ميشيل سير يودع عالمه

 

الفيلسوف ميشيل سير، الذي غادرنا العام الماضي، قضى حياته في محاولة وصف تحولات الحاضر. في كتاب ينشر بعد وفاته، كما أوصى، يسترجع سير في نوع من الحنين، العالم الذي عرفه في شبابه، فيتوقف عند غرامياته الأولى، ومزارعي أجان في جنوب غرب فرنسا، ورياضة الرقبي التي تستهوي أبناء الجهة، ويبدع في وصف المناظر الطبيعية ونهر الغارون الذي ينبع من إسبانيا ويصب في المحيط الأطلسي غير بعيد عن بوردو.

كذلك البلدان التي اكتشفها وأحبها، وركوب البحر، هوايته منذ الصغر، ككل من نشأ في مقاطعة بريطانيا الفرنسية، ومن هنا كان العنوان “أديشات” (الوداع بلغة البروطون).

من خلال تلك الذكريات المسرودة، يستخلص سير التحولات التي شهدها كما شهدها معاصروه، كتطور القرية والمدينة، ومعنى الهجرة والمنفى، وطاقات الجسد وقدرته على التحمل، والتعليم والموسوعة، ويربط كل ذلك بفكره، فكر واضع السردية الإنسانية.

مجلة الجديد اللندنية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى