كتب

نبوءات تتحقق في ‘صعود الإمبراطوريّات والتغيّرات الكارثية’

 “TO GOVERN THE GLOBE” وتأتي الطبعة العربية بعنوان “بهدف التحكّم بالعالم: صعود الإمبراطوريّات والتغيّرات الكارثيّة”، والكتاب من تأليف المؤرخ والباحث السياسي د. ألِفرَد وُليَم مَكّوي، وترجمة وتقديم د. محمد جياد الأزرقي، وتمت المراجعة والتحرير في مركز التعريب والبرمجة في بيروت.

يعتبر د. ألِفرَد وُليَم مَكّوي مؤرخاً لدول جنوب شرق آسيا وأحد أبرز العلماء في العالم بشأن إساءات السلطة ومراقبتها وقمعها وكشف تاريخ تطوّر التعذيب الذي تجيزه أميركا وبعض دول العالم. وأحدثُ كتب مَكّوي To Govern the Globe هو عمل أكاديمي هائل يمتد على قوس مذهل من تاريخ العالم، تمكّن صاحبه من استخلاص التاريخ المعقد لصعود إمبراطوريات العالم وسقوطها في قصة مبهجة ومرعبة في ذات الوقت.

وقتنا هذا، وهو الوقت الذي يبشرنا فيه مَكّوي بانهيار الإمبراطورية الأمريكية العنيفة مع تسارع التحوّلات الكبرى في العالم، إلى جانب فضحه لجرائم تلك الإمبراطوريات ضدّ الإنسانية وخاصّة العبودية المقيتة وأساليب النهب والإستغلال الإستعماري العنصري الجشع لخيرات الشعوب.

يطرح عمل مَكّوي الاستفزازي أسئلة استقصائية حول قدرتنا العالمية على أن نكون بشراً وفرصنا الجماعية للنجاة، خاصة مع اندلاع حروب باردة جديدة بين الولايات المتحدة وروسيا والصين. كتابات مَكّوي وفضحه لجرائم الإمبراطوريات الإستعمارية في التقتيل الدموي والتخريب وتشريد الملايين من الناس داخل أوطانهم أو الفرار منها، دليل لا غنى عنه للتعامل مع الرعب المزدوج وكارثة المناخ والأوبئة المتعددة، حسب قول كاثي كيلي، ناشطة السلام والمنسقة المشاركة لحملة منع استخدام الطائرات المسيَّرة. وفي مشرقنا العربي علّق أحد المحُللين بالقول، “أضاعت الولايات المتحدة إثر الحرب العالمية الثانية فرصة ذهبية لوضع أسس عالم أقلّ خطورة، وأظهرت ضعفاً واضحاً في فهم العالم الذي لا يمكن إدارته بفرض الزي الموحّد على مجتمعات مختلفة، بعضها له حضارات وقيم وعطاءات قديمة قدم التاريخ”،وهذا لا يعني أنَّ المسؤولية تقع عليها وحدها. هناك مسؤولية بالتأكيد على أيتام الإمبراطوريات السابقة المسجونين في خرائط “ضيقة”. يواجه عالمنا خطراً مفتوحاً على أهوال كثيرة. “عالم يسمح أن نتخيَّل الرئيس شي جِنينكَـ يفاجئ العالم بما عجز الرئيس ماو عن تحقيقه، وهو استعادة تايوان بالقوة العسكرية، إذا اقتضى الأمر بوضع العالم أمام الجدار وفي عين الزلزال”.

ويصلح هذا الكتاب أن يكون مادة للتدريس الجامعي في أقسام التاريخ والسياسة والاقتصاد وعلوم البيئة والمناخ وهندسة تخطيط المدن. كما تأتي ترجمته فرصة مواتية لتوعية القارئ العربي كي لا يُخدع بأكاذيب وإدّعاءات حقوق الإنسان والحرية والديمقراطية الزائفة.

 

ميدل إيست أونلاين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى