سلايدمشاهير

ناصر وردياني… وغاب الوجه السمح بصمت!

بعض الوجوه الفنية تشتهر بالفتها وطيبتها أكثر من أي شيء آخر! لعلّ الممثل السوري ناصر وردياني (1950 ـــ 2022) أبرز تلك الوجوه التي تعرف بسماحتها وتمثيلها الصريح لمدينتها حلب! الرجل الذي عاش بودّ، رحل صباح اليوم كما أمضى حياته بصفر مشاكل وسلام مطلق. تمت الصلاة عليه في جامع الصديق في الجميلية بعد صلاة الظهر ووري ثرى مقابر حلب! وهو شقيق الممثل السوري رياض ردياني الذي رحل سنة 2017 في كندا.

الراحل قرر أن يعتصم في حلب حتى النهاية. كان يسافر ليصوّر ويعود بانتماء يعرف بدقة عن أبناء تلك المدينة، عاصمة البلاد الاقتصادية وخزّانها الإبداعي بسيل من المواهب الفذة التي حفرت عميقاً في الوجدان الجمعي للجمهور!

وأن تبدأ في مهنة التمثيل منذ عام 1968 في مدينة مثل حلب، عليك أن تتسلّح بثبات وصبر، وتعرف بأن المهمة ليست سهلة، خصوصاً عندما تنطلق من المسرح القومي والعروض المجبولة بالعرق والفقر.

انتسب سنة 1987 إلى نقابة الفنانين، ومن ثم كان واحداً من الحاضرين في أعمال البيئة الحلبية أبرزها «خان الحرير» (نهاد سيريس وهيثم حقي) و «كوم الحجر» (كمال مرة ورضوان شاهين) في حين أسهم مسلسل «نهاية رجل شجاع» (1994 عن رواية حنا مينه سيناريو حسن م يوسف وإخراج نجدت أنزور) في إطلاق شهرته. لكن عموماً، ربما كانت الدراما التاريخية أيّام عزها مكانه المفضل بسبب حاجتها للغة العربية الفصيحة، والصوت الجهوري، والحضور الراسخ، وهو ما كان يظهره عندما لعب أدواراً في «الزير سالم» و «صلاح الدين» و«صقر قريش» للراحل حاتم علي الذي رافقه في أعمال أخرى مثل «التغريبة الفلسطينية» و«العرّاب».

آخر مشاركته كانت في المسلسل التاريخي «فتح الأندلس» (كتابة وإخراج محمد سالم العنزي).

أمضى الممثل السوري وقتاً صعباً مع المرض وكان طيلة شهر رمضان الماضي في المستشفى. لعلّ هذا ما جعله في ذروة العتب على أصدقائه عندما كتب لهم رسالة عاتبة بسبب تغيّبهم عنه وعدم سؤالهم، بينما لا يبرر ولا يغفر له أحد منهم عندما يقصّر في السؤال!

صحيفة الأخبار اللبنانية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى