تحليلات سياسية

نتنياهو و ( جنون التمسك بالسلطة )!

 

يستميت نتنياهو للتمسك بالسلطة و يعمل بجنون على عرقلة وصول غيره ( بينت) إلى كرسي الحكم، معلناً أن كل من يعمل أو يؤيد إزاحته هو خائن. وبناء على ذلك يقوم أنصاره، في الليكود من المتطرفين، بتهديد خصومه السائرين إلى إستلام رئاسة الحكومة بالقتل . وهذا ما يذكر بمقتل رابين، حيث قال المتطرف الذي قتله أن ما دفعه لإنهاء حياة رابين أنه ( خائن) بسبب إتفاقه مع الفلسطينيين.

أطلق نتنياهو، بجنون تمسكه بالسلطة، القتال حتى الموت بين الوحوش الصهاينة اليمينيين . ويدور الآن الصراع بين يمين متطرف ( بينت) وبين يمين متطرف مثله ( الليكود) . و كل منهم يعلن أنه الأكثر يمينية، أي تطرفاً. و هذا ما جعل جهاز الشاباك المخابراتي الصهيوني، الذي يهتم عادة بمراقبة ورصد الفلسطينيين كخطر مهدد لإسرائيل، أن يركز على صراع اليمين الاسرائيلي مع اليمين الإسرائيلي، وأصدر بياناً رسمياً يحذر من خطورة هذا الصراع على إسرائيل . فهل بدأ التطرف الإسرائيلي يأكل بعضه ؟ أم أن جنون التمسك بالسلطة يولّد جنون التطرف المشعل لنار الحرب الأهلية المدمرة ؟؟

كثيرون في إسرائيل يعتقدون أن نتنياهو قدم لإسرائيل خدمات جليلة، فقد سار بما سمي مشروع الدولة اليهودية، وحقق سلماً نسبياً للإسرائيليين، و في زمنه دمرت دول عربية بفعل الربيع العربي، و أنجز مع ترامب نقل السفارة الأميركية للقدس، و حصل على الإعتراف الأميركي بها كعاصمة موحدة لإسرائيل . ثم حصل لإسرائيل على التطبيع مع أربع دول عربية و…و… و ألخ . . و مع ذلك  فإن الإسرائيليين لم يهضموا غطرسته، و لم يبلعوا فساده، و بسبب فساده هو و زوجته ومحاولته شراء ضمائر وسائل إعلام، و تلقيه الهدايا و الرشى، سقط  ولم يستطع عبر أربع إنتخابات أن يعود إلى الحكم . ورغم تدميره غزة أخيراً فإن خصومه استمروا بالنفخ في نار جرائم فساده لإبعاده، واستمر جنونه بالتمسك بالسلطة يشتعل مهدداً بالأرض المحروقة، أن أبتعدوا عن الحكم لأنه لي .

ما يجري من صراع على السلطة في إسرائيل يذكر بسلوك المافيا . زعيم مثل نتنياهو، و بعد إرتكابه كل الجرائم لصالح عصابته يخرج أحد أتباعه (بينت) من جلبابه ليخلصه منصبه و يبعده عنه فيجن جنونه و يشتعل تطرف مؤيديه مهددين بالقتل والحريق ، ومتهمين الآخرين بالخيانة . وبعيداً عن خيانة بينت، فإن نتنياهو نفسه قال أن ( الدولة العميقة الإسرائيلية تتآمر عليه وتخونه). هي مافيا موصوفة تقوم على التمسك بالسلطة بجنون و تقتل كل من يخالفها أو يحاول إزاحة المجنون الرابض على سدة الحكم .

اليمين الإسرائيلي المتطرف يقاتل تطرف اليمين الإسرائيلي المنافس، و البغي يقتل بعضه . ألم يقل نتنياهو مرة أنه ( لم يقم لإسرائيل كيان في التاريخ دام أكثر من ثمانين عاماً)، فهل صراع و تقاتل ديوك التطرف الإسرائيلي مع بعضهم على السلطة يؤذن بمثل هذه النهاية ؟ أم أنه قتال مجنون على السلطة سينتج وحشية متطرفة . ضد الشعب الفلسطيني و حقوقه ؟؟ و هل يعلم العرب أن جنون التطرف الإسرائيلي ضد بعضه مقدمة لجنونه ضدهم وضد دولهم ؟؟ إسرائيل حتى في جنون تمسك نتنياهو بالسلطة تقدم للعرب الدرس لينتبهوا لمعنى ما يجري، و ليعالجوا ما يتهددهم من خطر ..

بوابة الشرق الأوسط الجديدة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى