مُستشرِقٌ إسرائيليٌّ: انسحاب الإمارات أكّدت أنّ حرب اليمن هي معركة بن سلمان الشخصية فقط
قال المستشرق د. تسفي بارئيل، مُحلِّل الشؤون العربيّة في صحيفة (هآرتس) العبريّة، قال إنّ التقدير الإسرائيليّ للانسحاب الإماراتيّ من اليمن جاء لخشيتها من تحولها لهدفٍ أمريكيٍّ، ممّا جعلها تفاجئ شركاءها في التحالف، كما أكّد، نقلاً عن مصادر سياسيّةٍ رفيعةٍ في كيان الاحتلال.
وتابع المٌستشرِق الإسرائيليّ قائلاً إنّ قرار الإمارات العربيّة المتحدّة بسحب قواتها من اليمن، وإعادة انتشارها لتؤكّد التسريبات التي تتحدّث عن خلافاتها المستمرة مع السعودية، وتزيد من درجة التوتر بين شركاء التحالف، ما يجعل الهدف الأمريكيّ السعوديّ باستئصال السلطة الحوثية في اليمن أبعد من أيّ وقتٍ مضى.
ولفت بارئيل إلى أنّه مع إقامة التحالف العربي لمحاربة الحوثيين في اليمن، وقفت على رأسه السعودية والإمارات، وبجانبهما جاءت السودان ومصر بقوات رمزية للساحة اليمنية، لكن بعد وقت قصير أوقفت القاهرة تدخلها الميداني هناك، واكتفت بدورها الاستشاري ليس أكثر، فيما حصرت باكستان عضويتها في التحالف بضغط السعودية على مشاركة جوية، وليس برية، على حدّ تعبير المصادر السياسيّة في تل أبيب، والتي اعتمد عليها المُستشرِق الإسرائيليّ في تحليله.
بالإضافة إلى ما ذُكر أعلاه، لفت الخبير الإسرائيليّ إلى أنّ الخلافات الإستراتيجيّة أخذت في الظهور رويدًا رويدًا بين الحليفين الأكبر والأهم: المملكة العربيّة السعودية والإمارات الربيّة المُتحدّة، ففي ما تريد المملكة أنْ تركز عمليات التحالف في منطقة شمال اليمن، حيث تأتي منها الهجمات الحوثية في استهداف مطاراتها في أبها وجيزان ، لكن الإمارات تعطي أهمية قتالية لجنوب اليمن، خاصة ميناء عدن، كما أكّد د. بارئيل.
وأكّد الكاتب الذي أصدر مذكراته الصحفية في كتاب يلخص زياراته في دول المنطقة مثل مصر، الأردن، تونس، المغرب، تركيا، العراق، أكّد أنّ القوات المأمورة من ابن زايد تدعم الميليشيات الجنوبية، والمجلس الانتقالي الجنوبي، لأن المخطط الإماراتي يكمن في التطلع لإنشاء دولة يمنية في الجنوب برعايتهم الكاملة، لتأمين سيطرتهم المحكمة على بوابات تجارة النفط العالمية في البحر الأحمر، حيث تمر فيه يوميًا أربعة ملايين برميل نفط، الأمر الذي يتعارض مع التطلعات السعودية من التدخل في اليمن، على حدّ قول الخبير الإسرائيليّ د. بارئيل.
عُلاوةً على ذلك، أوضح، نقلاً عن المصادر السياسيّة عينها، أوضح أنّ إعلان الإمارات سحب قواتها من اليمن، يعني انسحابًا من المعركة الجارية هناك، وترك السعودية لوحدها تخوض هذه المواجهة، ما يعني أنّ ابن زايد أصابه الملل من استمرار معركة طال أمدها، قد تهدد استقرار بلاده، لأنّ شركاءه من حكام باقي الإمارات السبعة يضغطون عليه للخروج من اليمن، على خلفية استمرار التوتر بين السعودية والولايات المتحدة مع إيران، وإمكانية تحول الإمارات هدفًا لهجماتٍ عسكريّةٍ إيرانيّةٍ، كما قال في تحليله؟
وأشار بارئيل، المحاضر بالكلية الأكاديمية سافير وجامعة “بن غوريون” في مدينة بئر السبع بجنوب الدولة العبريّة، أشار إلى وجود اعتبارٍ سياسيٍّ يقف خلف القرار العسكري الإماراتي بالانسحاب من اليمن، فالإماراتيون لا يريدون أنْ يكونوا مرتبطين عضويًا بالسعودية في كل ملفاتها ومشاكلها، حيث تقف المملكة في قلب الجدل السياسيّ الأمريكيّ، خاصة الخلاف بين البيت الأبيض والرئيس ترامب مع الكونغرس حول بيع صفقات سلاح للسعودية، على حدّ تعبيره.
وأردف قائلاً إنّ هناك مطالب أمريكية على الرئيس ترامب بفرض عقوبات على السعودية، بسبب انتهاكاتها لحقوق الإنسان، ومسؤولية ولي العهد محمد بن سلمان عن قتل الصحفي جمال خاشقجي، وبسبب الحرب في اليمن التي أسفرت عن كارثة إنسانية كبيرة، كما أكّد في مقاله.
وخلُص المُستشرِق الإسرائيليّ إلى القول إنّ كلّ هذه الأسباب والعوامل جعلت الإمارات تعرب عن خشيتها من أنْ تشملها العقوبات الأمريكيّة بسبب تورّطها في حرب اليمن، ولذلك فضلّت الانسحاب منها، وتُفضِّل أنْ تظهر حرب اليمن على أنّها معركة ابن سلمان الشخصية فقط، كما أكّد د. بارئيل، مُعتمدًا على مصادره السياسيّة واسعة الاطلاع في تل أبيب.
صحيفة رأي اليوم الألكترونية