القصيرة التي تلقي الضوء على إنتاجات المؤسسة ومسيرتها.
وتألفت لجنة تحكيم الدورة، من المخرج نجدت أنزور رئيساً، وعضوية الكاتب حسن .م.يوسف، والفنانة سلمى المصري، والناقد فاضل كواكبي، والفنانتين الشابتين نادين تحسين بيك ونوار يوسف.
وجاءت النتائج تنويهاً بفيلم «ورد» لرهف خضور. وأفضل سيناريو لفيلم «موعد مع المطر» لشادي شاهين. جائزة أفضل إخراج لفيلم «سينما ميكنغ أوف» للمهند حيدر، مع فرصة إخراج فيلم قصير احترافي ضمن الخطة الإنتاجية للمؤسسة العامة للسينما – جائزة لجنة التحكيم الخاصة مع فرصة إخراج فيلم قصير احترافي ضمن الخطة الإنتاجية، لفيلم «البداية» للشاب علي الماغوط – الجائزة البرونزية لفيلم «أنين» إخراج فادي الياس مع مبلغ مالي مقداره مئتا ألف ليرة سورية – الجائزة الفضية لفيلم «سليمى» لحسام الشرباتي مع مبلغ مالي ومقداره 250 ألف ليرة سورية – الجائزة الذهبية مع مبلغ مالي مقداره ثلاثمائة ألف ليرة سورية تذهب الى فيلم «بطارية ضعيفة» لقتيبة الخوص.
من ناحية ثانية، أُطلق في دمشق أيضاً فيلم «أنا وأنت وأمي وأبي» لعبداللطيف عبدالحميد، الذي يتوج به مسيرة تتألف من أحد عشر فيلماً روائياً طويلاً هي حصيلته السينمائية التي بدأت عام 1988، أي ما يزيد على ربع قرن واستمرت حتى اليوم، وعبداللطيف المعروف عنه قول لغته السينمائية ببساطة مدهشة تميز بها عبر معظم أفلامه، يذهب اليوم في فيلمه الجديد نحو الحديث عن تجليات الأزمة السورية على البشر العاديين اللذين يعيشون في قلب المدينة وقلب الحدث ورغم ذات البيت والغرفة أيضاً، بين مؤيد ومعارض، ذاهب إلى الحرب أم إلى الحب والحياة.
عن هذا الفيلم يقول الناقد محمد الأحمد، المدير العام للمؤسسة: «أحداث «أنا وأنتِ وأمي وأبي» تبكيك وتضحكك، تفرحك وتحزنك، تلامسك بحنو وتصفعك بقسوة، قصيدة شعر، أنشودة لعشاق كل الأزمنة، صدر يتسع لكل الوافدين إليه، مرثية لأوقات الحب النبيلة، فرحة غامرة بالخير والحق، وشرايين قلب تنزف حباً لسورية العظيمة المفجوعة وأناسها الطيبين الذين يستحقون حياة أفضل».
صحيفة الحياة اللندنية