بعد مرور 28 عاماً على رحيل النجم المصري شكري سرحان (1925 ــ 1997)، تفجّرت أزمة فنية جديدة إثر تصريحات مثيرة للجدل شككت في موهبة أحد أبرز رموز السينما المصرية، لتصبح سيرته مجدداً محور نقاش في الوسط الفني وعبر مواقع التواصل الاجتماعي.
بداية الأزمة
اندلعت الأزمة بعد تداول مقطع فيديو قديم من برنامج «ليك لوك» للإعلامي عمر متولي، ظهر فيه مع النجم أحمد فتحي. وخلال النقاش حول معايير النجومية، علّق متولي قائلاً: «أرى أن شكري سرحان نال شهرة ونجومية أكبر بكثير من موهبته»، فيما أشار فتحي إلى أن «الكثير من نجوم السينما لم يمتلكوا موهبة التمثيل».
ورغم أنّ الفيديو يعود إلى رمضان الماضي، إلا أن انتشاره مؤخراً أثار جدلاً واسعاً، خاصة بين محبي الفنان الراحل وأسرته، مما دفع محسن سرحان، المتحدث باسم العائلة، إلى الرد عبر بيان شديد اللهجة، قال فيه: «شكري سرحان كان فناناً أكاديمياً وقف أمام عمالقة المسرح وشارك في أفلام عالمية مثل قصة الحضارة وابن كليوباترا، إلى جانب تحقيقه إيرادات ضخمة لأفلامه».
لم يتوقف محسن عند الدفاع عن إرث سرحان، بل وجه اتهامات لعمر متولي بالاستفادة من «الواسطة»، مشيراً إلى كونه ابن الفنان الراحل مصطفى متولي وابن شقيقة النجم عادل إمام.
وجهات نظر متباينة
تصريحات متولي أعادت النقاش حول إرث «ابن النيل»، الذي قدم نحو 100 فيلم كان بطل أغلبها، لكن المخرج يسري نصر الله أضاف بعداً آخر للنقاش. ففي مقابلة تلفزيونية مع الإعلامية ياسمين عز عبر برنامج «كلام الناس» (mbc)، قال نصر الله: «صوّر شكري سرحان كأيقونة سينمائية، لكنه كممثل كانت تعبيراته محدودة. لم أقتنع بأدائه سوى في فيلم عودة الابن الضال للمخرج يوسف شاهين».
من جهة أخرى، رفض نقيب المهن التمثيلية، أشرف زكي، بشدة ما ورد على لسان متولي، وأكد أنّ النقابة لن تتهاون مع من يسيء إلى الرموز الفنية. وأضاف أنّ من يتجاوز الحدود قد تصل عقوبته إلى الشطب من النقابة.
الرأي الفني والحرية
هذا الموقف أثار اعتراض الناقد الفني طارق الشناوي الذي اعتبر تهديدات زكي «خطيئة كبرى». وكتب في منشور على «فايسبوك»: «تجريم الرأي هو أسوأ قرار يمكن أن تعيشه أي دولة…».
ووسط كلّ هذا الجدل، التزم عمر متولي الصمت، من دون إصدار أي اعتذار أو توضيح.
صحيفة الأخبار اللبنانية
