تشبه نادين تحسين بيك بنات جيلها اللواتي لم يستهلكن حضورهن في المقابلات التلفزيونية ولا في اللقاءات الإعلامية. تسكن الممثلة السورية عالمها الخاص. حتى إنها دخلت السوشال ميديا متأخّرة عن زميلاتها، لكن ذلك لم يزد أو ينقص من نجوميّتها. لم تتأثر نادين بقافلة الممثلات السوريّات اللواتي بالغن في تبديل ملامحهن عند أوّل مفرق. ممثلة عفوية تحافظ على شكلها الطبيعي.
حلّت نادين ضيفة أخيراً على برنامج «من القلب» على قناة «أبو ظبي» بستايل بسيط وماكياج ناعم، وكأنّها تجلس وتحتسي القهوة مع صديق.
يكفي أن تشاهد وتستمع إلى المقابلة المتوافرة على «يوتيوب»، لتتعرّف على فنانة ذات إحساس مرهف. امرأة حقيقية، بعيدة عن الاستعراض والمبالغة في الكلام والحركات. لم ترتدِ نادين أقنعة المثاليات في أجوبتها، ولم تُظهر نفسها على هيئة «امرأة خارقة». تأخذ المشاهد إلى عالم الفنّ الهادئ الذي أصبح عملة نادرة. تتحدث برويّة واتزان بصوت هادئ ومريح. تنتقد نفسها التي تصالحت معها، وتتحدث عن علاقتها بالرجل والعائلة والمهنة. لا تفكّر بانتقاء الكلمات وتركيب العبارات خوفاً من أيّ انتقاد قد تتعرّض إليه. بل تقول كلمتها كأي امرأة عاشت الحب والانفصال، متطلّعة إلى المستقبل بتفاؤل واضح. لم تفلسف الممثلة الأمور أو تنمّق تفاصيل حياتها. لم تخف حزنها في بعض محطّات حياتها، كاشفة تأثير الانفصال عليها والذي أبقاها لفترة طويلة في المنزل لتُعيد ترتيب نفسها.
فتحت نادين قلبها للمرّة الأولى، فتعرفنا إلى فنانة تشبه نجمات السبعينيات والثمانينات ببساطة حياتهن. تطرّقت بإيجاز إلى تجربتها مع الطلاق من عازف الكمان وسيم الإمام، وعرّجت على الصعوبات التي تواجهها في تربية ابنتها الوحيدة «لمارا».
وضعت الممثلة السورية كل المثاليات جانباً، متحدثة بإنسانية مطلقة عن صعوبات مجال التمثيل، وانزعاجها من آلية العمل فيه. ثم توقّفت عند رأيها بالعلاقة بين الرجل والمرأة، قائلة: «لا أفتخر بالحياة بدون رجل. ولم أغلق على قلبي بعد الانفصال لكنّني تركته مفتوحاً. لا يوجد مشكلة مع الحب». ابتعدت نادين عن شعارات رنّانة تندرج في إطار الـ «ترند» اليوم، متكلّمة كأي امرأة متزنة بعيداً عن التصريحات الزائفة والمثاليات الخادعة.