تحليلات سياسيةسلايد

قراءات في التعنّت الإسرائيلي: نتنياهو يرفع «قميص» الحدود

قراءات في التعنّت الإسرائيلي: نتنياهو يرفع «قميص» الحدود…. تلقي التصريحات الأميركية المتذبذبة حول الجولة التفاوضية الأخيرة بخصوص وقف إطلاق النار في قطاع غزة، بظلال من الشكّ على إمكانية إحراز تقدُّم في اتجاه إبرام اتفاق هدنة وتبادل، تقول إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، إنها «تأمل» في تحقّقه في الأيام المقبلة. وتقدّم الولايات المتحدة «الاتفاق الإطاري» الذي قال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، إن إسرائيل قبِلته، باعتباره «حلاً وسطاً» يجمع بين مصالح إسرائيل وحركة «حماس»، فيما لا تزال هناك حاجة، بحسبه، إلى التفاوض على «الجوانب الأساسية» للتنفيذ. وممّا قاله بلينكن لدى زيارته الأراضي المحتلّة، بعد لقائه رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، إنه «أصبح الآن من واجب حماس أن تفعل الشيء نفسه»، أي قبول الصفقة.

قراءات في التعنّت الإسرائيلي: نتنياهو يرفع «قميص» الحدود

وعقّب بايدن على تلك التصريحات، بالقول أمام المؤتمر الوطني الديمقراطي في شيكاغو. إن «إسرائيل تقول إنها تستطيع حلّ الأمر، لكن حماس تتراجع الآن»، فيما تؤكد الحركة، من جهتها، أنها ملتزمة بما تمّ الاتفاق عليه مع الوسطاء في الثاني من تموز. وأن «تصريحات بايدن وبلينكن هي ادّعاءات مضلّلة ولا تعكس الموقف الحقيقي للحركة التي تحرص على التوصّل إلى وقف للعدوان». ووفقاً لمسؤول مصري سابق، قالت صحيفة «واشنطن بوست» إنه «مطّلع على المناقشات»، فإن الولايات المتحدة «لم تَعد تبدو وكأنها جسر لأيّ شيء، بل إنها ببساطة تتبنّى مطالب إسرائيل».

وعن احتمالات التوصّل إلى اتفاق. قال المسؤول للصحيفة: «لم أعد متفائلاً»، وخصوصاً في ظلّ الإصرار الإسرائيلي على البقاء في محور «فيلادلفيا» وممر «نتساريم». وكان الناطق باسم نتنياهو، ديفيد مينسر، أعلن. أن «رئيس الحكومة لا يزال مصرّاً على بقاء إسرائيل في محور فيلادلفيا من أجل منع الإرهابيين من إعادة التسلّح». كما مضيفاً: «نحن نجري هذه المفاوضات مع التركيز على المصالح الأمنية الحيوية لإسرائيل، على النقيض من أولئك الذين نصحونا بالاستسلام». وبرأي مسؤولين أميركيين، تحدّثوا إلى «واشنطن بوست» أيضاً، فإن «تعليقات نتنياهو العلنية عن أن إسرائيل لن تنسحب من فيلادلفيا، ليست مفيدة بالمرّة للمفاوضات». وردّاً على التخبّط المحيط بالموقف الأميركي، أكّد بلينكن، للصحافيين في قطر أول من أمس. أن بلاده «لا تدعم احتلالاً طويل الأمد لغزة». لافتاً إلى أن المقترح الأميركي «يتضمّن جداول ومواقع واضحة لانسحاب الجيش الإسرائيلي» من القطاع.

طلب نتنياهو بشأن محور فيلادلفيا أصبح عقبة كبيرة أمام التوصل إلى اتفاق

من هنا، أكّد مسؤولون أميركيون وإسرائيليون، في تصريح لموقع «أكسيوس» الإخباري الأميركي، أن «طلب نتنياهو في شأن محور فيلادلفيا أصبح عقبة كبيرة أمام التوصل إلى اتفاق». فيما لفت مصدر آخر إلى أن «بايدن سيحثّ نتنياهو على المزيد من المرونة حول هذه النقطة للتوصّل إلى اتفاق للإفراج عن الرهائن ووقف إطلاق النار» أيضا.

ووفقاً للخبير في شؤون الشرق الأوسط، آرون ديفيد ميلر. فإن «قضية محور فيلادلفيا ليست قضية مفتعلة. لكنّ رئيس الحكومة الإسرائيلية يجعل حلّها أكثر صعوبة ممّا ينبغي». ويعتقد ميلر أنه «بالنسبة إلى مصر، فإن المحور يمثل قضية سيادية وقضية اقتصادية، لأن تجارة التهريب مربحة». وفي المقابل، فإن «الجيش الإسرائيلي مستعدّ لتنفيذ أيّ قرار تتّخذه الحكومة، وهو ما يشير إلى أن القضية تتعلّق بسياسة نتنياهو، وليس بالأمن الإسرائيلي». ومن جهته، يلفت اللواء الإسرائيلي المتقاعد، إسرائيل زيف، الذي شغل منصب رئيس قسم العمليات في الجيش، إلى أن المفاوضين الإسرائيليين لا يمتلكون عموماً سوى «تفويض جزئي» للموافقة على اتفاق وقف إطلاق نار إنساني.

احتمالاً كبيراً لأن يكون هناك تفاهم على مبادئ الصفقة بحلول نهاية الأسبوع

ويعتبر زيف. أن «المحادثات، التي تجري جنباً إلى جنب مع الجهود الأميركية والدولية لمنع حربٍ بين إسرائيل وحزب الله وإيران، مكّنت نتنياهو من تعقيد قضية ممر فيلادلفيا. في ظل إدراكه أن الولايات المتحدة واللاعبين الآخرين يرون أن خفض التصعيد هو مصلحتهم الأولى». ويضيف: «الآن، تعتمد الصفقة على مصر، وعلى الولايات المتحدة لإقناع مصر بالمشاركة. وهذا يعني أن ثمة احتمالاً كبيراً لأن يكون هناك تفاهم على مبادئ الصفقة بحلول نهاية الأسبوع. رغم أنّنا قد نرى، على الأقل، جولة أخرى من المفاوضات».

الجيش يعدّ خيارات لأي شيء بما في ذلك انسحاب القوات من منطقة الحدود.

وكان رئيس الأركان الإسرائيلي، هرتسي هاليفي، قال. الأسبوع الماضي، إن الجيش «يعدّ خيارات لأي شيء يقرّره المستوى السياسي، بما في ذلك انسحاب القوات من منطقة الحدود». وبموجب المقترح الأميركي الجديد، فإن «القوات الإسرائيلية ستتمكّن من مواصلة دورياتها في جزء من  تلك المنطقة الحدودية، وإنْ بأعداد أقل». وفقاً لما أفاد به أربعة مسؤولين مطّلعين على المحادثات، «صحيفة «نيويورك تايمز». وأثناء الجولة الأخيرة من محادثات وقف إطلاق النار في الدوحة، والتي انتهت يوم الجمعة. طلب المسؤولون الأميركيون تأجيل المفاوضات المعمّقة في شأن مطلب إسرائيل «فحص» الفلسطينيين العائدين إلى شمال غزة بحثاً عن أسلحة. وهو ما من شأنه أن «يترك عقبة رئيسية أخرى من دون حلّ». وفيما تتكاثر العقبات، توقّع مسؤول كبير في إدارة بايدن استمرار المفاوضات هذا الأسبوع، وإنْ رفض تحديد موعد واضح لذلك. لكنّ مسؤولَيْن إسرائيليَّيْن قالا، لـ«نيويورك تايمز»، إنه «من غير الواضح أين ومتى سيجتمعون بعد ذلك».

 

صحيفة الاخبار اللبنانية

 

لزيارة موقع بوابة الشرق الاوسط الجديدة على الفيسبوك

لزيارة موقع بوابة الشرق الاوسط الجديدة على التويتر

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى