موسكو وأبوظبي تتفقان على ضمان توازن سوق النفط
أعلن الكرملين الجمعة أن روسيا وأبوظبي وقعتا الجمعة اتفاقا للتعاون من أجل استقرار أسواق الطاقة وسط اتجاه أسعار النفط للارتفاع. ويدعو الاتفاق الذي وقعه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان كلا البلدين إلى ابقاء التواصل بينهما قائما “لضمان التوازن والاستقرار في السوق العالمية للمحروقات مع الأخذ في الاعتبار مصالح المنتجين والمستهلكين”.
وعادة ما ينظر إلى أسعار النفط المرتفعة على أنها في صالح البلدان المنتجة وانخفاض الأسعار لصالح البلدان المستهلكة. وفي اواخر العام 2016 توصلت روسيا ومنظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) وضمنها الامارات إلى اتفاق لتخفيض الانتاج بعد أن تسبب الفائض بتدهور الأسعار وبفوضى في قطاع النفط الخام.
ونقلت وكالة أنباء الامارات عن بوتين قوله “ساهمت الجهود المشتركة معكم أنتم ومع أصدقاءنا في المملكة العربية السعودية ودول منظمة أوبك على تحقيق النجاحات والاستقرار في أسواق النفط العالمية”. وفي مايو/ايار أعلنت روسيا والسعودية أنه من الممكن زيادة الانتاج تدريجيا اعتبارا من الربع الثالث من السنة مع ارتفاع الأسعار إلى أعلى مستوى منذ العام 2014.
وتُعتبر أبوظبي، عاصمة دولة الامارات العربية المتحدة، أغنى الامارات السبع وتملك أكثر من 90 بالمئة من احتياطي النفط الخام الاماراتي. وتنتج الامارات 2.8 مليون برميل من النفط يوميا وهي رابع أكبر منتجي منظمة الدول المصدرة (اوبك) والثامنة على مستوى العالم. وقال ولي عهد أبوظبي لبوتين نحن “سعداء بأن التبادل التجاري قد تضاعف ونحن على ثقة أنه سيتضاعف مرة أخرى في ظل توقيعنا للإعلان عن الاستراتيجية المشتركة بين الإمارات وروسيا”.
وأشارت الوكالة الإماراتية إلى أن الاعلان ينص على إنشاء شراكة استراتيجية للعلاقات القائمة بين الإمارات وروسيا في المجالات السياسية والأمنية والتجارية والاقتصادية والثقافية إضافة إلى المجالات الإنسانية والعلمية والتكنولوجية والسياحية.
وقال بوتين خلال لقائه ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، إن جهود بلاده المشتركة مع منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) كان لها أثر إيجابي على أسواق النفط. ورحّب بزيادة التعاون التجاري بين روسيا والإمارات، مبينا أن قيمة الاستثمارات المشتركة بين الجانبين وصلت ملياري دولار. وأشار إلى أهمية التعاون مع أوبك قائلا “استقرت أسواق النفط من خلال جهودنا المشتركة”.
وقال الرئيس الروسي “إن دولة الإمارات العربية المتحدة شريك وثيق لنا منذ سنوات في منطقة الشرق الأوسط واليوم سنوقع على إعلان الشراكة الاستراتيجية لتكون خطوة أخرى في سبيل تعزيز العلاقات بيننا”. و أكد أن لقاءه مع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان يعد فرصة لبحث عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك بشأن منطقة الشرق الأوسط.
وقال أيضا “أوجه العلاقات تطورت في جميع الاتجاهات في التعاون السياسي والأمني والاقتصادي ووصل معدل التبادل التجاري الى 31 بالمائة العام الماضي وفي الربع الأول من هذا العام وصل إلى 70 بالمائة وحجم الاستثمار يتزايد باستمرار ونحن نشكركم على هذه الثقة”. و أضاف “نحن سنستمر في العمل المشترك كما هو الحال في مجال الطاقة حيث ساهمت الجهود المشتركة معكم أنتم وأصدقاؤنا في المملكة العربية السعودية ودول منظمة الدول المصدرة للنفط على تحقيق النجاحات والاستقرار في أسواق النفط العالمية كما أقدر دعمكم الخاص في مجال التكنولوجيا الفائقة ومبادراتكم في تعزيز الصناعة ” .
وقال الشيخ محمد “إن علاقات البلدين الصديقين مهمة ونسعى لتطويرها منذ أن تقابلنا العام الماضي هناك تطورات كثيرة في الشرق الأوسط ودولة الإمارات العربية المتحدة تسعى دائما مع أصدقائها والمجتمع الدولي لترى مستقبلا واعدا في منطقة الشرق الأوسط”.
و أكد حرص الإمارات على تعزيز علاقات التعاون و الصداقة مع روسيا الاتحادية في كافة المجالات، مشيرا إلى أن العلاقات بين البلدين الصديقين تستند إلى أسس قوية وراسخة من التفاهم والمصالح المشتركة وتشهد تطورا متناميا بفضل حرص قيادتي البلدين على تطويرها ودفعها إلى الأمام بما يعود بالنفع على الشعبين الصديقين. و أكد أن دولة الإمارات تسهم باستمرار في تحقيق الأمن و الاستقرار في المنطقة والعالم من خلال تعاونها الإيجابي مع القوى الإقليمية والدولية الفاعلة ومن بينها جمهورية روسيا الاتحادية التي تربطها علاقات ومصالح قوية وتاريخية بهذه المنطقة.
كما بحث الجانبان القضايا والمستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية وتطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط.
ووقع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والرئيس فلاديمير بوتين إعلان الشراكة الاستراتيجية بين البلدين .وينص الإعلان على إنشاء شراكة استراتيجية للعلاقات القائمة بين دولة الإمارات العربية المتحدة وروسيا الاتحادية تشمل المجالات السياسية والأمنية والتجارية والاقتصادية والثقافية إضافة إلى المجالات الإنسانية والعلمية والتكنولوجية والسياحية. ويعزز الإعلان الحوار والمشاورات حول القضايا الثنائية والإقليمية والدولية الرئيسية ذات الاهتمام السياسي المتبادل.
ويترجم توقيع الإعلان حرص دولة الإمارات العربية المتحدة وروسيا الاتحادية على رفع مستوى العلاقات متعددة الجوانب بين البلدين إلى مستويات الشراكة الاستراتيجية في كل من المجالات ذات الاهتمام المشترك. ويتضمن الإعلان إجراء المشاورات بشكل منتظم بين وزيري خارجية البلدين بغرض تنسيق المواقف حول القضايا ذات الاهتمام المتبادل.
وصعدت أسعار النفط الخام منذ الربع الأخير 2017 حتى نهاية أبريل/نيسان إلى متوسط 72 دولارا للبرميل من 66 دولارا في الفترة المقابلة. وتلقت أسعار النفط الخام العالمية دفعة قوية خلال مايو/أيار في أعقاب انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع إيران وهو ما أجج المخاوف من المزيد من التوترات الجيوسياسية.
غير أن أسعار النفط هبطت في تداولات الأربعاء والخميس مع تنامي المخاوف بشأن زيادة وشيكة للإنتاج من جانب السعودية وروسيا في ظل نقص الإمدادات المتوقع. وتبحث السعودية وروسيا زيادة إنتاج النفط من داخل أوبك وخارجها، بنحو مليون برميل يوميا، لتعويض النقص المحتمل في إمدادات فنزويلا وإيران.
ميدل إيست أونلاين